يتسلم السياح مفاتيح الغرف وتنقل حقائبهم من الحافلة إلي غرفهم عن طريق بحارة الفندق ويدخل السياح للغرف ليجدوا كل شيء مرتبا ونظيفا والغرفة مكتملة الخدمات والمتطلبات للاقامة المريحة واكثر ما يسعدهم نوافذ هذه الغرف العريضة المطلة علي مياه النيل والمناظر الخلابة للبر الغربي. وبعد قسط من الراحة وتغيير الملابس يتوجهون الي قاعة الطعام حيث يتم استقبالهم وبخ ايديهم بمادة مطهرة ثم يجلسون لتناول وجبة الغداء بعدها يصعدون لسطح الفندق حيث يستلقون ويستمتعون لمدة ساعة بالشمس الدافئة والهواء البارد المنعش النقي العليل ثم يتجمعون في صالون الفندق الرئيسي حيث يقوم مدير الفندق بتقديم جميع الموظفين وتخصصاتهم أي لقاء تعارف علي من سيخدمون النزلاء طوال الرحلة النيلية والتي ستدوم سبعة ايام ومنهم الطهاة وموظفو الاستقبال والطبيب المقيم وربان الفندق ورئيس البحارة والمسئول عن الخدمة بقاعة الطعام والمسئول عن خدمة الغرف يلي ذلك سرد لاجراءات الامان في حالة الحريق لا قدر الله أو أي خطر آخر فيشار الي مواقع انابيب الاطفاء داخل الغرف وخارجها ومكان جاكتات النجاة داخل الغرف وأسلوب ارتدائها قبل القفز في الماء وموقع المطرقة المستخدمة في كسر زجاج النوافذ للخروج منها في حالة تعذر الخروج من باب الغرفة. ايضا الاشارة الي بخاخات المياه الآلية والمثبتة في اسقف الغرف والقاعات والممرات والخاصة بالاطفاء الآلي لأي حريق يلي ذلك سرد لتفاصيل البرنامج السياحي والذي يبدأ من صباح اليوم التالي ومواعيد الوجبات الغذائية ثم يتم تقديم المرشدين السياحيين حسب اللغات الذين سيتولون مهمة قيادة وإرشاد المجموعات للمعابد والمقابر علي ضفتي النيل ما بين اسوان ونجع حمادي بعدها يتناول النزلاء وجبة العشاء ثم يعودون لغرفهم لقضاء الليلة الأولي بأسوان. الساعة السابعة صباحا من اليوم الثاني يتم ايقاظ النزلاء عن طريق رنات التليفون أو الطرق علي طبق نحاسي كبير أثناء التحرك في ممرات الغرف ويبدأ تقديم وجبة الفطار من الساعة الثامنة حتي الساعة التاسعة ثم تسليم كل سائح وسائحة كارت مرقما قبل مغادرة الفندق العائم إلي الحافلات وهدفه عند انتهاء البرنامج السياحي اليومي بعودة جميع السياح للفندق.. تتم مراجعة عدد الكروت للتأكد من اكتمال العدد وعدم تخلف احد.. تتحرك الحافلات وبها المجموعات حسب اللغة ومعهم المرشد المسئول ويبدأ برنامج اليوم الثاني باسوان بزيارة السد العالي والذي يعتبر من الاساطير الهندسية الحديثة هنا بأسوان استرجع ذكرياتي المرتبطة بتاريخ وطني عظيم واقصد سنين بناء السد العالي حيث رافقت المرحوم والدي الدكتور عبدالمنعم القيسوني نائب رئيس الوزراء في كل زياراته لهذا القطاع واذكر مشاهدة البلدوزرات العملاقة والتي كان قطر اطاراتها أعلي من السيارات الملاكي بثلاثة اضعاف وهي المرات الوحيدة في حياتي التي شاهدت فيها مثل هذه المعدات العملاقة والتي كانت تنقل اطنان الصخور من الجبال الي الصنادل الضخمة ثم اراقب هذه الصنادل وهي تتحرك الي الموقع المحدد أعلي قواعد السد العالي المغمورة بالماء ثم تفتح غاطسها لتنزلق حمولتها من الصخور الثقيلة والضخمة الي القاع فيرتفع جدار السد مترا واحدا وهكذا طوال النهار والليل كانت هذه المنظومة تفعل باستمرارية والتزام مخلص يدعو للاعجاب والفخر كما اذكر مرافقتنا لزعيم مصر المرحوم جمال عبدالناصر ومعه ضيوفه من شكري القواتلي وملك المغرب ورئيس السودان وخرتشوف. كانت اياما مجيدة في تاريخ مصر. واذكر زيارتي اربع مرات لمعابد أبوسنبل في موقعها الاصلي وذلك علي الزورق الطائر الهيدروفيل من خلف موقع بناء السد العالي حتي المعابد في رحلة كانت تستغرق حوالي الثلاثة ساعات اذكر شجرة السنط العملاقة الملاصقة للمعبد والحارس النوبي حامل مفتاح المعبد كما زرت المعبد بعد ان اتحد العالم أجمع لانقاذه من الغرق فتم تقطيعه بأسلوب هندسي دقيق ورفعه الي مرتفع جبلي مناسب بعيدا عن منسوب مياه النيل والذي ارتفع بعد اتمام بناء السد العالي وتشغيله واذكر قيام مسئولي الاثار بسرد تفاصيل اعملية للمرحوم الوالد. ثم قيامي بزيارة المعبد في موقعه الجديد أكثر من عشرين مرة دون مبالغة وهو الذي لم تتمكن العلوم الهندسية والتكنولوجيا الحديثة من اعادة تشييده بنفس الزوايا الهندسية والفلكية التي نفذها اجدادنا الفراعنة بعبقرية فذة لضمان دخول اشعة الشمس الي داخل المعبد مرتين في العام في شهر فبراير عيد التتويج وشهر اكتوبر عيد الميلاد وهو ما تسبب في تعديل تواريخ هذا الانجاز الفلكي العبقري لتبقي فنون واسرار الفراعنة لغزا محيرا لعلماء العالم الي الابد.