أحمد العشماوى : تسريح عدد من الأويمجية المهرة ينذر بخطر انقراض المهنة الأويمجي من أقدم المهن الدمياطية يتوارثها الأبناء عن الآباء، يتسم محترفوها بالموهبة والمهنية للنقر والنحت علي الخشب وإن كان الكثيرون لا يعرفون أسرار مهنة الأويمجي ولكنهم دائمًا يبدون إعجابهم بالأثاث الدمياطي وتصميماته الفريدة عند زيارتهم للمعارض التي تعرض الأثاث الدمياطي المتميز الذي وصلت شهرته إلي مختلف الدول العربية. أبرز ملامح ذلك الإبداع والتميز يبدأ من ورشة صغيرة يتوسطها بنك تتناثر عليه العديد من الأدوات البسيطة اللازمة للنقر والحفر علي الخشب بمختلف المقاسات يمسك بها الأويمجي بين أنامله وينقر ويحفر بها علي السطح الخشبي الأملس ليحوله بموهبته إلي لوحة فنية تظهر موهبة الصانع لتضفي علي الأثاث الدمياطي جمالاً خاصًا ويتم تسمية الغرفة علي اسم تصميم الأويمة وتفشل أي محاولة لتقليد لوحات الأويمجي بأي ماكينة لأن ما ينتجه هو إبداع بشري خالص تعجز أمامه الماكينات التي تتسم أعمالها بالنمطية وتخلو من أي تفرد إبداعي لذلك يتميز الأثاث في جميع الأسواق المحلية والعربية والعالمية بتصميماته ولمسات أويمجية دمياط المبدعين. يقول أحمد العشماوي -أويمجي- : نزلت سوق العمل منذ أن كان عمري خمس سنوات وعملت صبيًا في ورشة أويمة، كنت أقوم بقضاء طلبات المعلم والاهتمام بنظافة الورشة وقطع الشغل وقضاء الاحتياجات سواء من الورش المجاورة أو المقهي ومن خلال متابعتي للعمل بدأت أحفظ أسماء الأدوات ثم بدأت أناول عدة الشغل للمعلم وعندما بلغت 11 عامًا قام المعلم بتجربتي ليعرف هل يتوافر لدي الموهبة للعمل أويمجي أم لا وبدأت الوقوف علي البنك وعندما اشتغلت..المعلم قال ييجي منك.. وبدأت اشتغل واحدة واحدة واستلمت شغلاً بسيطًا ثم أصبحت مسئولاً عن شغل كامل وانتقلت للعمل بورشة خاصة بي.. مضيفًا أن الأويمة هي تاج الأثاث الدمياطي وتوجد بتصميمات مختلفة الأشكال والأسماء ويقوم الأويمجي بأنامله الذهبية وأدواته البسيطة بالنقر والحفر علي القطع الخشبية ليحولها من سطح خشبي إلي أويمة تزين الأثاث المختلف من غرف النوم والسفرة والصالون والأنتريه والبراقع الخاصة بالستائر وتكون فورمتها مميزة عن أي صناعة أخري سواء كانت الفورمة ابتكارًا من الأويمجي أو تنفيذه لرسومات وتصميمات لأنه يتميز بالدقة وحتي إن أخطأ الأويمجي أثناء عمله يدويًا يضيف ذلك الخطأ إلي التصميم روعة وجمالًا. أشار إلي أنه ظهر في الآونة الأخيرة ماكينات صينية تسمي c n c لتنفيذ تصميمات الأويمة ولكنها لم تستطع الوصول إلي اللمسة الفنية الفريدة التي يتم وضعها بالأدوات البدائية للأويمجي لأنها تقوم بتنفيذ طبعات نمطية وإذا أخطأت الماكينة نتيجة لأي سبب أثناء التنفيذ تؤدي إلي تشوه التصميم ولابد من إعادته من جديد.. مضيفًا أن الأويمجي يقوم بتصميم القوالب التي يتم استخدامها في صناعة الجبس.. وأهم الأدوات التي يستخدمها الأويمجي الأزميل والدفرة والمتلوتة ويتم استخدام تلك الأدوات للنقر والنحت علي جميع أنواع الخشب القابل للنحت وأبرزه الزان والأرو والسويدي وال M D F.. وقال بتأثر: إن المهنة تواجه العديد من المشاكل أبرزها استيراد الماكينات الصينية ورغم أنها لم تستطع التغلب علي الأويمة اليدوية إلا أنها أثرت علي العمل داخل بعض الورش نتيجة لاستعانة البعض بها وتسريح عدد من الأويمجية المهرة مما ينذر بخطر انقراض المهنة لعدم تأهيل أجيال جديدة ومعها يفقد الأثاث الدمياطي تميزه وطالب بوقف استيراد الماكينات حفاظًا علي مهنة الأويمجي وتميز الأثاث الدمياطي في الداخل والخارج .