أجمع مثقفون ومفكرون، على أن عام 2025 كان حافلا بمحطات ثقافية بارزة، شكلت علامة فارقة وأسهمت في تعزيز الحضور الثقافي لمصر إقليميا ودوليا وترسيخ مكانتها كقوة ثقافية فاعلة، وذلك بفضل جهود الدولة في إعلاء قيمة الثقافة باعتبارها ركيزة أساسية لبناء الإنسان. وأكد المثقفون، أن افتتاح المتحف المصري الكبير كان أبرز هذه المحطات بوصفه إنجازا ثقافيا عالميا، حيث نجح في إعادة تقديم الحضارة المصرية برؤية معاصرة، وساهم في تعزيز حضور التراث المصري في المشهد الثقافي الدولي. واعتبر المثقفون، أن ترشح الدكتور خالد عناني لمنصب مدير عام منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو"، حدثا يعكس تقدير المجتمع الدولي للكفاءات المصرية، ويؤكد ثقل مصر الثقافي وقدرتها على الإسهام في صياغة السياسات الثقافية العالمية، إضافة إلى الاهتمام غير المسبوق بالأديب والروائي الكبير نجيب محفوظ. وحول أبرز المحطات الثقافية في مصر خلال 2025، أكد الكاتب الكبير يوسف القعيد، أن مكانة مصر عظيمة وعملاقة في حد ذاتها، إلا أن هناك بعض الأحداث الثقافية التي أضافت لوضع مصر الثقافي بشكل جيد للغاية، أهمها افتتاح المتحف المصري الكبير الذي يمثل رسالة ثقافية للعالم عن قوة مصر الناعمة، إضافة إلى ترشح الدكتور خالد العناني لرئاسة منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو". وقال القعيد، إن أحد الملامح الثقافية المهمة التي شهدناها خلال العام الحالي، هو الاهتمام بالكاتب الكبير نجيب محفوظ الذي تأتي ذكراه في شهر ديسمبر، وما يميز هذا الاهتمام أنه تحقق بشكل غير مسبوق فاق أي اهتمام في أي عام مضى، مشيرا إلى ضرورة استغلال تلك الأحداث الثقافية، وأن نلعب دورا أكبر في استثمارها بشكل جيد، لتعزيز الوضع الثقافي في مصر. ومن جانبه، أكد مدير كرسي خدمة الطفولة التابع للمنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة "ألكسو" الكاتب إيهاب القسطاوي، أن مصر العظيمة تمضى بخطوات راسخة نحو التنمية الشاملة في كل المجالات، قائلا: "لعل الحدث الأبرز في عام 2025 في المشهد الثقافي المصري، هو بلا شك افتتاح المتحف الكبير الذى تابعه مليار شخص حول العالم، فمصر قادرة دائما أن تبهر وتدهش العالم بما تملكه من إرث حضاري وثقافي ممتد عبر التاريخ". وأوضح مستشار الشئون الفنية والثقافية للهيئة العامة لقصور الثقافة الكاتب محمد ناصف، أنه على المستوى القومي، يأتي افتتاح المتحف المصري الكبير كأهم الأحداث الثقافية في مصر، فهو واحد من المشروعات الثقافية المهمة التي ستترك أثرا كبيرا في تاريخ الثقافة المصرية، ويمثل افتتاحه نقلة نوعية للدولة المصرية في اهتمامها بآثارها وثقافتها وهويتها. وأضاف أنه على المستوى الثقافي، فإن وزارة الثقافة ضمن أنشطتها، افتتحت 12 موقعا ثقافيا جديدا تابعا للهيئة العامة لقصور الثقافة في أماكن مختلفة ومتنوعة في مصر، تعد إضافة حقيقة ومهمة في الإنجازات الثقافية للهيئة، إضافة إلى الإعلان عن جائزة الثقافة الجماهيرية للأدباء والفنانين، وعودة مهرجان الطفل في دورته الجديدة بعد توقف 15 عاما وانضمام 21 فرقة جديدة له. وقال رئيس صندوق مكتبات مصر العامة السفير رضا الطايفي، إن أبرز محطتين أضافتا للمشهد الثقافي في مصر إضافات كبيرة خلال عام 2025، هما فوز د.خالد العناني برئاسة "يونسكو"، حيث استردت مصر ريادتها الثقافية بحصولها على هذا الإجماع العالمي واختيار شخصية مصرية لرئاسة المنظمة، فمصر بتاريخها وحضارتها جديرة بأن تتقلد هذا المنصب منذ وقت كبير، ونتيجة لحالة لزخم وحالة الاستقرار الذي تنعم به مصر، تمكنت من إبراز مكامن القوى السياسية لديها، وجميعها عوامل ساهمت في هذا النجاح، خاصة وأن الدكتور خالد عناني جدير بهذا المكان، وعلى ثقة بأن أداءه سيكون على مستوى ثقل مصر وتاريخها وحجمها وسيضيف كثيرا بأدائه المشرف، وهو إنجاز ذو بعد عالمي". ووصف "الطايفي"، افتتاح