بعد أسوأ وأطول مباراة في تاريخ الدوري المصري تعادل الزمالك واتحاد الشرطة 1/1 في المباراة التي اقيمت بينهما مساء امس باستاد القاهرة في الاسبوع الخامس والعشرين للدوري الممتاز لكرة القدم.. تقدم الشرطة بهدف لمحمد الفيومي في الدقيقة 22 من الشوط الاول وتعادل شيكابالا للزمالك في الدقيقة 601 من عمر المباراة اي في الدقيقة السادسة عشرة من الوقت المحتسب بدلا من الضائع. بهذه النتيجة ارتفع رصيد الزمالك الي 74 نقطة محتفظا بمركزه الثاني وبنفس الفارق النقطي بينه وبين الاهلي المتصدر للقمة برصيد 35.. فيما ارتفع رصيد الشرطة الي 53 نقطة وظل كما هو في مركزه السادس. بعيدا عن المستوي الفني للقاء فقد شهدت المباراة أسوأ وأفظع احداث الشغب التي تسبب فيها جمهور الزمالك وبعد نهاية المباراة شارك فيها لاعبو الفريقين والاجهزة الفنية الذين دخلوا في خناقات شوارع. الحكم توفيق السيد الذي ادار المباراة يتحمل الجزء الاعظم من اسباب افساد المباراة بعد ان وقف عاجزا عن اتخاذ القرارات التي من شأنها ان تجعله يخرج بالمباراة الي بر الامان، خاصة في التمثيليات التي افتعلها لاعبو الزمالك للحصول علي ضربات جزاء حيث لم ينذر اللاعبين وهو ما جعل الجماهير الزملكاوية تظن انه تغاضي عن احتساب تلك الضربات وهو ما جعل الجماهير تثور ثورة عارمة وتقوم بالقاء الحجارة وزجاجات المياه علي طاقم التحكيم وهو ما نتج عنه توقف المباراة عدة مرات وامتدت لتصل الي 601 دقائق كاملة. الشرطة يباغت الزمالك بهدف سريعة جدا وحماسية للغاية، بدأت أحداث الشوط الأول وظهر منذ الوهلة الأولي رغبة كل فريق في تحقيق الفوز، ووضحت أكثر عند لاعبي الزمالك الذين دخلوا المباراة بمعنويات عالية بعد التعثر الذي تعرض له الفريق المنافس وهو الاهلي بتعادله مع المقاولون العرب، في الوقت نفسه وضحت الجرأة علي اداء لاعبي اتحاد الشرطة الذين بدأوا المباراة بأداء هجومي واضح. ولم تمض دقائق قليلة علي بداية الشوط، حتي نجح لاعبو الزمالك في فرض سيطرتهم علي مجريات اللعب، وكالعادة تمكن الخطير شيكابالا في جر فريقه للهجوم المستمر بفضل تحركاته العرضية الدائبة واختراقاته الطولية المؤثرة. وقبل أن تمر الدقيقة العاشرة كان الزمالك قد نجح في الوصول الي مرمي محمد خلف حارس الشرطة، أخطرها كانت في الدقيقة التاسعة عندما انطلق علاء علي وسدد قذيفة تصدي لها محمد خلف لكنه امسكها علي مرتين. وبعد مرور ربع الساعة الأول كلها كانت حماسية وسريعة، هدأ الاداء بشكل غير مبرر وهبط الي مستوي منخفض جدا يقارب المستوي في المباريات الودية. وفي الدقيقة 22 ووسط اداء لا يوحي أبدا باحراز اهداف نجح محمد الفيومي في خطف هدف مباغت عندما تلقي كرة غير مقصودة سددها رضا العزب من ضربة حرة مباشرة، فراحت للفيومي الذي ظن لاعبو الزمالك انه متسلل، لكن الحكم توفيق السعيد ولم يشر لتسلله، لينفرد بمرمي عبدالواحد السيد ويسدد بسهولة علي يساره محرزا الهدف الأول للشرطة. وقدجاء هذا الهدف ليصيب لاعبي الزمالك بحالة من الارتباك والتوتر، فجاءت التمريرات مقطوعة والتحركات غير واعية وهو ما أعطي المزيد من الثقة للاعبي الشرطة.. وبالفعل تمكن المهاجمان النيجيري ميتسو بوبا وزميله صلاح عاشور من استثمار حالة التوهان التي كان عليها مدافعو الزمالك ليشنا اكثر من هجمة خطرة. وقبل نهاية الشوط بدقيقتين ينقذ المتألق محمد خلف مرماه من قذيفة مدوية سددها شيكابالا بيسراه من ضربة حرة مباشرة علي حدود منطقة الجزاء، لعبها شيكابالا في ارتفاع قاتل علي يمين الحائط لكن خلف صدها ببراعة.. ومرت اللحظات المتبقية دون حدوث أي جديد لينتهي الشوط بتقدم الشرطة بهدف نظيف. المباراة تحولت إلي مجزرة كان طبيعيا أن يدخل لاعبو الزمالك الشوط الثاني بكل هذه الحماسة التي ظهروا عليها من أجل تعويض الهدف الذي مني به مرماهم في الشوط الأول، وكان طبيعيا ايضا ان يؤدي لاعبو الشرطة بحذر شديد خوفا من نجاح الزمالك في