شهدت قرية شرباص التابعة لمركز فارسكور جريمة بشعة اهتزت لها مشاعر ووجدان أهالي دمياط.. تجردت أم من مشاعر الرحمة والأمومة والإنسانية وقتلت أطفالها الثلاثة: مهند «5 سنوات» والتوأم نور ونادية «3 سنوات» خنقاً وهم نيام إرضاء لصديق مجهول تعرفت عليه من خلال شبكة النت.. جاءت اعترافات الأم القاتلة مثيرة مثل عاصفة مدمرة مخيفة كصواعق الشتاء الزمهرير، رصد تفاصيله محضر الشرطة منذ البداية وحتي النهاية الدموية الحزينة. بعد 8 سنوات زواج بدأت رحلة التمرد علي زوجها العامل البسيط، راحت تختلق معه المشاكل والمشاحنات بسبب وبغير سبب وفي كل مرة كان يصالحها ويعتذر ليس من أجلها وإنما خوفاً علي مستقبل أطفالهما الثلاثة، وفي آخر مشكلة اشترطت عليه شراء محمول حديث لها نظير بقائها في عصمته فوافق.. أكل النت عقلها فراحت تتصفح النت وتبحث عن صديق حتي عثرت علي صديق لكنه أخبرها أنها لا تنفعه لأنها متزوجة ولديها أطفال وهو يريد صديقة «خالية»، وعدته بفعل أي شيء لإرضائه، ورغم أنهما لم يتقابلا إلا أنها بدأت بطلب الطلاق إلا أن أسرتها عارضت وأرغمتها علي البقاء في عصمة زوجها من أجل رعاية أطفالها الثلاثة، لعب الشيطان برأسها فقررت التخلص من أطفالها، اصطحبتهم إلي شاطئ ترعة عميقة في قريتها «شرباص» مركز فارسكور لإلقائهم فيها فيموتون غرقاً، لكنها تراجعت خوفاً من ثبوت الجريمة عليها خاصة بعدما شاهدها عدد من سكان القرية، وأول أمس قررت تعديل الخطة الشيطانية والتخلص من أطفالها وأبيهم في ضربة واحدة.. انتظرت حتي خلد زوجها للنوم ودخلت الحجرة المجاورة علي أطفالها وقامت بخنقهم، وعادت لتنام بجوار زوجها.. وفي الصباح أيقظته وطلبت منه إيقاظ الأطفال الثلاثة ففعل، لكنه وجدهم جثثاً متراصة علي أسرة النوم، صرخ مستغيثاً بها فسارعت باتهامه أمام أهل قريتها بأنه دس السم لأطفاله في الطعام فقتلهم انتقاماً منها، صدقها أهالي القرية واقترح بعضهم دفن الأطفال بهدوء والله أمر بالستر، إلا أن عمدة القرية رفض وأبلغ الرائد محمد المليجي رئيس مباحث مركز فارسكور الذي أخطر اللواء حسن البرديسي مدير أمن دمياط بالواقعة وتم استدعاء مفتش الصحة فأكد أن في الوفاة شبهة جنائية.. تم القبض علي والدي الأطفال واحتجازهما في المركز لسماع أقوالهما خاصة بعد أن تبادلا الاتهامات، لم ينتظر أهالي القرية تحقيقات الشرطة والنيابة فقاموا بقطع طريق دمياطالمنصورة مطالبين بخروج الأب لحضور جنازة أطفاله الثلاثة، فانتقل إليهم اللواء السيد العشماوي مدير المباحث وتمكن مع العميد خالد ابراهيم من إقناعهم بفض التجمهر وانتظار قرارات النيابة لمعرفة من القاتل. بدأت المباحث بقيادة العقيدين ماجد مؤمن وياسر غانم في مناقشة والدي الأطفال القتلي وجمع التحريات ومواجهتهما بها فانهارت الأم سلوي أحمد «29 سنة» ربة منزل، واعترفت بجريمتها تفصيلياً ووافقت علي عمل معاينة تصويرية للجريمة بحضور النيابة، وخرج الأب تامر ربيع «36 سنة» مذهولاً لا يدري أيفرح ببراءته أم يصرخ حزناً علي مقتل أطفاله وفراقهم وحرمانه منهم مدي الحياة.