أخيرا يلوح الأمل في الأفق.. بل آن له بحق أن يلوح طالما كان هناك مطالبون بما يبدو مستحيلا، وطالما كان هناك رومانسيون حالمون بعشق تراب الوطن، وطالما كان هناك مقاومون لصدأ الزمن، ومناهضون للظلم، ومؤمنون بحتمية العدل، وصادقون في عدالة القضية.. طالما كان هناك إنسان مازال قادرا علي التطلع للسماء، من أجل رفع العلم، وإعلاء كرامة الوطن، مهما تأخر الميعاد، ومهما كانت الظلمة، ففجر الحرية لابد أن يعاود البزوغ!. وهكذا فقد رفرف العلم الفلسطيني في أمريكا أخيرا فوق ممثلية منظمة التحرير الفلسطينية، ليتعالي فوق سحب العاصمة واشنطن، وليذيب جليدا سياسيا بدا أنه لن ينصهر أبدا، وليكون بمثابة مبادرة أمريكية مازالت خجولة لإضفاء الشرعية علي حق الوجود الفلسطيني، كما قال عنها معنّ عريقات في هذه المناسبة إنها رسالة إلي العالم كله بأننا نحن الفلسطينيين هنا، فلا أحد يستطيع إلغاء الشعب الفلسطيني، ولا أحد يستطيع إلغاء العلم الفلسطيني.. هل لاح الأمل في الوطن الفلسطيني، نعم لاشك في ذلك، فهاهي أمريكا تدفع الحدث لتحرك مفاوضات السلام من نقطة الصفر، وهاهو الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف في زيارة تاريخية - كما وصفتها وكالات الأنباء العالمية، وكما وصفتها أيضا وكالات أخري بالزيارة النادرة.. زيارة إلي الضفة الغربية الثلاثاء الماضي- حيث التقي بها في مدينة أريحا مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لبحث كيفية إحياء عملية السلام، مؤكدا أن موسكو كانت قد اعترفت بالدولة الفلسطينية منذ عام 1988 وأنها لن تغير هذا الموقف، مضيفا "لقد دعمنا إقامة دولة فلسطينية منذ القرن الماضي والموقف الروسي بالأمس كما هو عليه اليوم وهو دعم دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدسالشرقية، مطالبا إسرائيل بوقف الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية مؤكدا أنه لا يمكن تحقيق تقدم في عملية السلام بدون ذلك. هذا وقد سعي الرئيس عباس للحصول علي دعم موسكو باتخاذ موقف أشد صرامة تجاه إسرائيل في مجلس الأمن الدولي.. عبر عنها بإيمان صائب عريقات بقوله إن هذه الزيارة تعتبر خطوة مهمة نحو تحقيق الاستقلال الفلسطيني، وأن »رسالتنا للعالم هي انظروا إلينا.. نحن مستعدون لإقامة الدولة.. ونحن مستعدون للاستقلال.. ومستعدون للحرية«. وهكذا تتوالي سيناريوهات الاعتراف بدولة فلسطين، منطلقة شرارتها من دول أمريكا الجنوبية التي أثبتت أنها دول مستقبلية تخط وجودها علي جدار الإنسانية بشجاعة وعدالة ونظرة منسجمة مع حركة تيار الحرية الذي هب علي العالم بعد طول انتظار! مسك الكلام.. الإبحار إلي الوطن الأم الفلسطيني قادم، ذلك أن القارب الشرعي أقلع في بحر الحرية، وفرد أشرعة العودة كي يرسو علي شاطئ الوطن. [email protected]