الكتاب : أموال كلينتون المؤلف: بيتر شويتزر الناشر: هاربر كولينز يصفه المحللون بأنه الكتاب الأكثر إثارة الذي سيصدر هذا العام ومن الممكن أن يمثل ضربة قاضية لهيلاري كلينتون قبل ان تبدأ حملتها لخوض الانتخابات الرئاسية الأمريكية.. حيث وصف كتاب "أموال كلينتون" لبيتر شويتزر كبير الباحثين في مؤسسة هوفر بجامعة ستانفورد الأمريكية بأنه سيشكل قنبلة حقيقية من شأنها أن تصدم الكثيرين داخل امريكا وخارجها وسيجعل الكثير من الناخبين الأمريكيين يتساءلون عن فرص ترشيح هيلاري كلينتون نفسها لانتخابات الرئاسة في 2016. يستعرض الكتاب في 186 صفحة معلومات عن الأموال والتبرعات التي حصل عليها الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون والتي قدمتها جهات أجنبية لمؤسسة كلينتون. وكيف أن العديد من الحكومات والجهات الأجنبية التي قدمت الأموال والهدايا والتبرعات لمؤسسة كلينتون قد حصلت بالمقابل علي مزايا وامتيازات من وزارة الخارجية حين كانت تترأسها هيلاري كلينتون مما يعني وجود شبهة فساد وتضارب مصالح. بالاضافة للتبرعات العربية التي سبق وتلقتها هيلاري خلال مسيرتها السياسية. ويرصد الكتاب عدة أمثلة علي عمليات وتحويلات مالية شملت كلينتون وزوجته وتزامنت بشكل يثير الريبة مع صدور قرارات عن الادارة الأمريكية تصب في مصلحة أولئك الذين قدموا الأموال والتبرعات لمؤسسة كلينتون.وأعطي مثالا باتفاقية التجارة الحرة مع كولومبيا وهي الاتفاقية التي خدمت مصلحة شركة تقدم الكثير من التبرعات لمؤسسة كلينتون كما أن هذه الشركة استأثرت بكثير من مشاريع إعادة البناء والإعمار في هايتي إثر الزلزال الذي ضربها عام 2010. مثال آخر قدمه بيتر أثبت فيه حصول مؤسسة كلينتون علي ملايين الدولارات في شكل تبرعات من بنك كندي بارز يعتبر من أكبر المساهمين في مشروع انبوب النفط «ليستون» وقد تبين أن تحويل التبرعات التي قدمها البنك إلي مؤسسة آل كلينتون، جاء في نفس الوقت الذي كان فيه مشروع انبوب النفط يناقش في وزارة الخارجية الأمريكية في فترة رئاسة هيلاري لها. يذكر المؤلف أن دخل بيل كلينتون وزوجته هيلاري قد تجاوز في الفترة ما بين 2001 و2012 مبلغ 136 مليون دولار، فخلال الفترة الأولي التي تولت فيها هيلاري كلينتون وزارة الخارجية قام أل كلينتون بتسهيل وتمرير مئات الصفقات الكبري مع الحكومات الأجنبية والأفراد وقد جنوا من ورائها ملايين الدولارات. وركز المؤلف علي الأموال التي يتقاضاها الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون عن الخطب والمحاضرات التي يلقيها وقال إن هذه الأموال زادت تزامنا مع دخول زوجته هيلاري إلي وزارة الخارجية، فقد ألقي الرئيس بيل كلينتون 54 خطابا مقابل أكثر من 500 ألف دولار عن الخطاب الواحد عندما كانت زوجته وزيرة للخارجية باستثناء خطابين اثنين. وفي سنة 2011 حصل كلينتون علي أكثر من 14 مليون دولار مقابل خطبه ومحاضراته. ومن الامثلة التي اوردها الكاتب في هذا استثناء شركة إريكسون السويدية للاتصالات من العقوبات الأمريكية المفروضة علي التعامل مع إيران، وذلك بعد أن دفعت الشركة 750 ألف دولار لزوجها مقابل خطاب ألقاه أمام مؤتمر للاتصالات في هونج كونج، في نوفمبر 2011. وليست هذه هي المرة الاولي التي تتعرض مؤسسة كلينتون للتشكيك في مواردها المالية حيث خضعت للتفتيش لأنها قبلت عدة تبرعات أجنبية أثناء تولي هيلاري كلينتون منصب وزيرة الخارجية خلال فترة الرئاسة الأولي للرئيس اوباما في البيت الأبيض. واضطرت مؤسسة كلينتون لمراجعة سياساتها خلال الأسابيع القليلة الماضية حتي تتمكن من قبول التبرعات من ألمانيا وكندا وهولندا وبريطانيا غير أنها أغلقت الباب أمام قبول التبرعات من دول الشرق الأوسط. وقد تأخر طرح الكتاب في الأسواق نتيجة المراجعات التي تقوم بها دار النشر هاربر كولينز والمؤلف لتحري الدقة في المعلومات المقدمة في الكتاب والتي تتعلق ببنوك وشركات كبري وشخصيات شهيرة. ورغم ذلك فقد سعت كبري المؤسسات الصحفية والاعلامية لتوقيع اتفاقيات مع المؤلف من أجل نشر التفاصيل التي أوردها في كتابه ونشرها في سلسلة من المقالات والتحقيقات الاستقصائية بطريقة اكثر عمقا. وعلي الصعيد السياسي قررت لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي تقصي المعلومات الواردة في الكتاب الذي أصبح بمثابة الصيد الثمين الذي جاء علي طبق من ذهب للمرشحين الجمهوريين. في الوقت الذي تحاول حملة هيلاري كلينتون التقليل مما ورد في الكتاب علي اعتبار أن ما يحدث هو مؤامرة من المؤلف بيتر شويتزر الذي كان يعمل مستشارا في كتابة خطب الرئيس الأمريكي الجمهوري السابق جورج بوش كما أنه باحث في معهد هوفر المقرب من المحافظين وهو ما يجعل منه كاتبا منحازا وغير موضوعي.