التعويض. لم يجر أي من المديرين الفنيين أية تغييرات علي التشكيل، لكن الجديد كان في طريقة لعب كل فريق، حيث بدأ الزمالك يهاجم بكل الخطوط فيما لجأ الشرطة لدفاع المنطقة، مكتفيا فقط بالهجمات المرتدة التي قادها بمهارة فائقة النيجيري ميتوبوبا الذي كاد يحرز من احداها هدفا في الدقيقة الثامنة عندما تلقي كرة مرتدة من الدفاع إنطلق بها وانفرد بمرمي الزمالك لكن عبدالواحد السيد خرج عليه في توقيت مناسب وأنقذ مرماه من هدف مؤكد.. قبلها بدقيقة واحدة كان محمد خلف بمساعدة العارضة قد تصديا لقذيفة من شيكابالا الذي تلقي كرة عرضية، سندها امامه وسددها مدوية صدها محمد خلف ومن بعده العارضة. وفي محاولة بين حسام حسن لزيادة الفاعلية الهجومية دفع في الدقيقة العاشرة بالموهوب حازم امام بدلا من حسام عرفات الذي لم تظهر له أي خطورة طوال ال55 دقيقة التي لعبها. وفي الدقيقة نفسها أجري طلعت يوسف تغييره الأول بنزول الغاني صامويل كيرا بدلا من حسن جمعة وبالفعل نجح حازم امام العائد بعد فترة غياب طويلة في احداث نهضة هجومية أداء الزمالك، وتمكن من بناء جسر هجومي من منطقته التي يجيد اللعب فيها بالناحية اليمني، وصنع اكثر من فرصة خطرة كلها نجح مدافعو الشرطة في اخراجها. وبعد حازم امام دفع حسام حسن بالمهاجم شريف أشرف بدلا من لاعب الوسط علاء علي الذي لم ينجح في القيام بالدور الذي كان يقوم به حسين ياسر المحمدي الذي لم يشارك للايقاف وشارك علاء علي بدلا منه. واذا كانت التغييرات الهجومية التي اجراها حسام حسن فقد زادت من الضغط الزملكاوي في مرمي الشرطة، لكنها فتحت في المقابل طريقا واسعا امام العديدمن الهجمات المرتدة الخطيرة جدا، التي كاد يضيف منها الشرطة هدفان آخران، مرة عن طريق عصام عبدالعاطي، والثانية عن طريق ميتسوبوبا. وفي الدقيقة 43 يجري حسام حسن تغييرا أخيرا لكنه إضطراري، حيث دفع بصبري رحيل بدلا من محمود فتح الله الذي تعرض لاصابة بشد عضلي. في المقابل أجري طلعت يوسف تغييرين متتالين بنزول حسام عبدالجواد بدلا من محمد حنفي، ثم خالد قمر بدلا من صلاح عاشور. ومع دخول المباراة في لحظاتها الأخيرة، يزداد الضغط الزملكاوي بغية التعويض لكن يقابله دفاع صلب من الشرطة، وتصل الاثارة ذروتها حتي ان الجماهير الزملكاوية بدأت تفقد أعصابها خوفا من انتهاء المباراة بخسارة فريقها.. وترتفع حدة الاثارة عندما هدد الحكم توفيق السيد بالغاء المباراة بسبب هتافات الجماهير الزملكاوية ضده لتغاضيه عن احتساب ضربة جزاء لاحمد غانم سلطان الذي تعرض للعرقلة داخل المنطقة، وقبلها كان قد تصنع عمرو الصفتي وحسن مصطفي بالسقوط داخل المنطقة وهو ما زاد من غضب الجماهير ضد الحكم. وقبل ان تهدأ ثورة الجماهير الزملكاوية، تكهربت الاجواء ووصلت المباراة لمرحلة الغليان عندما قام حازم امام بالاعتراض علي الحكم بصورة غير لائقة طار فيها الكارت الاصفر الذي كان يحمله الحكم، فما كان الا ان قام بطرد حازم، وهو ما أشعل ثورة الجماهير البيضاء التي ظلت تهتف ضد الحكم وتلقي بالحجارة والزجاجات الفارغة علي الملعب، وتوقفت المباراة لتسع دقائق كاملة، بعد ان سكتت الجماهير الزملكاوية بفضل توسلات النجم شيكابالا الذي كان له دور مهم جدا في تهدئة الجماهير الثائرة. وفي الدقيقة 201 تعود الأزمة مرة أخري للملعب بسبب خطأ فادح ارتكبه مساعد الحكم خالد ثابت الذي أخطأ التقدير عندما ظن ان الحكم احتسب ضربة جزاء وكان قد احتسب ضربة حرة مباشرة علي حدود المنطقة فاستشهد لاعبو الزمالك بمساعد الحكم وطالبوا بضربة جزاء وكادت تفسد المباراة مرة أخري.. لكن وبعد توقف قليل للمباراة استأنف الحكم اللعب، وتواصلت الاثارة الي قمتها في الدقيقة 601 عندما نجح شيكابالا احراز هدف التعادل عندما تلقي كرة داخل المنطقة سندها علي فخذه وسددها بهدوء علي يسار محمد خلف.. بعدها بأقل من دقيقة أطلق توفيق السيد صافرة معلنا نهاية أسوأ وأطول مباراة في تاريخ الدوري.