قال عنه الانجليز: "ملك القلوب ".. وقال عنه المصريون: "ابن مصر البار" هو سير مجدي يعقوب 75 عاما .. حالة خاصة جدا .. اقتسم حياته بالتساوي بين نجاحه الفائق كجراح وعالم في مجال القلوب، وبين عمل الخير وتوجيه علمه لخدمة المرضي الفقراء علي مستوي العالم كله من كل الدول والاجناس والديانات. في عز مجده وانشغاله وشهرته لم ينس مصر .. كان حريصا علي زيارتها مرة ومرتين سنويا يجري خلالهما اعقد الجراحات لاطفال ابو الريش ومرضي معهد القلب مجانا تماما . . وفي بريطانيا اقام جمعية سلاسل الامل الخيرية لتقدم الدعم للمرضي الفقراء، ثم امتد دعمها لكل دول العالم الثالث حيث ساهمت في دعم العديد من مراكز القلب كما ساهمت في انشاء مراكز جديدة لجراحات القلب في اثيوبيا وموزمبيق وكينيا.. واخيرا اختار د. مجدي.. مدينة أسوان ليقيم بها مشروعا متميزا بإنشاء مركز القلب بالمستشفي التعليمي بأسوان.. علي مساحة تبلغ 9000م2 وتشمل ثلاثة مبان أحداهما للبحث العلمي ، ورغم ان د. مجدي يعقوب قليل الحديث في الصحافة والاعلام و يجيد الهروب من الاعلاميين والصحفيين، الا ان » الاخبار « ا استطاعت الانفراد معه بهذا الحوار وقال لنا انه يري دائما مصر عظيمة ومهما مرت بأزمات فهي قادرة علي استعادة عظمتها. وكان الرئيس مبارك قد تابع، علي مدار الأشهر الماضية، المبادرات التي قام بها الدكتور مجدي يعقوب لإنشاء مركز لجراحات القلب، وتأسيس جمعية خيرية تتولي علاج الأطفال، ومرضي القلب والمحتاجين من مصر، والعديد من الدول العربية، وتقديرا لجهوده الطبية والانسانية كان قرار الرئيس حسني مبارك، بمنح قلادة النيل العظمي ، أعلي الأوسمة المصرية، بدأ حديثه مبررا ابتعاده عن الاعلام والاحاديث قائلا : " لا أحب الحديث عن نفسي وشخصي بل أحب دائما ان يكون حواري عن العلم والمرضي والأبحاث العلمية.ان أكثر ما يسعدني هو الحديث في العلم.. لان العلم هو محاولة اكتشاف الحقيقة بهدف مساعدة الإنسانية علي حياة أفضل، واعتقد ان هذا هو ما يهم الناس ". اعرف انك لا تحب الحديث عن نفسك بل عن العلم والمرضي والابحاث العلمية فأي من هذه المجالات يشغل وقت وفكر مجدي يعقوب في هذه المرحلة من العمر والنجاح والخبرة هل مازلت تنشغل بالعمل كجراح؟ ام اصبح تركيزك اكثر علي البحث العلمي؟ ام علي التعليم والتدريب واعداد كوادر؟ ام علي العمل الخيري؟ ما زلت أهتم بهذه المجالات جميعا ولكنني أعطي أولوية قصوي للبحث العلمي مع الأخذ في الاعتبار أنها جميعا مترابطة وتكمل بعضها الاخر ولاشك أننا في أسوان نركز عليها جميعا خاصة تدريب الصف الثاني من الجراحين من الشابات والشبان النابهين المتفانين في خدمة المرضي والعلم في مركز أسوان للقلب ، أما بالنسبة للعمل الخيري فهو متمثل فيما يقدمه المركز من خدمة طبية مجانية وفقا لأفضل المستويات العالمية. وكم عدد الجراحات التي اجريت في المركز حتي الان ؟ وهل تحتاج مصر لابحاث علمية خاصة بها في مجال القلب ام يمكن ان نسير خلف نتائج الابحاث العالمية؟ أجريت بالمركز حتي الان ما يربو علي 190 عملية قلب مفتوح وما يزيد علي 430 عملية قسطرة قلبية ومناظرة أكثر من 3000 مريض ومصر تحتاج بلا شك الي الأبحاث العلمية المتقدمة التي يهتم بها المركز علي قمة أولوياته دعما لأنشطته ودعما للانسانية. لماذا خصصتم نسبة كبيرة من الجراحات بالمركز لقلوب الاطفال؟ د. مجدي يعقوب: هناك زيادة فعلية في معدلات اصابة الاطفال بأمراض القلب في مصر.. خاصة الأطفال الذين يولدون بعيوب خلقية. ونحتاج أبحاثا ودراسات مكثفة لمعرفة الأسباب الحقيقية وهو ما سنسعي إليه بالفعل من خلال الجانب البحثي لمركز القلب بأسوان ولكن أهم الأسباب المعروفة هي التلوث بكل أنواعه الذي تتعرض له الأم خلال فترة الحمل مثل تلوث الهواء أو التدخين أو المبيدات الحشرية والزراعية. وما الجديد في مجال علاج امراض القلب ؟ بالنسبة للتشخيص فعلماء العالم يسعون الآن لتشخيص المرض قبل ان يحدث بهدف منع حدوثه.. ويتم ذلك من خلال علم الجينات واكتشاف الجين الذي يؤدي لحدوث المرض لدي الانسان ومحاولة التعامل معه قبل حدوث المرض. ومن ناحية اخري هناك أجهزة حديثة للموجات الصوتية والرنين والذبذبة الصوتية لتصوير عضلة القلب بكفاءة هائلة. ماذا عن حاجة مصر للابحاث في مجال امراض القلب ؟ إجراء الأبحاث العلمية حول مرض معين في دولة ما قد تختلف نتائجه عن اجرائها في دولة أخري لوجود اختلافات كبيرة في الجينات بين الشعوب المختلفة.. وعلي سبيل المثال فهناك مرض منتشر في مصر هو تضخم عضلة القلب.. وجانب من أسبابه تتحكم فيها الجينات وإذا اردنا مواجهة المرض في مصر.. فلابد من عمل الأبحاث العلمية داخل مصر للكشف عن أسباب المرض وسر انتشاره حتي نستطيع مكافحته أو الوقاية منه . أعلنتم عن أبحاث مهمة لانتاج صمامات القلب الحيوية لتتم زراعتها للمرضي بدلا من الصناعية.. فماذا تم في ذلك؟ د. يعقوب: مازالت في طور الدراسة من خلال علم هندسة الانسجة ومع نجاح الأبحاث واكتمالها ستعمل هذه الصمامات علي تحسين فرص الشفاء للمريض بعد زرع الصمام وتوفير حياة أفضل له. هل تمثل الخلايا الجذعية املا كبيرا في علاج أمراض القلب؟وماذا عن الذين يعارضون في اجراء تجاربها ؟ د. يعقوب: الخلايا الجذعية بالتأكيد ستساعد في المستقبل في حدوث طفرة علاجية.. ولكن لا ينبغي ان نتسرع لان الأمر لا يزال يحتاج مزيدا من الابحاث العلمية. وينبغي في النهاية ان نشجع البحث العلمي الحقيقي الذي يهدف لخدمة البشرية سواء في مجال الخلايا الجذعية أو في أي مجال آخر. وما هو طموحك في مجال البحث العلمي علي مستوي العالم وعلي مستوي مصر ؟ العلم ليس له حدود لأنه يرتبط بالبحث عن الحقيقة وبالتالي الطموح في مجاله ليس له سقف سوي الخدمة المتواصلة للانسانية سواء في مصر أو علي مستوي العالم واخيرا كيف تري مصر بعد كل سنوات الغربة الطويلة ؟ وما اكثر ما يجذبك الي اهلها. أري مصر دائما عظيمة وحتي عندما تمر بأزمات فهي قادرة علي استعادة عظمتها ، مايجذبني الي أهلها هو أنهم أهلي في المقام الأول وهم يتميزون بالطيبة والأصالة والذكاء والقدرات العظيمة الكامنة خاصة عند الشباب والتي لا تحتاج سوي الفرصة السانحه والتشجيع المستمر