كثف قادة الأحزاب البريطانية نشاطهم بعد أن دخلت الحملات الانتخابية مرحلتها الأخيرة استعدادا للانتخابات التشريعية المقررة غدا وسط غموض كبير حول نتائجها في ظل التقارب الكبير بين الحزبين الرئيسيين (المحافظون والعمال) في استطلاعات الرأي. وانطلق قادة الأحزاب في جولات مكوكية من كورنول جنوب غرب إنجلترا إلي المناطق الشمالية حتي اسكتلندا بحثا عن أصوات الناخبين. وفي الوقت الذي يأتي فيه ملف الصحة علي رأس اهتمامات الناخبين البريطانيين حذر زعيم حزب العمال المعارض إد ميليباند من تخفيض ميزانيات المستشفيات وقال إن ثلثي المستشفيات ستضطر هذا العام إلي إجراء تخفيض عنيف في ميزانيتها بسبب أزمة السيولة النقدية وهذا يعني خفض الموظفين وتقليل عدد الأسرة وإغلاق بعض الخدمات. في المقابل أكد رئيس الوزراء المحافظ ديفيد كاميرون لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) تحقيق تقدم حقيقي في نظام الرعاية الصحية خلال السنوات الخمس الماضية. وأوضح كاميرون أن حزبه كان ملتزما بتقديم المبالغ المالية للمستشفيات التي تحتاج إلي تلبية المطالب المتزايدة والتعامل مع عدد أكبر من المرضي. ويعد تصدر ملف الصحة لاهتمامات الناخبين تحولا عن انتخابات عام 2010 حين كان الاقتصاد في المركز الأول ويعلم كاميرون جيدا أن موقفه ليس قويا في قضايا الصحة في مواجهة حزب العمال. ورغم جهودهما المكثفة طوال الأسابيع الماضية فشل كاميرون وميليباند في حسم المعركة الانتخابية فمازالت استطلاعات الرأي تظهر تقاربا كبيرا بين الحزبين. ويكاد يجمع المحللون علي أن الانتخابات لن تسفر عن أغلبية لأي من الحزبين الرئيسيين تمكنه من تشكيل الحكومة منفردا وهو الوضع الذي يطلق عليه "البرلمان المعلّق" في تكرار لسيناريو الانتخابات الماضية ليكون البرلمان القادم هو ثاني برلمان علي التوالي بلا أغلبية فيما يعد أسوأ فترة جمود سياسي في تاريخ السياسة البريطانية الحديث. ويرجع بعض المراقبين عدم الحسم في نتائج الانتخابات البريطانية إلي تراجع ثقة الجماهير في السياسة عموما والانتخابات العامة علي وجه الخصوص.