لو تقاس نجومية كرة القدم اللعبة الشعبية الأولي بحجم الشغب والتطاول والبلطجة في الملاعب المصرية لفاق اللاعبون الصغار سابقيهم الكبار في النجومية والبريق والشهرة، هذا ملخص الواقع المرير الذي باتت عليه ملاعبنا الكروية بعدما ظهرت قلة من النجوم الصاعدة علي السطح فاقت في سلوكياتها غير السوية توقعات الغالبية العظمي من المتابعين والمراقبين للأحداث. وهذا الواقع المؤسف جسدته واقعتان مستفزتان بنجمي الزمالك الصاعدين.. الأولي لحازم إمام الصغير وهو يضرب يد حكم المباراة بشكل غير لائق قبل طرده من مباراة فريقه مع الشرطة أمس الأول.. والثانية للاعب علاء علي وهو يلاحق حسين عبدالمنعم اخصائي التأهيل في الشرطة ليضربه قبل أن يلحق به مدربه حسام حسن. ولأن الظاهرة بجد مؤسفة وخطيرة وتشير إلي حدوث كارثة ان انتقلت من النجوم الصاعدة بالزمالك إلي اقرانهم بالأندية الأخري ممن لديهم الاستعداد لتكرار فعلة حازم وعلاء علي فقد وضعنا هذه الظاهرة الجديدة علي ملاعبنا علي مائدة الخبراء الكرويين والتربويين لمعرفة أسبابها وكيفية علاجها سريعا قبل وقوع الكارثة. المناخ العام في البداية تحدث د.عبدالمنعم عمارة رئيس المجلس الأعلي للرياضة سابقا وأحد أبرز الخبراء واصفا الظاهرة بأنها خطيرة وربما تؤدي إلي حدوث كارثة مستنكرا ما صدر من حازم إمام قائلا لا يصح من لاعب عمره مباراة وربع وهو يقصد انه لا يزال يحبو في دائرة الضوء والنجومية أن يتعامل بهذا الفعل والقول مع حكم المباراة. كما انه استنكر فعلة علاء علي وكذلك ما يصدر من نجوم صغار آخرين أمثال عفرتو بالأهلي وقال عمارة إن ما يحدث مع الصغار هو نتيجة حتمية يفرزها المناخ العام فمثلا اشارات المرور يتم كسرها وذكر عمارة مجموعة أسباب لهذه الظاهرة الخطيرة إضافة إلي قيد المناخ العام هناك الإعلام الذي صنع نجومية هؤلاء الصغار ما بين ليلة وضحاها وكذلك إدارات الأندية والاجهزة الطبية غير القادرة علي ردع هؤلاء في الوقت نفسه أشاد عمارة بموقف حسام حسن الذي كان حريصا علي منع الصغار من التطاول وجري بنفسه وراء اللاعب لمنعه من ارتكاب الخطأ نفس الشيء بالنسبة لشيكابالا وطالب د.عبدالمنعم عمارة جميع المسئولين عن هذه الظاهرة بالتكاتف والوقوف يدا واحدة في وجه هذه الظاهرة التي تهدد بحدوث كارثة.. سواء اتحاد الكرة أو الأندية والاجهزة الفنية والجماهير حفاظا علي الشكل العام لمصر وذلك من خلال ترسيخ مبدأ الثواب والعقاب. العقاب الصارم ويري د.عمرو أبوالمجد الخبير الكروي التربوي المعروف ان النظام الحازم والصارم لابد من تفعيله للحد من هذه الظاهرة التي يأتي من أهم أسبابها عدم وجود المدربين الأكفاء بقطاعات الناشئين والذين لابد أن يكونوا مؤهلين للتعامل مع هؤلاء المتمردين من الصغار ومعالجتهم بشكل مثالي قبل تصعيدهم إلي الفريق الأول من خلال التقويم السليم والتثقيف والتركيز علي الجوانب التربوية والتثقيفية.. ويري عمرو أبوالمجد أن من أسباب ما حدث في مباراة الزمالك والشرطة هو حالة الاحتقان ورغبة الزمالك ولاعبيه وجماهيره في الخروج فائزين. الاحتقان الدائر أعرب الكابتن حمادة صدقي مدرب المنتخب الوطني الأول عن حزنه واسفه لانتشار مثل هذه الظاهرة وسط النجوم الصغار مؤكدا أن من أهم الأسباب هو الاحتقان الدائر سواء بين الجماهير واللاعبين والمدربين وشعور جميع المنظومة بكل الفرق بأنهم مظلومين وأضاف حمادة صدقي أن غياب دور القدوة والأب الحقيقي هو أحد أبرز الأسباب التي تزيد من حدة هذا الاحتقان والعلاج من وجهة نظر حمادة صدقي لابد أن يأتي من تحت بمعني أن تكون هناك قرارات رادعة وتربوية من الأندية ثم قرارات رادعة من اتحاد الكرة.