تقع أبيي غرب منطقة كردفان في السودان. وتحدها شمالا المناطق التي تسكنها قبيلة المسيرية، وجنوبا بحر العرب القريب منها. ويعيش فيها مزيج من القبائل الأفريقية مثل"الدينكا" والعربية مثل المسيرية والرزيقات ويدعي كل طرف سيادته التاريخية علي المنطقة.وتعتبر منطقة تداخل بين قبيلة المسيرية الشمالية وقبيلة الدينكا الجنوبية التي ينتمي إليها زعيم الحركة الشعبية الراحل جون قرنق وهو تداخل يعود تاريخه إلي منتصف القرن الثامن عشر.وقد ظلت المنطقة تتبع إداريا المناطق الشمالية، لكنها تحولت الآن إلي منطقة نزاع بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية التي تريد ضمها إلي الجنوب.وعانت قبائل تلك المنطقة من آثار الحروب الأهلية في السودان، في الحرب الأولي التي امتدت بين سنوات 1956 و1972 والحرب الأهلية سنة 1983.وتقول وجهة نظر الحكومة إن أبيي هي منطقة تمازج بين القبائل العربية والأفريقية، نافية كونها خالصة لطرف دون الثاني.أما الحركة الشعبية لتحرير السودان فتقول إن أبيي كانت تابعة للجنوب قبل عام 1905ولكنها ضمت من قبل الحاكم العام البريطاني لشمال مديرية كردفان بقرار إداري وتطالب بإعادتها إلي الجنوب. وتعد مسألة الحدود غير الواضحة في أبيي الغنية بالنفط، مصدرا لأي نزاع داخلي محتمل في المستقبل. قبائل المسيرية تنتمي قبيلة المسيرية السودانية إلي جذور عربية من جهينة التي كانت تقطن المنطقة الغربيةلجنوب كردفان واشتهرت برعي الابقار وقد قدموا للسودان من تونس عن طريق تشاد بحثاً عن المراعي الجيدة والمناطق الآمنة. وتنقسم المسيرية إلي قسمين، الحمر والزرق، ويضم كل منها قبائل تتفرع بدورها إلي عشائر، وتقوم حياة الغالبية منهم علي رعي الماشية وتحديدا الأبقار، لهذا يطلق عليهم وعلي من يماثلهم اسم "البقارة"، ويتميزون برحلتهم السنوية صيفا لابتغاء الماء والكلأ حيث ينطلقون من جنوب كردفان إلي أقصي الجنوب السوداني، ليعودوا في الخريف ثانية من حيث أتوا، ويقولون إنهم لم يتخلفوا عن هذه الرحلة منذ قرون.وتعيش المسيرية إلي جانب بعض القبائل العربية الأخري في المنطقة الممتدة من ولاية جنوب كردفان حتي جبال النوبة شرقا وبامتداد نحو 180 كيلومترا جنوب بحر العرب وهو أحد روافد النيل الأبيض، وتسميه قبائل الدنكا نجوك "نهر كير" وترفض أي تسمية تنسب النهر إلي العرب، وقبائل الدنكا نجوك تجاور المسيرية في المنطقة وهي علي نزاع معهم حول الماء والكلأ ومؤخرا بوجه خاص حول النفط في منطقة أبيي. قبيلة الدينكا يقدر عدد الدينكا بنحو 3 ملايين نسمة، وهي كبري المجموعات العرقية في السودان الذي يضم حوالي 500 مجموعة عرقية غير الدينكا. وتعيش الدينكا في فضاء جغرافي يمتد من شمال مديريات الإقليم الجنوبي (بحر الغزال والنيل الأعلي) إلي جنوب كردفان (حول مجري النيل) حيث يقع خط تماسهم مع قبائل البقارة. ويشتغل غالبية الدينكا بالرعي والزراعة. وتنحدر قبيلة الدينكا من فروع الشعوب النيلية وتتحدث باللغات النيلية وهم من أكثر الأفارقة سمرة وطولا. ولا يملك الدينكاويون سلطة تنفيذية مركزية. وعوضا عن ذلك أسوا نظما عشائرية مستقلة, ومترابطة في الوقت نفسه. وعلي رأس كل قبيلة قائد أو سلطان يسمي (بيني). وتنقسم قبيلة الدينكا الي عشرة فروع: أكبرهم هم الملوال ويقدر عددهم بمليون نسمة.