المتحف المصري الكبير بالإنجاز الثقافي المصري غير المسبوق بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فبداية من الموقع العبقري وكمية المعروضات وطريقة عرض الآثار التي بها قدر كبير من التفرد، إلى جانب مساحة المتحف وما يضمه من تراث حضاري وزخم، إضافة إلى أنه الأكبر عالميا يضم حضارة واحدة لدولة واحدة، جعلته متحف يليق بمصر ويدعو المصريين إلى الفخر، والمنافسة به أمام متاحف في العالم، كما أنه يمثل دعوة للعالم لزيارة مصر. وأكد أن المتحف المصري الكبير هو أفضل تجسيد لتراث مصر الإنساني الذي تباهي به جميع الدول، فقد نجحت الدولة في إبرازه بشكل يليق بهذا التراث الإنساني الذي لا يقارن بغيره في أي مكان، كما نجحت في توظيف هذا الحدث عالميا لخدمة السياحة، فهو رسالة للعالم بأن الحضارة الإنسانية والآثار المتفردة متواجدة في مصر، فلا يوجد ما يخدم السياحة بقدر هذا الحدث والإنجاز الثقافي الذي يثبت أننا أصحاب أعظم حضارة في التاريخ. فيما أشار الكاتب والشاعر أحمد الشهاوي، إلى أن عام 2025 شكل علامة فارقة في المشهد الثقافي المصري، حيث شهدت مصر سلسلة من الإنجازات التي لم تجمع في عام واحد من قبل، مما عزز موقعها ودورها على الساحتين الإقليمية والدولية، ومن بين هذه الإنجازات يبرز حدثان رئيسان هما افتتاح المتحف المصري الكبير، وفوز الدكتور خالد العناني بمنصب مدير عام منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونسكو"، موضحا أن كلا الحدثين يمثلان إنجازا ثقافيا كبيرا، لكن من حيث الأثر العالمي الشامل والطابع الرمزي الحضاري، يتفوق افتتاح المتحف المصري الكبير كأبرز حدث ثقافي خلال العام، لما يمثله من إعادة تأكيد لمكانة مصر كمنارة حضارية عالمية. وقال الشهاوي، إن المتحف ليس مجرد صرح عرض أثرية، بل رمز حضاري يستعيد فيه العالم عبق الحضارة المصرية، وقد وصفته شخصيات مصرية وعالمية بأنه حدث ثقافي فريد في العصر الحديث، لما يحمله من دلالات تربط الماضي العريق بالمستقبل المعاصر لصون التراث ونشر المعرفة الإنسانية"، مشيرا إلى أن افتتاح المتحف تزامن مع إدراج محافظة الجيزة ضمن شبكة المدن الإبداعية التابعة ل"يونسكو" في مجال السينما، وهو إنجاز يعكس الاعتراف الدولي المستمر بثقافة مصر وإبداعها. وأكد أن أهمية المتحف وتأثيره الثقافي دوليا يبرز في جذب اهتمام الإعلام العالمي والمنظمات الثقافية، ووصفه بصيغة "هدية مصر للعالم"، مما عزز من صورة مصر كقِبلة للحضارة الإنسانية، مشيرا أن من المتوقع أن يسهم المتحف في زيادة أعداد السياح بصورة كبيرة، مما يدعم الاقتصاد المصري عبر تنشيط قطاع السياحة الثقافية، خاصة بعد زيادة الطلب على الوجهات الثقافية العالمية في السنوات الأخيرة. وأشار الشهاوي، إلى أن فوز خالد العناني بمنصب مدير عام "يونسكو" هو إنجاز دبلوماسي وثقافي، كونه أول عربي يتولى هذا المنصب التاريخي في منظمة دولية رفيعة المعنية بالثقافة والتعليم والتراث، حيث يحمل هذا الفوز أهمية رمزية كبيرة من حيث التمثيل العربي والأفريقي في منظمة دولية تؤثر في السياسات الثقافية العالمية، مما يعزز موقع مصر كقوة ثقافية ودبلوماسية في العالم، ويعكس ثقة المجتمع الدولي بخبرة مصر في إدارة القضايا الثقافية والتراثية، ويمنح القاهرة صوتًا فاعلًا في صياغة السياسات الثقافية على المستوى العالمي. وأوضح أن عام 2025 سيذكر في التاريخ المصري كعام اللحظات الثقافية الكبرى؛ إذ استطاعت مصر أن تجمع بين إعادة تقديم حضارتها إلى العالم بأبهى صورة، وبين قيادة ثقافية دولية في قلب منظمة "يونسكو"، ومع ذلك، يبقى افتتاح المتحف المصري الكبير الحدث الثقافي الأبرز لعام 2025، لأنه يعكس هوية مصر الحضارية الكونية ويمثل نافذة جديدة تُفتح أمام العالم لفهم تاريخ الإنسانية وتقديره. اقرأ أيضا| نحو إعادة تقديم الحضارة المصرية القديمة.. «أثريون» يطرحون حلولًا لإنهاء هيمنة الغرب على النشر