كانت التجربة حزينة، ومريرة، ومفاجئة، كنت مدعوا صباح السبت الماضي، لتقديم فقرة »الصحف المصرية« لمشاهدي برنامج »صباح الخير يامصر« استعددت جيدا، بكل ما يشيع الأمل والتفاؤل في عام جديد علي مصرنا جميعا، الصحف وموادها تحفل بذلك، موضوعات عن مد خطوط الغاز لصعيد مصر بتكلفة 7.5 مليار جنيه، يستفيد منه 003 ألف منزل والمئات من المصانع، مشروع وزارة المالية لقروض الموظفين، وتخصيص البنوك لحوالي ما بين 01 - 51 مليار جنيه، يستفيد منه أكثر من 6 ملايين موظف وتأثير ذلك علي الانتعاش الاقتصادي المتوقع للسوق المصري المهندس رشيد محمدرشيد، الوزير الناجح، الذي تمكن من جمع 73 مليونيرا عربيا علي أرض مصر للبحث في مشروعات مشتركة قبل القمة الاقتصادية القادمة، التصريحات المتفائلة لوزير السياحة زهير جرانة، بالتخطيط ليصل عدد السائحين لمصر خلال هذا العام إلي 61 مليون سائح. ومع ساعات الصباح الأولي سمعت أنباء مذبحة كنيسة القديسين في الاسكندرية توالت المعلومات من خلال متابعتي لأجهزة الإعلام المصرية، والعربية في ظل استنفار التليفزيون المصري منذ البداية كجزء من تحرك عام علي كل المستويات. كان من الطبيعي أن يكون الحادث هو المدخل في عرض الصحف، تقدمت بالتعازي إلي كل مصر، وإلي اسر المتوفين في الحادث، تمنيت الشفاء للمصابين. وكانت الفكرة الاساسية التي ركزت عليها هي ان المستهدف هو مصر، أمنها واستقرارها فنحن امام حادث إرهابي بكل أركانه، حتي ولو كان بعنوان طائفي، فهذا هو الهدف وتلك هي الخطة، ضرب اكثر من عصفور بحجر واحد. أمن مصر واستقرارها، الوقيعة الخسيسة بين المسلمين والاقباط. قلت ان مصر قادرة علي تجاوز هذه الجريمة، خاصة وأن التاريخ القريب يقول إنها أصبحت واحدة من اصحاب التجارب الناجحة والمشهود بها دوليا وأقليميا وعربيا في مواجهة الارهاب وكان في ذهني، أحداث اكتوبر 1891وحادث الاقصر في نوفمبر 79. وتفجيرات طابا في 32 يوليو 5002، ودهب في 42 ابريل 6002 تنوعت الجرائم، ولكن مصر التاريخ، صاحبة حضارة ال4 آلاف عام، صامدة، ذهب الارهابيون الي مزبلة التاريخ، والي غياهب الظلمات. وبقيت مصر ، كما هي. كنت علي يقين دون استباق للتحقيقات بأن تنظيم القاعدة، قد يكون وراء الحادث، حتي لو كان التنفيذ بأيد مصرية. فالتنظيم يجد صعوبة في ايجاد أنصار له، وزاد من هذا اليقين البيان الصادر عن مركز المجاهدين التابع لتنظيم القاعدة. والذي بث تسجيلا منسوبا لانتحاري يقود مجموعة من الشباب، يهدد الكنيسة القبطية. وبعد، فهذا هو زمن العقل والعقلاء، وما أكثرهم داخل الكنيسة القبطية بكل رموزها بعيدا عن الذين يقتاتون علي الازمات، ويثيرون الفتن، ومع كل التقدير لبابا الفاتيكان، الاسلام علمنا احترام أصحاب الديانات الأخري، وبالطبع رموزها، فنحن لسنا في حاجة الي آراء ونصائح بابا الفاتيكان، وعليه ان يهتم بحل مشاكل كنيسته ورعاياها في اوروبا وهي اكثر من ان تعد أو تحصي، أما مسيحيو الشرق سواء في مصر أو العراق ولبنان وكل الدول العربية فهم جزء من نسيج مجتمعاتهم، لا يحتاجون الي حماية من أحد ويا قداسة البابا قد انتهي إلي الابد زمن الحملات الصليبية!!