لا أستطيع أن أنكر وأداري دهشتي المصحوبة بالقلق مما أقرأه وأسمعه عن الاعمال الباسلة في ممارسة الواجب الوطني دفاعا وسعيا إلي تنقية أرض سيناء المقدسة من رجس الإرهاب الدموي. ما يقلقني حقا هو ما تتضمنه البيانات التي أثق في صحتها ومصداقيتها بشأن العمليات العسكرية التي تنتهي بتصفية أعداد من هذه العناصر الإرهابية والقبض علي اعداد أخري. هذا المسلسل مستمر يوميا منذ شهور وهو ما يصل بهذه الاعداد إلي المئات. متابعة هذه الأرقام تدفعني ومعي آلاف الآلاف من المشغولين بأمور هذا الوطن - أمنا واستقرارا وانفتاحا علي آفاق التقدم والازدهار - إلي التساؤل حول الاعداد المقدرة لهؤلاء الارهابيين الذين تنكروا لوطنهم أو ارتضوا أن يكونوا مأجورين أو محترفي عمالة لقوي حاقدة وكارهة لمصر المحروسة. كم أرجو أن تكون هناك دراسة وبحث يتولاه خبراء ومختصون يخبروننا بحجم هذه التنظيمات الارهابية. من المؤكد أن التوصل لهذه الاحصائية التي سوف تكون قريبة من الحقيقة سوف يساهم في طمأنة وتوعية الرأي العام وإعلامه بالتقديرات الزمنية المتوقعة لإنهاء هذا الخطر الذي يستهدف مستقبل هذا الوطن. كلنا ندرك ونقدر عظيم ما يتم بذله من جهد وتضحيات لتحقيق هذا الهدف من جانب أبنائنا وإخواننا من رجال القوات المسلحة وأجهزة الأمن. في هذا الشأن ليس خافيا أن كل المصريين الشرفاء متشوقون لسماع ما يسعدهم ويفرحهم بوضع نهاية لهذه المهمة الوطنية. إن ما يسمعونه ويقرأونه يوميا عما يجري علي أرض سيناء من مواجهات من تآمر وغدر جماعات الارهاب يجعلهم مشاركين بقلوبهم وأحاسيسهم مع كل ما يقوم به رجال الجيش والأمن من أعمال مجيدة. ان هدف هذه الاعمال انتشال هذا الوطن من مستنقع الارهاب الذي صنعته جماعة الارهاب الإخواني سعيا إلي تدميره وتخريب هذا الوطن. إحقاقا للحق فإن جانبا مما يجري علي أرض سيناء يتحمله الاهمال والتهاون اللذان لقيتهما هذه المنطقة الغالية علينا علي مدي سنوات وسنوات جري ذلك حتي قبل أن تتمكن جماعة الارهاب الإخواني من السيطرة علي مقدرات مصر.. حول هذا الامر فإن هذه الجماعة الارهابية العميلة اختارت أن تجعل من سيناء مركزا للتآمر علي أمن وسيادة الدولة المصرية. لقد سعت بذلك للعمل علي تفعيل أيدلوجيتها الاممية القائمة علي إلغاء الوجود للحدود والسيادات الوطنية. إن خطتها قامت أيضا علي التعاون مع القوي الاجنبية لتنفيذ هذا المخطط في مقابل اتفاقات وعهود بالعمل علي خدمة مصالحها التي تتعارض تماما والمصالح القومية للدول العربية والاسلامية. ليس أدل علي ذلك من قرارها بالتنازل عن 1600 كيلومتر من أرض سيناء لتوطين الفلسطينيين بديلا عن وطنهم الذي تحتله إسرائيل. هذا الذي أقوله جاء في أكثر من مناسبة علي لسان الرئيس الفلسطيني محمود عباس «أبو مازن». إن ذلك يؤكد عمق المؤامرة التي تؤكد خيانة هذه الجماعة لكل قواعد وركائز الوطنية والقومية.