"حياة الفقراء ازدادت فقرا من أجل أن تزداد حياة الأغنياء غني.. لذا حان الوقت لطوي تلك الصفحة المأساوية من تاريخ نيجيريا".. هذة هي كلمات محمد بخاري الذي أعلن ترشحه لخوض الإنتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها في 14 فبراير المقبل،وتنص القاعدة في نيجيريا علي تناوب السلطة كل ولايتين بين مسلم من الشمال خلفا لمسيحي من الجنوب،وفي حال ترشح الرئيس الحالي جودلاك جوناثان الذي فاز في الانتخابات الرئاسية عام 2011،فيعد هذا بمثابة خرق للقاعدة المتعارف عليها في نيجيريا،مما يزيد المخاوف من تجدد الصراع العرقي والطائفي في ذلك البلد الذي يعتبر الأكبر في أفريقيا من حيث عدد السكان. وفاز الجنرال بخاري في الانتخابات التمهيدية لحزب "المؤتمر التقدمي" بغالبية 3430 صوتاً،متقدماً بكثير علي نائب الرئيس السابق عتيق أبوبكر الذي حصل علي 954 صوتاً فقط ليصبح بذلك مرشح المعارضة للمرة الرابعة،حيث أنه رشح نفسه في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في سنوات 2003 و2007 و2011 ولكنه مني بالهزيمة والتي ارجع أسبابها إلي التزوير والتلاعب في النتائج وليس لتراجع شعبيته. وقد وتعهد بخاري ب "إعادة النظام" اذا انتخب رئيساً للدولة،و"مكافحة الفساد" و"معالجة غياب الأمن"،وأكد أنه "لا يريد أن يحكم نيجيريا بمفرده"،موضحاً "أريد أن أحكم البلاد بطريقة ديمقراطية وبمساعدتكم"،كما دعا إلي وحدة البلاد التي تمزقها الانقسامات الدينية،معتبراً أنها "قضية مشتركة". ويري عدد من السياسيين أن فرصة الفوز في الانتخابات القادمة ستكون أكبر لجودلاك،الذي ربما يوظف امكانات الدولة لدعم حملته الانتخابية في حين يري البعض الأخر أن فرصة بخاري هي ألاكبر خاصة بعد ما شهده عهد جودلاك من فوضي وغياب الأمن واشتداد شوكة جماعة "بوكو حرام"،ووقوفه عاجزا أمام كل ما يرتكبونه من جرائم،فهل يصدق الرأي الذي يري فرصة نجاح بخاري أكبر ويعود بذلك مرة أخري للسلطة؟.