شهدت الكاتدرائية المرقسية بالعباسية هدوءا شديدا امس عقب احداث الشغب التي شهدتها بعد تظاهر عدد من الاقباط وخروجهم لشارع رمسيس وذلك بعد نجاح قيادات الكنيسة في تهدئة المتظاهرين والسيطرة عليهم واقناعهم بسلبيات تلك المظاهرات التي وقعت بالقاهرة وبعض المحافظات.. كما قدموا الشكر للقيادات الامنية لتعاملها بحكمة مع المشاغبين ومحاولاتهم للسيطرة علي الوضع والتعامل معه بحرص . ونجحت هذه الجهود في عودة الهدوء للكاتدرائية والكنائس ولم يخرج الاقباط للتظاهر.. من ناحية اخري بدأت الكنيسة الارثوذكسية الاستعدادات للاحتفال بعيد الميلاد المجيد واستكملت توزيع الدعوات علي المسئولين والتنسيق لحضور قداس ليلة العيد بعد غد الخميس والذي يرأسه قداسة البابا شنودة. وقدأصر مسيحيو الاسكندرية علي قيامهم بالإحتفال بعيد الميلاد المجيد رغم أنف الإرهاب .. داخل مستشفيات الأنبا تكلا والألماني التقت "الأخبار" بالناجين من جريمة رأس السنة .. فيفيان سمير أنطون تقول أن أسرتها بالكامل مازالت تعاني من آثار الجريمة البشعة حيث أصيب شقيقها عماد سمير "38 سنة" وزوجته إيناس سامي "30 سنة" وابنته أوليفيا "عامين ونصف " في الإنفجار الا أن هذا لن يمنعهم من الاحتفال بعيد الميلاد المجيد بعد أيام والوقوف في وجه الإرهاب .. وتتذكر فيفيان تفاصيل اليوم المشئوم قائلة " اعتدت أنا وجميع أسرتي علي الاحتفال سنويا برأس السنة في كنيسة القديسين لقربها من منزلنا وقبل الحادث بثلاثة أيام حضر شقيقي عماد من نيويورك للإحتفال بالأعياد مع أسرته حيث يعمل مهندس ميكانيكي بالولايات المتحدةالأمريكية وأثناء وقوفه بصحبة زوجته وابنته أمام الكنيسة بعد إنتهاء الصلاة انفجرت القنبلة ليصاب الجميع بإصابات خطيرة عدا أوليفيا التي لم تصب سوي بكدمات سطحية بعد احتضان والدتها لها أثناء الانفجار .. وتضيف فيفيان أن شقيقها فقد السمع بشكل جزئي من جراء صوت الانفجار حيث تسبب في ثقب طبلة الأذن اليسري واليمني مما يتطلب العديد من العمليات الجراحية .. وتقول "إليزابيث مرقص" أن الحادث لن يؤثر علي احتفالهم بعيد الميلاد وحضور القداس ومن ناحية أخري عاد الهدوء أمس الي شوارع الإسكندرية ولم تتأثر حركة السياح القادمين الي المحافظة بالحادث رغم تهويل بعض وسائل الإعلام الأجنبية في وصفه حيث وصل 2933 سائحاً من مُختلف الجنسيات إلي الاسكندرية. ويقول نبيل بولس أنه أتي مع صديقه المسلم الذي يرافقه لتهدئة الوضع في الشارع وحث الشباب علي عدم الانفعال .. مشيرا الي أن ماحدث هو مخطط مقصود به مصر اولا ووحدتها .. موضحا أنه لايمكن أن يكون من فعل هذه الجريمة هو مسلم مشيرا الي أنه تخرج من مدارس أزهرية علي يد شيوخ الاسلام .. ويضيف أن تعاليم الاسلام لا تدعو الي العنف مدللا بأن النبي أوصي علي سابع جار .. ويقول أن صديقه المسلم هو من طيب خاطره ويشاطره الاحزان موضحا أنه سمع من أقاربه أن من قاموا بمحاولة إنقاذ ضحايا الكنيسة وهذه فرصة لتصفية النفوس وتوحيد الشعب المصري خلف راية واحدة وهي راية مصر.. موضحا أنه ليس في حماية الشرطة ولكن في حماية المصريين فكلنا شعب واحد ..ويشير الي أنه منذ وقوع الحادث الاليم ولم تنقطع الاتصالات من أصدقائه المعزين منوها الي أن حزنه تحول الي سعادة بالغة بعدما كان قلبه يقطر دما من الحزن . ومن ناحية أخري واصل عدد من شباب الاقباط مسيرات الاحتجاج ومظاهرات الغضب علي خلفية تفجيرات الاسكندرية.. توافد الآلاف منهم في عدة مسيرات مختلفة بشوارع شبرا محاولين الوصول إلي كنيسة السيدة العذراء مريم بشارع مسرة التي يعتصم امامها حوالي 07 شخصا من الرجال والنساء داخل كردون امني من رجال الشرطة منددين بالارهاب الغاشم الذي التهم ارواح الشهداء ليلة عيد الميلاد امام كنيسة القديسين.. ارتفعت اصواتهم بالنداء باسماء الشهداء ونتيجة للتدافع اتلف المتظاهرون عددا من السيارات المتوقفة علي جانبي الطريق وسارع الاهالي باغلاق محلاتهم بطول شارعي شبرا ومسرة وطوقت سيارات الامن المركزي والمدرعات مداخل ومخارج شارعي شبرا ومسرة وعمل كردون أمني من رجال الامن المركزي للسيطرة علي الموقف. وقد اصيب ضابطين و10 مجندين في اشتباكات مع المتظاهرين.. اشرف علي تأمين المكان اللواء اسماعيل الشاعر مساعد اول وزير الداخلية ومدير امن القاهرة واللواء امين عز الدين مدير الادارة العامة لمباحث القاهرة وتم تفريق المتظاهرين. كما تظاهر مجموعة كبيرة من الاقباط علي الطريق الدائري عند منطقة الخصوص وبهتيم وقطعوا الطريق بإشعال النيران في اطارات الكاوتشوك وقذفوا السيارات المارة بالطوب والحجارة وتمكن رجال الشرطة من السيطرة علي الموقف.