نستطيع القول بموضوعية ودون أدني مبالغة، ان مؤتمر «شرم الشيخ» وما جري ويجري في مدينة السلام طوال اليومين الماضيين وصولا إلي اليوم، كان مرآة حقيقية وتعبيراً صادقاً وآميناً، عن قدر الاهتمام العالمي وحجم الانشغال الدولي بمصر، ورؤيتهم لها في ظل التطورات المهمة والضخمة التي أعقبت الثلاثين من يونيو، ونجاح الشعب المصري في إنقاذ إرادته وتحقيق اختياراته، وبدأ مسيرته الوطنية لإقامة دولته الجديدة علي أساس متين من الحرية والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، والحداثة والقوة الاقتصادية. وبعيداً عن أي تصورات غير واقعية ولاتؤكدها الحقائق علي الأرض، نقول إن الحجم الكبير والمستوي الرفيع، من قادة وزعماء ورؤساء الحكومات وكبار المسئولين بالعالم، الذين حرصوا علي حضور المحفل الاقتصادي الضخم والمبهر الذي انطلق في شرم الشيخ أول أمس، وبرفقتهم ومن قبلهم وبعدهم، ذلك الكم الكبير والمتعدد والمتنوع من رجال الأعمال ورؤساء الشركات والمؤسسات الاقتصادية العالمية،...، كان خير دليل علي التقدير الكبير الذي تكنه كل دول وشعوب العالم لمصر وشعبها، ومدي تأييدهم لتوجهها واحترامهم لمواقفها ومسيرتها نحو المستقبل ودعمهم لها. ولقد كان هذا الاهتمام وذلك التقدير وكذلك أيضا الدعم والمساندة، علي درجة كبيرة من الوضوح من كل المشاركين في المؤتمر الاقتصادي، الذي شهد الإعلان عن انطلاق مصر نحو المستقبل،...، وهو ما تأكد بمصداقية شديدة في تأكيد الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولي عهد المملكة العربية السعودية، باستمرار الدعم السعودي لمصر حتي تحقق أهدافها في النمو والتقدم والرجاء، مؤكدا في ذات الوقت علي الوقوف الصلب بجانب مصر، في مواجهتها القوية ضد الإرهاب، وداعيا العالم كله بمساندة مصر والوقوف معها في مقاومة الإرهاب، وعدم الكيل بمكيالين في مواجهة هذا الخطر الذي يهدد العالم كله. وفي ذات الإطار، وبنفس القدر من القوة والوضوح، جاء ما أعلنه الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، من حرص الكويت الشقيقة علي دعم مصر في كل المجالات، مؤكدا المساندة غير المحدودة لمصر في جهودها القوية لصيانة الأمن والاستقرار، وتحقيق التقدم الاقتصادي،...، ومشيرا بوضوح شديد إلي ان المشاركة الواسعة من دول العالم في مؤتمر شرم الشيخ تأتي انعكاسا للمكانة الكبيرة التي تحتلها مصر إقليميا ودوليا. كما كان الموقف القوي في دعم ومساندة مصر، من جانب الإمارات العربية الشقيقة، علي درجة عالية من الوضوح والصلابة، والصدق، علي لسان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة ورئيس الوزراء حاكم دبي، الذي ذكر كل الحضور العربي والافريقي والدولي بمقولة حكيم العرب، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، «بأن الأمة العربية لا وجود لها دون مصر، وأن مصر لا يمكن ان تسير بغير أمتها العربية»،...، ثم إعلانه بكل القوة والوضوح ان مصر هي الوطن الثاني للإماراتيين، وان الإمارات هي الوطن الثاني للمصريين، فهي كنانة الرحمن وقلب العروبة وموطن السلام،...، مؤكدا وقوف الإمارات المستمر مع مصر انطلاقا من الحب لشعبها، واستثمارا في مستقبل واستقرار الأمة العربية. والآن.. هذه كانت وجهة نظر الأشقاء المحبين لمصر والداعمين لها،...، فماذا عن رؤية العالم الذي شارك بكثافة في المؤتمر؟! «وللحديث بقية»