محمد عبده : أتمنى أن يحظى الصنايعية برعاية الحكومة صحيا واجتماعيا يحمل «العفريتة» كل يوم من منزله بمنطقة بشتيل إلي الورشة التي يعمل بها بشارع السودان بحي الكيت كات سعيا وراء لقمة العيش التي قسمها الله له.. بادئا صباحه بطبق فول بالزيت الحار وكوب من الشاي، منطلقا إلي المكان الذي يحفظه، وتعلم فيه مهنته منذ نعومة أظافره..إنه محمد عبده عيد السيد الشهير ب «تربي» 37 عاما أشهر «عفشجي» في امبابة. يقول : «قررت أن أعمل في مجال اصلاح السيارات بسبب ظروفي المادية الصعبة وعدم حصولي علي شهادة علمية، حيث إنني لم ألتحق بالمدرسة ولم أتعلم مثل اقراني، لكن مع مرور الايام احببت المهنة واصبحت لا أرضي عنها بديلا. اضاف : «بدأت العمل في اول «ورشة» عندما كنت في الثامنة من عمري واتقنت مهنة اصلاح عفشة السيارات وأصلحت جميع أنواع السيارات واستطعت توضيب المكن والفك والتربيط بالإضافة إلي قدرتي علي إصلاح المعدات الثقيلة، ولكن المشكلة الكبيرة أن العائد المادي من هذا العمل لا يغطي نفقات أسرتي المكونة من ثلاثة أفراد، فزوجتي تعاني من مرض السكري وأبنائي في مراحل تعليمية مختلفة والاسعار في ارتفاع مستمر.ناهيك ان كل مهن اصلاح السيارات خطيرة ومجهدة خاصة « العفشجي « فهو طوال الوقت ممدد الجسد نائما أسفل السيارات حاملا عدته وكشافه المضيء في الظلام. وعن نظرته إلي مهنته قال : الشغل مش عيب مادام شريفا لكن العيب هو ان يرضي الشخص ان يكون عاطلا بلاارادة او اصرار علي القيام بعمل منتج . استطاع «تربي» دحض المثل الشعبي الذي يقول: «إيد لوحدها متصقفش»، حيث تراه يتصرف تحت السيارة وكأنه بمائة يد يصلح بيد ويفك بساق ويربط بيد اخري.. عمل شاق يحوز اعجاب كل من يشاهده وربما هذا الاخلاص ميزه بين اهل الكار في المنطقة كلها. يقول عفشجي امبابة ان الاخلاص هو السبيل الوحيد للتميز في العمل وأهم حاجة في التعامل مع الزبون الادب والقناعة والاخلاص اما الرزق فبيد الله وحده.. متمنيا ان يحظي زملاؤه الصنايعية برعاية الحكومة صحيا واجتماعيا. وتساءل محمد الشهير ب»تربي»: أين وزارة التضمان الاجتماعي لكي تساعدني علي فتح مشروع خاص بي او ورشة صغيرة اقوم بالكسب منها من عرق جبيني ؟».. مضيفا : «الورشة التي أعمل بها تحتاج إلي معدات حديثة ومعايير للأمان والحماية بالإضافة إلي التأمين الصحي علي العاملين في هذه المهنة التي لايحظي العاملون فيها علي اي اهتمام من الحكومة ،مشيرا إلي انه اصيب بكسر مضاعف في يده ولم يجد علاجا حكوميا كما لم يجد من يقف بجانبه خلال فترة علاجه وعجزه عن العمل متسائلا اين التأمين الصحي وأين التأمينات الاجتماعية مع اصحاب الحرف والمهن اليدوية والصنايعية امثالنا ؟! واختتم حديثه بالاعراب عن أمنيته في فتح مشروع خاص به وامتلاك سيارة يتنقل به هو وأسرته قائلا: «ده حتي.. طباخ السم بيدوقه» !.