قطاع جبال الالب في المانيا يحتل العديد من الحكايات والاساطير. وتصعد فيها هذه الجبال سواء بالعربات او بقطارات صغيرة الي نقطة معينة لا يستطيع القطار اختراقها.. بعد ذلك تكمل مشوارك مشيا علي الاقدام حيث تعبر في مشيتك هذه حاجز السحاب، الذي يفصل بينك وبين ما كنت فيه، فلم يعد من السهل ان تري ما هو دونك او اسفل منك. لكن هناك ايضا تستطيع ان تجد قهوة صغيرة او مكانا للضيافة تستطيع ان تحتسي القهوة فيه او ان تجد شيئا من الطعام. نعم.. فوق الجبال هذه تسمع الحكايات والاساطير التي لا يمكن ان تجدها أو تسمعها في اي مكان آخر في الدنيا. أوبر أمرجاو ومن هذه الحكايات الحقيقية الرائعة. وكنوع من تجسيد حكايات بافاريا.. المليئة بالايمان والمعتقدات المسيحية.. حكاية هذه القرية الصغيرة فوق قمة الجبل: اوبر امر «بفتح الألف وفتح الميم وسكون الراء». هذه قرية مؤمنة. أبناؤها جميعا من المتدينين الصالحين.. يقومون باداء ما يعرف بقصة المسيح مرة كل عشر سنوات يعني سنة 1990 2000 2010 ثم يعاد سنة 2020 ويخترون شابا صالحا لم يرتكب خطأ في حياته.. يتدرب علي الدور حتي يأتي الوقت المحدد فيؤدي دور المسيح في هذه التمثيلية علي ارتفاع آلاف الامتار فوق هذا الجبل في وسط هذه القرية الصغيرة فوق قمة الجبل، يؤدي الدور في ليلة تاريخية علي هذه الارض، وبنهاية التمثيلية التي تستغرق ليلة واحدة ينتهي دور هذا الشاب يعني ليلة واحدة ويتقاعد لا يعمل بعدها شيئا ولكنه ينزوي عن الحياة يختفي ويعيش لعبادته وصومعته حتي نهاية عمره وتقوم القرية بالانفاق عليه هكذا.. شاب واحد كل عشر سنوات، وتبدأ القرية في إعداد شاب جديد لدور المسيح بعد عشر سنوات أخري. عودة إلي العاصمة البافارية! وقد كانت مدينة ميونيخ هي العاصمة البافارية التي تقرر ان تكون مدينة الاوليمبياد في نهاية السبعين من القرن الماضي.. وقد تم انشاء المدينة الاوليمبية علي بعد سبعة كيلو مترات من المدينة وتقرر ان يكون مترو تحت الارض هو أول عمل تقوم به المانيا وعلي الرغم من ان الترام التقليدي يمشي في كل شوارع ميونيخ الا انهم رأوا ان المترو او مترو تحت الارض سيكون أسرع وأكثر حضارة ومن هنا تم انشاء المترو الذي يفتح ابوابه عند القرية الاوليمبية واقيمت القرية الاوليمبية علي أحدث طراز في ذلك الوقت فوق ربوة ارادوا ان تكون عنصرا حضاريا وعنصرا تاريخيا ايضا وقد وقفت أشاهد بعض عمليات الانشاء وخاصة انشاء الحدائق التي ارادوا ان تكون جزءا من تاريخ بافاريا ميونيخ وما حولها فأنشأوا الهضاب من مخلفات البيوت التي هدمتها الحرب العالمية الثانية.. لانهم لا يريدون ان ينسوا ما صنعته الحرب بهم وفيهم.. ثم عملوا علي استقدام اشجار عمرها يزيد علي الاربعمائة سنة.. نعم استقدموا وعالموا علي ان تصح مرة اخري في الارض الجديدة القديمة وبالفعل صحت الأرض وصحت الاشجار.. وكانت القرية الاوليمبية. وكانت الازمة العربية الاسرائيلية علي ارض المانيا عندما اعتدت بعض الفصائل الفلسطينية علي الفريق الاسرائيلي وقامت القيامة. كنت هناك وقد قامت ثورة الاوروبيين جميعا علي العرب.. وكدت اصبح وقتها حبيس الارض الالمانية لولا ان قبل احد الطيارين البريطانيين ان يحملني علي طائرته من مطار «شين فيلد» في شرق برلين «مطار الحقل الجميل» إلي القاهرة!.. وذلك بموجب خطاب كنت أحمله في جيبي من السفير الالماني شتلزر يقول: هذا الشخص معروف لدينا.. إلي آخره. أكتوبر فيست أو أعياد أكتوبر! وعلي الرغم من ان ولاية بافاريا ولاية زراعية.. تنتج معظم ما يأكله ابناء ألمانيا إلا انها ولاية تضج بالحياة.. تحس فيها حركة من الصعب ان تجدها في ولاية المانية اخري.. تصحو مبكرا وتنام مبكرا إلا في مطالع الجبال حين تري الشباب والشيوخ يتجهون الي الحانات هناك يشربون «البيرة» او الجعة ويحتفلون مع بعضهم البعض ومع ذلك فانت تراهم مرة أخري في الصباح الباكر يعملون ويجتهدون! والجعة في بافاريا لها حكايات أخري.. فالجعة أو البيرة تنتج من الشعير. والشعير ينضج في او اخر سبتمبر وبدايات اكتوبر. فبداية اكتوبر اذا هو موسم الحصاد. وهو موسم صناعة البيرة.. ولما كان الشعير واحدا من اكثر المحاصيل التي يتم انتاجها قد اصبح حصاد الشعير هو الموسم الذي يستحق الاحتفال. انهم فورا ينتجون «الجعة» او البيرة الطازجة.. ويشربونها في سعادة غامرة.. وهم لا يشربونها في اكواب عادية ولكنهم يشربونها في كئوس زجاجية كبيرة شكلها يشبه «الكوز الفلاحي عندنا» ولكنه كوز زجاجي ضخم له يد من جانبه يد واسعة تستطيع السيدة الالمانية البدينة ان تضعه حول ذراعها أي انها تمسك بالكيزان الاربعة او الخمسة في ذراع واحدة هكذا تستطيع ان تقدمه بسرعة الي المجموعات المتراصة مع بعضها البعض المجموعات تغني معا والسيدة تقدم البيرة الاصوات ترتفع بالغناء والكل يبدو سعيدا بالتجمع هكذا في عيد الحصاد. وهي أيضا مدينة الكرة الي جانب هذا كله فان ميونيخ هي مدينة الكرة الالمانية وان ناديها «بايرن ميونيخ» هو اشهر نوادي ألمانيا وربما من اشهر نوادي الدنيا وهو الذي قدم للعالم اللاعب الكروي العالمي «شوماخر» أو «صانع الاحذية» باللغة الالمانية. وان ميونيخ واهلها يعتبرون انفسهم من اقرب الناس الي قلوب المصريين ليس فقط من اجل سيارتهم الشهيرة «BMW» وهم اول من اقام مبني من فوق لتحت كما يقولون فهم اول ما اقاموا مبني في قلب البلد أسسوا لها من «تحت» بلبشة عظيمة من التسليح الحديدي وصلوا به الي اعلي ثم قاموا بتعليق الادوار فيها من فوق لتحت حتي اصبح مشهدا للعالم كله يتفرجون عليه ويشيدون بعظمة البناء الالماني VON OBEN RIACH UNTEN من فوق لتحت جنوبألمانيا. ولكنها تقبع فوق قمة التكنولوجيا الألمانية!