هل تقاطع الدراما الرمضانية الاحداث والاسقاطات السياسية؟ سؤال طرحته حالة الخصام بين الدراما والسياسة التي بدأت الموسم الماضي وتمتد هذا العام ايضا وجاء هروب المؤلفين بنصوصهم من فخ السياسة إلي السحر والخرافة والاكشن والكوميديا باستثناء أعمال قليلة منها مسلسل عادل إمام ويوسف معاطي ليطرح السؤال هل انتهي عصر الدراما ذات الطابع السياسي أم ما واجهه صناعها في اعقاب ثورة من اخفاقات وانتقادات جعلهم يؤثرون السلامة؟ مليار للتشويه الناقدة خيرية البشلاوي تري ان قضايا الواقع بشكل عام اصبحت غائبة عن كتاب الدراما الذين يعملون حسب الاعلانات ومتطلبات رأس المال وتقول: للأسف المنتج الدرامي اصبح تشويهي وكأننا نخصص مليار جنيه لننفقه في تشويه المجتمع فالامور الجادة اصبحت بعيدة عن تفكير كل اطراف الصناعة فالوحيد الذي يتعرض للاحداث هو (استاذ ورئيس قسم) وبالتالي اري ان ما يقدم جريمة في حق المشاهد وحتي لو ان المحتوي اختلف إلي حد ما مع البروموهات التي يتم اختيارها للترويج والدعاية فهي ايضا سقطة اذ يتعاملون بذلك مع المشاهد باعتباره تافها يلهث وراء الاثارة. وحتي فساد رجال الاعمال في الدراما في الوقت الحالي معناه اننا ندور داخل دائرة مغلقة وكأنه لم يكن هناك ثورة فهي بالتالي تدور في نفس فلك العام الماضي ولا اعرف لماذا يأخذ الكاتب جنبا عن الاحداث وهموم المواطن وحركة المجتمع ونحن لا نريد مجتمعا معقما ولكن اذا اردنا الاسهام في التنمية من خلال الدراما فعلها تلعب دورها المضبوط. دراما بلا هدف المؤلف كرم النجار يري ان الازمة ليست في ان تكون الدراما خالية من السياسة وانما هل تؤدي دورها ام لا ويقول: ما اصابني بالخوف الحقيقي ما شاهدته في تريلرز رمضان من مشاهد قتل وضرب وشعوذة فهذا هو المدمر للمجتمع فالعينة التي تتعامل مع التليفزيون باعتباره وسيلة تسلية لا تتعدي 15% لكن هناك فئات يجب ان توضع في اعتبارات تقييم البحث عن رسالة التليفزيون من اميين وسكان المناطق العشوائية وهم حوالي 45% فمثلا حينما ظهرت سلوي خطاب وهي تنتشي بسحب شمة الكوكايين في سجن النساء هناك من سعين لتقليدها وكذلك فتيات الدعارة وغيرها واعرف نماذج حقيقية تأثرت وانحرفت بالفعل واضاف عموما من الصعب بل الاستحالة التكهن بتطور هذه المسلسلات خلال الشهر وبالتالي يجب مشاهدتها اولا.. ولكن تقييم ثورة يناير اصبح نوعا من السباحة ضد التيار فالثورة اليوم تشهد اختلافا عليها اكثر من التأييد والمسألة لا يمكن ان تظهر في ثلاث او اربع سنوات بل اتصور ان اي عمل سياسي حقيقي لابد ان يمر علية فترة معقولة مثل (شروق وغروب) فقط يمكن ان تحدث تماسا معها فالاعمال السابقة لم تقيم الثورة تماست معها فقط وليس لها عائد حقيقي. الزعيم يكسب المخرجة رباب حسين تري ان السبب الحقيقي لمقاطعة الدراما للسياسة ليس عجزا في التعرض والنقد والتقييم وانما في افتقادنا للمؤلف الذي يتبني قضية وتقول: معظم الأعمال حاليا يتم كتابتها من خلال ورش فيتبارون في جرعات الاكشن والالغاز وبالتالي الانصراف التام عن اي قضية سياسية جادة، وانا شخصيا كان لدي مشروع جاهز للتنفيذ منذ عامين ورغم التقرير الممتاز عنه الا ان مدينة الانتاج الاعلامي اجلته اكثر من مرة بدون اسباب واضحة واستنتجت انهم خايفين من السياسة بمنطق (ابعد عن الشر وغني له) فقضايا العام الماضي غلب عليها الطابع التجاري ويبدو انها ممتدة هذا العام ايضا لانه بشكل عام القنوات والجهات الخاصة هدفها تجاري بالدرجة الاولي بصرف النظر عن تقديم قضايا جادة. بل ويزيد عليها الاسماء الغريبة التي يغلب عليها السواد.وقد عرض علي هذا العام مسلسل خيانة واكشن فاعتذرت واعتقد ان عادل امام سيكون الرابح الوحيد بمؤلفه المتميز يوسف معاطي ومن خلال البروموهات اعتقد ان دراما هذا العام منفصلة عن الواقع وما المانع ان نقدم سياسة مغلفة بقضايا درامية ممتعة مثلما هو الحال مع (في بيتنا رجل) و (غروب وشروق) ولن يتم ذلك الا من خلال الدولة.