أمل محمود.. يوم السبت هو سر سعادتى فى الحياة لانه يوم إجازتى الوحيدة بالأسبوع لا تلتف حولها من شدة انهماكها بالعمل .. تفترش الأرض بأكوام من الأقمشة والملابس المستعملة ، وتصطف أمامها سيارات يخرج منها أناس من أرقي الطبقات الارستوقراطية لشراء بضائعها ... مما يستوقف انتباهك لحظة لتتساءل ماهي حدوتة هذه السيدة ذات العباءة السوداء التي تحكي عيناها قصة معاناة وتحدي مع الزمن .. ! إوعي تستسلم « .. بهذه الكلمات التي تمتلئ بالتحدي و الثبات بدأت أمل محمود ، حديثها إلينا لتسرد لنا رحلة عملها اليومية منذ 16 سنة ، وتقول : ابيع مستعمل المستعمل بعد ان أجمعه من بعض المحلات وبالات الملابس المستوردة التي تأتي من بورسعيد ونشتريها بالطن إلي جانب بواقي المصانع وبواقي التصدير ونبيعها بأسعار رخيصة مع انها بضاعة جيدة . وتابعت : أنا عندي كل يوم سوق بعدد أيام الأسبوع ، وكل سوق وله زبائنه، يوم الجمعة اكون موجودة بسوق إمبابة، ويوم الأحد بوكالة البلح، و الإثنين بسوق كرداسة، و الثلاثاء بسوق صفط اللبن ، أما يوم الأربعاء أذهب إلي سوق البدرشين، والخميس في سوق المطرية . وأضافت : زبائني من مختلف الفئات والطبقات يعلمون قائمة الأسواق التي أتردد عليها ومواعيدها ويقصدونني من مختلف المحافظات ، فهناك من يشتري مني لأنه يريد « حاجة علي قد الايد» والبعض من الأثرياء يقبلون علي شراء المنتجات المستوردة من البالات ، وفي بعض الأحيان يأتون لشراء مساعدات للجمعيات الخيرية و أديرة الأيتام و المسنين، وهناك طلبات وصاية علي مقاسات خاصة لمن يعانون من زيادة بالوزن أو ملابس لكبار السن ، و أبيع أي تيشرت ب 7.5 جنيه و أي بنطلون جينز ب 15 جنيها أما البلوفرات والبلطوهات فتكون بربع ثمنها عند قدوم فصل الشتاء . وتكمل : يوم السبت هو سر سعادتي في الحياة لانه يوم إجازتي الوحيدة بالأسبوع ، وأقضيه مع أولادي السبعة لأعوضهم عما يفتقدونه طوال الأسبوع و أتابع معهم دراستهم ، فهم أملي الذي أعيش من أجله في الحياة و كل ما اتمناه أن يثبتني الله ويقويني من أجل أن أحسن تربيتهم و أعلمهم حتي يصلوا الي اعلي المناصب بعد ان أُصيب زوجي بعدة أمراض والتزم الفراش منذ عدة أعوام ، وكان واجبي نحوه أن أحسن تريبة أبنائنا و أعمل من أجل أن أساعد في توفير العلاج له .