من خلال قراءة صفحات الحوادث في الصحف والمجلات وما نشاهده في الفضائيات ونعاصره في الحياة نجد أن منظومة الأخلاق قد أصابها خلل وفوضي وعدم مسئولية وتدهور يحصد كل مجهود يبذل من أجل النهوض بوطننا مصر، في حين أننا نحتاج في ايامنا هذه التي نمر بها وما نتعرض له من تربص يحيط بنا من جهات عديدة ان نتمسك بالأخلاق التي تنقذنا من كل ما نعايشه من سلبيات، وهذه الأخلاق جمعتها سورة الفرقان في كتاب الله العزيز وهي صفات عباد الرحمن التي علينا وضعها في مقدمة أولويات خطط حياتنا لتسير جوانب الحياة كما يريد الله تعالي أولا ثم كما نتمني ان تكون. ومن صفات عباد الرحمن الذين يمشون علي الأرض هونا اي تواضعا ومقابل ذلك نجد من يتكبر والمتكبر هو الذي يسقط عيوبه علي الناس ويعلق مصائبه علي الآخرين ويظن انه العلامة الوحيدة في حين يعلمنا النبي صلي الله عليه وسلم من تواضعه انه كان إذا مشي مع الصحابة يجعلهم يمشون أمامه ويقول خلوا« بيني وبين ملائكة ربي».. ومن هذه الصفات إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما أي يرد عليهم ردا طيبا فكان علي زين العابدين يمشي يوما في الطريق فاقترب منه رجل حاقد عليه وقال له: يا فاجر فرد عليه زين العابدين «جزاك الله خيرا» فقال الرجل انت منافق، فقال له زين العابدين بارك الله فيك... وهكذا كان الرد الطيب الذي يخمد نار الحقد ولا يشعلها. وعباد الرحمن هم الذين يبيتون لربهم سجدا وقياما لأن قلبهم معلق بالعرش وكان عطاء بن رباح يقسم الليل هو وأمه وزوجته الي ثلاثة اقسام كل يأخذ ثلثه ويوقظ الآخر ثم يوقظ الأخير الآخرين ليصلوا الفجر وعندما ماتت أمه قسموا الليل نصفين وبعد 7 سنوات ماتت زوجته فظل عشرين سنة يقيم الليل وحده ليحصد حسنات قيام الليل من شرح الصدر وتوسيع الرزق وإجابة الدعاء..