أصل الحكاية

أبرد قرية علي وجه الأرض

إذا كنت دائم الشكوي من برد المكان الذي تسكن فيه، وموجة البرودة التي مرت بالبلاد هذه الايام، بعد قراءة هذا المقال سوف تغير رأيك وتعيد النظر في هذه الشكوي.
قرية اويمياكون بإقليم سيبيريا في روسيا، تقع علي بعد 350 كيلومترا من الدائرة القطبية الشمالية ويمتزج موقعها الجغرافي ومناخها القاري مع طبيعتها، حيث إنها تقع علي واد يرتفع نحو 2000 متر عن سطح البحر مما يزيد من برودة الجو، انها تعتبر أبرد قرية مأهولة علي وجه الأرض، يسكنها حوالي 500 مواطن فقط، يعاني هؤلاء السكان من بروده الطقس الشديد إذ تصل درجه الحرارة إلي 76 درجه تحت الصفر، ويتميز سكانها بعمرهم الطويل.
أويمياكون معناها «النهر الذي لا يتجمد»، فالماء لا يتجمد هناك حتي عندما تصل درجة الحرارة في الخارج إلي الستين درجة تحت الصفر، وذلك لأن الأرض في هذه المنطقة متجمدة إلي عمق 1500 متر بعيدا داخل القشرة الأرضية، وبالتالي يزداد حجمها وتتمدد، مما يسبب اندفاع الماء من الأعماق إلي السطح، وفي الصيف قد تصل درجه الحرارة 50 تحت الصفر، لا توجد رياح، والطقس مشمس دائماً.
الخيول لا تشبه التي نعرفها، فجسمها مغطي بشعر سميك وطويل، وعرفها لا يمتد فقط علي الرقبة، بل علي الأكتاف أيضاً، ومن بعيد يمكن أن تخلط بين هذا الحصان والدب، تُسمي هذه الأحصنة الفريدة من نوعها ب «ياقوت»، السكان المحليون مدينون ببقائهم علي قيد الحياة في هذا القطب البارد لهذا الحيوان.
تتميز الحياة في اويمياكون بالظروف الطبيعية الصعبة التي تؤثر علي جميع مجالات الحياة، السوق عندهم يحتوي علي اللحوم والأسماك المجمدة فقط بسبب عدم وجود النباتات والخضراوات، يضعون الحيوانات والمواشي في غرف دافئة، والسيارات في جراجات دافئه ايضا حتي لا تتجمد بسبب البرد الصاعق!!