والمُزعج أن بعض رجال مبارك يتعمدون بمكر ودهاء استغلال الحوادث الإرهابية لممارسة مكارثية جديدة ودفع الدولة الي اتخاذ إجراءات استثنائية ضد المعارضة!!.. هناك بعض مَن يسعون لتوريط السيسي ودفعه الي مستنقع فساد دولة مبارك!!..عندما تجرؤ شخصية عامة علي القول إن ثورة 25 يناير كانت مؤامرة وإن «السيسي يعرف ذلك» ، ثم يردد الكلام ذاته مخبر عتيد تحول الي مقدم برامج علي شاشة قناة متفرغة للهجوم علي الثورة والثوار ، ويؤيد ذلك ضيفه الاستاذ الجامعي مؤكداً أن السيسي يعرف أن 25 يناير مؤامرة خارجية و»لكنه لا يقول ذلك حفاظاً علي وحدة الصف» ..أقول عندما يحدث ذلك ، نكون بإزاء جريمتين واضحتين ..الأولي في حق دستور مصر الجديد الذي يعتبر 25 يناير ثورة عظيمة ، والثانية في حق الرئيس الذي يستمد شرعيته من هذا الدستور ومن ثورة يناير التي لولاها لما كانت 30 يونيو التي تُوجَت بخريطة للمستقبل كان أهم استحقاقاتها انتخابات رئاسية فاز فيها السيسي بأغلبية غير مسبوقة..وتتجاوز الجريمة في حق الرئيس كل الحدود عندما يكون المُجرم الأول واحداً ممن استقبلهم السيسي أو هاتفهم مؤخراً مما يوحي بأن كلامه مؤسس علي حوار دار أثناء المقابلة أوالمكالمة ، وأيضاً عندما يُسمح لمقدم البرامج المخبر ذي التاريخ المهني الاسود بتغطية احتفالات القوات المسلحة بذكري نصر السادس من اكتوبر ، وهي جريمة لا تقل خطراً عن خطيئة الإخوان الذين سمحوا لقاتل السادات بالمشاركة في الاحتفال بهذه الذكري!!..ناهيك عن أن بعض مَن يتحدثون باسم السيسي شخصيات مكروهة ومحتقرة جماهيرياً وتسيء اليه حتي لومدحته!!..وهنا نؤكد ضرورة التدقيق في اختيار الإعلاميين والشخصيات العامة ، خاصة الرياضيين والفنانين، الذين يلتقي بهم الرئيس والتأكيد في كل مرة علي ألا يتحدث أحد باسم الرئيس ما لم يكن مخولاً بذلك..والأهم من ذلك تطهير الرئاسة ، بل وكل وزارات ومؤسسات الدولة من ذيول دولة مبارك ، والذين ظهروا بالصفوف الاولي في حفل تنصيب الرئيس وما تبعه من مناسبات ..وكان الطبيعي والمنطقي بل والضروري إقصاؤهم فورا ، خاصة أن مصر شهدت ثورتين للتخلص من مبارك والإخوان وهما وجهان لعملة واحدة..والمُزعج أن بعض رجال مبارك في السياسة والإعلام يتعمدون بمكر ودهاء استغلال الحوادث الإرهابية لممارسة مكارثية جديدة ودفع الدولة الي إتخاذ إجراءات استثنائية ضد المعارضة السياسية ، وفرض قيود علي حرية الصحافة والتعبير بحجة محاربة الإرهاب وهو الفخ الذي اوقعوا فيه نظام مبارك فكانت نهايته المدوية!!.. ولكي نقطع الطريق علي الصيادين في الماء العكِر من فلول مبارك ، نقول لهم بملء الفم إن «محاولاتكم لتشويه الثورة الشعبية الاعظم في تاريخ مصر محكوم عليها بالفشل لأنها محصنة بالإرادة الشعبية وبالدستور ،ولأنها ستنجح حتماً ، وإنه حتي الرئيس السيسي لا يمكنه ، لو أراد ، وصمها بالمؤامرة لأنه اقسم علي احترام الدستور الذي يحصنها ، فقط عليكم أن تتواروا خجلاً ، وأن تدركوا أن مخططكم الخبيث لا يخدم إلا مؤامرات الإخوان وحلفائهم الذين لا يتوقفون عن ترويج الاكاذيب الفجة بأن ثورة 30 يونيو ليست سوي انقلاب علي 25 يناير»!! .. وفي كل الاحوال ، فإن الحرب علي الإرهاب لن يُكتب فيها النصر المؤزر لنا إلا بحشد الشعب ، خاصة الشباب، وراء الجيش والشرطة ..ولكن الأهم هو اجتثاث الفساد أولاً لأنه البيئة الحاضنة للإرهاب ، وهو ما يعني استئصال الخلايا السرطانية لدولة مبارك الفاسدة التي استغلت مشاركتها في 30 يونيو للعودة الي المشهد السياسي والاقتصادي والإعلامي..ولدي اعتقاد يقترب من اليقين بأن هذه الخلايا الحية تحاول محاصرة السيسي وشده الي الخلف ، أي الي مستنقع دولة مبارك التي لم يسقطها الإرهاب وإنما اسقطها القمع والHستبداد والفساد وهو ما يسعي فلول مبارك الي إعادتنا اليه ..فعلي مدي التاريخ لم يهزم الإرهاب اي دولة ولكن هزمها واسقطها الفساد !!..