مرضى الكبد على سلالم المستشفيات بانتظار العلاج في ثاني أيام توزيع عقار «سوفالدي» سادت حالة من الارتباك والغضب، حيث اصطف مئات المرضي يصارعون وجع الانتظار بجانب آلامهم المزمنة التي تصاحبهم ليل نهار. رصدت «الأخبار» المشهد الذي امتزج فيه الأمل بالألم، وحرص المواطنون علي القدوم من الصباح الباكر حسب تعليمات استمارات التقديم التي ذكرت أن موعد الكشف سيبدأ في تمام الساعة الثانية عشرة ظهراً. تقول انشراح جمعة إنها تعاني من المرض منذ 7 سنوات، وأنها جربت الكبسولات والفوار ولكنها لم تمر بمرحلة الحقن نهائياً، وعلي فور سماعها عن قيام وزارة الصحة بتوفير أحد أنواع الأدوية التي ستساعد في القضاء علي فيروس سي لم تتردد في تقديم أوراقها لحجز مكانها للحصول علي العلاج، ولكنها تعاني الآن من دوامة أخري تتمثل في طول الإجراءات والمواعيد، وأضافت أنها ستظل تسعي وراء أي أمل للحصول علي دواء يجعلها تتعافي من مرضها. أما رحلة عذاب تحية درويش التي تبلغ 53 عاماً فقد بدأت قبل 6 سنوات عندما أصابها المرض ولم تعد قادرة علي رعاية أطفالها الأيتام، وأضافت أن مصروفات العلاج أضلعتها فقد كانت تحصل عليها شهراً وتهمل بقية الشهور كي تستطيع توفير لقمة العيش لأبنائها. وتروي ثنية بدر مأساتها مع المرض قائلة: لم أعتد الكشف أو تناول الدواء لأي من الأسباب فضيق الحال يجعل البسطاء يضعون صحتهم في آخر الأولويات وعندما كدت أن أفقد بصري قررت الذهاب إلي الطبيب لمعرفة سبب ضعف نظري بهذه الطريقة وبعد إجراء الفحوصات فوجئت أنني أعاني من فيروس «سي» منذ أكثر من 4 سنوات وبدأت أتحرك للعلاج فوجدت أن تكاليفه ليست بمقدرتي. وتتسأل نجوي محفوظ: يرضي مين اللي بيحصل فينا ده؟ بعدما علقونا بأمل الشفاء من المرض اللي بياكل في جسمنا يطلعونا كده؟ ومن جانبه أكد سيد عبدالقادر «موظف» أن فوضي المركز جعلت الآلاف من المرضي يتكدسون في مكان واحد علي كراسي غير مريحة بالمرة وذلك إن وجدت فأغلب المرضي ينتظرون مواعيدهم وهم واقفون علي أقدامهم بالساعات بالإضافة إلي عدم وجود أي تهوية بالمكان. ويضيف: كل هذا في انتظار الأطباء الذين سيقومون بفحص المرضي لإعطائهم الدواء وقد أدي تأخر مواعيد تسليم الدواء إلي تذمر العديد من المرضي. واجهنا الدكتور خالد قابيل المدير التنفيذي للجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية بشكاوي المرضي من بطء الإجراءات الخاصة بصرف دواء «السوفالدي» فأكد أن الصرف الفعلي للدواء بدأ منذ يوم الخميس الماضي حيث تم صرف العلاج لأكثر من 25 حالة واستمر الصرف أمس، وشدد علي أن الفحص يبدأ منذ الساعة 12 ظهراً حسب الموعد المقرر للمرضي، وأوضح أن الدواء متوافر في مراكز المرحلة الأولي وهي معهد الكبد ومستشفي القاهرة الفاطمية، وأشار إلي أنه ليس للعقار آثار جانبية سوي الإجهاد. ورغم تأكيدات المدير التنفيذي إلا أن مصدراً بالمستشفي طلب عدم ذكر اسمه أكد أن عدد من تلقوا العلاج يوم الخميس لم يتجاوز 12 مريضاً بينما لم يبدأ صرفه في اليوم الثاني حتي الظهيرة مما أدي إلي هياج المرضي.