يبدو أن حياتنا أصبحت مجرد فواتير، نعمل ليل نهار لتسديدها، ومهما حاولنا زيادة دخولنا بالعمل ساعات أكثر، أو في أكثر من مكان. تجد المحصلة هي هي، حيث تلتهم الزيادة المستمرة في الفواتير أي إضافة للدخل. المزعج أنك لاتستطيع تقدير ميزانية دقيقة لهذا البند الذي يلتهم دون أن تدري نسبة كبيرة من الدخل . سبب الانزعاج أن الفواتير تتحرك صعودا بشكل دائم دون أي مبرر منطقي، فقد تفاجأ مثلا بفاتورة غاز 20 جنيها ثم في الشهر التالي تصدم بفاتورة قيمتها 60 جنيها. رغم أن استهلاك الغاز يكاد يكون ثابتا، ويقتصر علي بوتاجاز وسخان غالبا. وإذا سألت المحصل لاتجد جوابا سوي : استهلاك يابيه ! تضطر إلي السداد صاغرا وربما تفرغ غضبك في إغلاق الباب بعنف بعد رحيل المحصل.أما الكهرباء، فأنت وحظك فمرة تجد الفاتورة 400 جنيه ومرة أخري 800 جنيه وأحيانا فوق الألف وربما الألفين وإذا سألت المحصل أيضا يكون الرد هو نفسه الذي سمعته من محصل الغاز: استهلاك يابيه !! الغريب أن بعض الجهات لم يعجبها فيما يبدو ترشيد الاستهلاك فقد توقفنا تماما عن استخدام الهاتف المنزلي واقتصر دوره علي حمل إشارة الانترنت، وظللت أدفع شهريا فاتورة في حدود رسم الاشتراك فقط حتي ارتفعت دون مبرر إلي الضعف في أكتوبر. لم أسأل لأني أعرف الجواب المكرر.كنت أنوي إلغاء الخط. ثم تذكرت أن خدمة الانترنت مرتبطة بوجوده فاضررت للدفع لحين البحث عن حل.كم أتمني الخلاص من هذا الازعاج الفواتيري ؟ من يدري ربما أكتشف جزيرة وسط البحر أو واحة بالصحراء لم تصل إليها ضمائر كاذبة!!ربما، حينئذ سأقفز فرحا.. ما أحلي الحياة بعيدا عن الظلم الحكومي.