وسط الأوضاع المتأزمة في اليمن يصبح العبء الملقي علي عاتق وزير النقل ثقيلا، فمهامه ليست داخلية كما هو معتاد بل تمتد لتشمل 25 ألف عالق يريدون العودة لبلادهم، لهذا تصبح حقيبة محمد باسلمة الوزارية بالغة الحساسية. يعتبر وزير النقل واحدا من المقربين جدا للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، وهو لا ينتمي الي فئة التكنوقراط لكنه سياسي في المقام الأول. كان عضوا بفريق التفاوض في لجنة 88 الخاصة بالقضية الجنوبية خلال الفترة في اغسطس حتي نوفمبر 2013، كما أنه عضو بمؤتمر الحوار الوطني الشامل في فريق بناء الدولة. في حوارنا معه كشف معلومات هامة حول الوضع في بلاده ومضيق باب المندب والي نص الحوار : بصفتك المسئول عن ملف النقل في اليمن كيف تري الموقف في مضيق باب المندب؟ومن يسيطر عليه؟ الشرعية اليمنية هي من تسيطر علي باب المندب، وليس هناك أي قوات حوثية علي باب المندب، كما أن سفن التحالف، تسيطر علي هذا الموقع بشكل كامل، كما أن هناك بواخر من دول مختلفة في خدمة التحالف، فهي تؤمن سهولة، وأمان الملاحة في هذا المضيق الإستراتيجي. باب المندب تواردت أنباء عن وجود سفن إيرانية بالقرب من المضيق ما حقيقة هذا الأمر؟ هذا ما نسمعه في الاعلام، لكن في الحقيقة لم تصل أي بواخر أو سفن إيرانية لباب المندب، والسفن المتواجدة هناك مصرية، وسعودية، وأمريكية، وليس هناك مخاوف لا من الحوثيين، ولا من القوات الإيرانية، ولاأي قوات تستطيع أن تعرقل سير المرور في المضيق، والحركة هناك تسير بصورة طبيعية جدا، ليس بالنسبة لدول الحلف فقط، ولكن بالنسبة لدول العالم كله، فالمضيق ليس مصلحة عربية فقط فهو مصلحة عالمية، وجزء كبير من التجارة العالمية، والنفط يمر عبره، ومنه الي قناة السويس، فهذا المضيق هو مسألة حياة بالنسبة للاقتصاد العالمي. عودة العالقين متي سيتم نقل العالقين إلي اليمن؟ كان من المقرر والمخطط أن يتم نقل العالقين يوم الثاني في مايو، لكن بناء علي طلب من قوي التحالف تم تأجيل عملية نقلهم ، حتي يتم برنامج النقل، مع عدم وجود ضربات في نفس التوقيت من أجل سلامة الطيران، وبالتالي ستصل أول أو طائرة إلي مطار سيئون الدولي . وهل هناك طائرات ستتحرك من القاهرة؟ نعم ستتحرك أول طائرة من مطار القاهرة عقب السماح بالسفر. وهل تنسيق الرحلات يتم مع هيئة الطيران أم أنه تنسيق عسكري؟ هيئة الطيران عضو في هيئة عمليات التحالف الدولي، لهذا السبب يتم التنسيق مع قوات التحالف مباشرة. وهل سيتم وقف العمليات لفترة من أجل عودة العالقين ونقل المصابين وضحايا الأحداث؟ هذا ما يتم مناقشته الآن في مجلس الأمن، حتي تتوقف العمليات في مناطق معينة، وليس كل المناطق، لأن توقف العمليات في جميع المناطق سيعطي فرصة للحوثيين أن يعيدوا ترتيب أوراقهم بشكل أكبر، لكن هناك مناطق معينة سواء في الشمال أو في الجنوب، تعاني من أوضاع انسانية معينة، ومن الممكن التوقف لمدة ساعة أو ساعتين حتي يتم سحب الجثث من الشوارع، لأن هناك الكثير من الموتي، والخوف من أن يؤدي وجود الجثث لفترة طويلة في الشوارع إلي تفشي الكثير من الأمراض والأوبئة. وماذا عن وصول المساعدات الإنسانية لليمن؟ هناك مساعدات إنسانية، وهناك تنسيق مع منظمات الأممالمتحدة، ومشروع اوتشا التابع للأمم المتحدة أيضا، والبرامج جاهزة فعلا علي شكل بواخر وطائرات، ومساعدات، لتقديمها لمختلف المناطق الموجودة اليمنية، كما أن هناك كثيرا من المنظمات الإنسانية، في السعودية، ومجلس التعاون الخليجي، وبالفعل دخلت كثير من المساعدات إلي اليمن، ونحن نأمل في الفترة القادمة أن يكون الوضع أقل خطورة من أجل أن تتمكن هذه المساعدات من الوصول للمناطق المنكوبة كما أعلنتها الحكومة اليمنية، وخاصة عدن، ولحج، وابين، وتعز، فهذه المناطق بالأساس في حاجة إلي المعونات الإنسانية، وهناك قدر كبير من المساعدات جاهز، لكن الأوضاع الأمنية علي الأرض هي التي تعوق عملية وصول المساعدات لبعض المناطق. وهل هناك حصر محدد لأعداد العالقين اليمنيين الذين لايستطيعون العودة؟ هناك حوالي 25ألف عالق خارج اليمن في مختلف الدول، ونحن طلبنا مساعدات من الدول المختلفة التي يوجدون بها، ووجدنا استجابات بتقديم تسهيلات للإقامة، وهذا حدث في الأردن وجيبوتي، والهند، وسنحاول في الأيام القادمة نقل هؤلاء العالقين. وكيف تري عملية إعادة الأمل ؟ المرحلة الثانية هي إعادة الأمل، وهي عبارة عن جزءين: جزء عسكري، وجزء سياسي يتمحور في القضاء علي القوات الحدودية الموجودة علي الارض، ومنع التمدد وحماية المدنيين، والمدن المختلفة التي تحاول القوات الحوثية الدخول إليها، والسيطرة عليها، والجانب الآخر هناك يتمثل في الحل السياسي الذي لا يزال مستمرا للوصول إلي تسوية سياسية علي أساس قرار مجلس الأمن رقم 2216. وماذا عن الاتصالات الجارية للوصول إلي حل سياسي؟ لدينا مرجعية واحدة أممية هي قرار مجلس الأمن، وعلي مجلس الأمن استخدام آلياته التنفيذية لتنفيذ هذا القرار. وماذا عن الدور الذي يقوم به نائب الرئيس الآن؟ بحاح هو نائب رئيس الجمهورية، ووزير الدفاع، وينفذ مهامه مع رئيس الجمهورية، فالرئيس عبدربه منصور هادي فوض بعض مهامه لنائبه، ويوجد اجتماع دوري كل يومين تقريبا بين الرئيس، وبحاح للتشاور في الكثير من الملفات. وماذا عن التنسيق مع مصر؟ التنسيق مع مصر يتم عبر السفارة اليمنية في القاهرة. كيف تري الدور المصري في عاصفة الحزم أو العملية السياسية القادمة؟ نحن نشكر الدور المصري لمصر العروبة، وهو دور ايجابي جدا وممتاز وكان واضحا منذ اجتماع الجامعة العربية الأخير. الحوار الوطني ما هو مكان وموعد الحوار القادم، وهل هناك اتفاق علي أن يكون في سلطنة عمان؟ رئيس الجمهورية طلب أن يكون الحوار في الرياض، وقرار مجلس الأمن أشار بشكل واضح إلي أن يكون الحوار في السعودية، وتم تشكيل لجنة تحضيرية من كل المكونات السياسية ليكون خلال يومي 16، و17من هذا الشهر لهذا الغرض. وهل سيشارك الحوثيون فيه؟ الدعوة للمشاركة في الحوار موجهة للجميع، ليس هناك استثناء لأحد في هذه الدعوة، وأتوقع حضور العديد من المكونات السياسية اليمنية للمشاركة في هذا المؤتمر. وبالنسبة للرئيس السابق علي عبدالله صالح؟ الخمسة أشخاص الذين منعهم قرار مجلس الامن من المشاركة لن يكون لهم حضور نهائيا، أما أحزابهم، فأهلا وسهلا بهم أن يحضروا. وماذا عن مبادرة أبو بكر القربي؟ نحن لانقبل نهائيا أي مبادرة لاتستند إلي قرار مجلس الأمن 2216. ومتي تتوقف عاصفة الحزم في تقديرك؟ ستتوقف العاصفة عند تحقيق الهدف، وإعادة الشرعية لليمن. وهل هناك اتجاه للتدخل البري ؟ الموضوع مازال مفتوحا، يعتمد علي تقديرات الحلف، وتحليلاته حول التوقيت والكيفية والضرورة، ونحن نطالب بالتدخل، خاصة في المناطق التي تعاني من كارثة إنسانية، مثل عدن، وتعز، والمناطق التي تواجه هجوما شرسا من قبل المليشيات الحوثية، لانقاذ المدنيين من التعسف العسكري المسيطر حاليا. كيف تقيم التغييرات التي حدثت في المملكة خاصة أن من تم تصعيدهم هم المسئولون بالدرجة الأولي عن عاصفة الحزم؟ هذا قرار تم اتخاذه من العائلة الملكية السعودية، ونحن علي ثقة أن هناك تجديدا واضحا لسياسة المملكة في أمور الادارة، ومن الواضح أيضا أن المملكة تستوعب حجم التحديات التي تواجهها وتواجه مجلس التعاون الخليجي. واحساسنا أن ما يأتي الآن من تغييرات في البيت السعودي يصب في مصلحة تأمين وتمكين المملكة، وتجديد آليات العمل من أجل أن تستطيع مواكبة متطلبات التحديات القادمة، وتواصل متطلبات الفترة والأحداث الحالية.