فى حوارنا معه، فجر الدكتور هشام الخياط «أستاذ الكبد والجهاز الهضمى بمعهد تيدوربلهارس» مفاجآت من العيار الثقيل، قال إن الجدل المثار حول الدواء الجديد لعلاج فيروس سى (سوفالدى) مبالغ فيه، لأنه فى رأيه ليس علاجاً جديداً، لكن الجديد كبسولات مركبة تقضى على فيروس سى نهائياً، وبنتائج أفضل من السوفالدى لم يتكلم عنها أحد حتى الآن، وتنتظرها الأسواق العالمية قريباً، وهى بلا آثار جانبية. وصف الدكتور الخياط نزول السوفالدى السوق المصرية ب «تحصيل حاصل»، لأنه لا يعمل إلا مع الإنترفيرون، الذى يواجه صرفه لغير القادرين مشاكل، ناصحاً المرضى الذين لا يعانون تليفاً بالكبد بانتظار الكبسولات الجديدة، الأفضل من السوفالدى بمراحل، ولا علاقة لتعاطيها بالإنترفيرون.. وقال الدكتور الخياط: إن دعوات تصنيع السوفالدى فى مصر ليست منطقية، مؤكدا أنه لا يمكن الاعتماد فى مصر على حملات التوعية للحد من أمراض الكبد، واصفا مجتمعاتنا بالجهل الطبى الشديد الذى لن يمكن مكافحة الأمراض المتوطنة فيها إلا بالعلاجات الفعالة.. وإلى نص الحوار: ∎ هل تعنى أن السوفالدى ليس دواءً جديداً كما يقال؟ - السوفالدى ظهر عام 3102 وهو على عكس ما يعتقد كثيرون، لابد يقترن العلاج به مع الإنترفيرون. ∎ هل لذلك يتكلم البعض عن أن السوفالدى ليس حلاً كاملاً أو علاجا رئيسيا؟ - صحيح، والإنترفيرون لا يستخدم لمريض عنده تليف فى الكبد، أو فى الحالات المتقدمة، لكن السوفالدى نفسه ليس له أعراض جانبية، وعلى المرضى الذين لن يستطيعوا العلاج بالإنترفيرون، أن يتعاطوا الريبافيرين مع السوفالدى، لكن الريبافيرين يسبب فقر دم. ∎ ما الحل فى رأيك إذا كان السوفالدى ليس حلا نهائياً، ولا مثالياً كما أشيع؟ - الحل فى الكبسولات المركبة المنتظر نزولها الأسواق آواخر 5102، هى علاج بدون إنترفيرون، ولا ريبافيرين، وبدون أى أعراض، مدة علاجها أقصر، ونسب شفائها أعلى.. أعتقد أن تلك الكبسولات الساحرة ستصل بعلاج فيروس سى الكبدى إلى حالات أشبه بعلاج نزلات البرد، بفترة لن تتعدى الشهر أو الشهر ونصف. ∎ «الشركات السبب» ∎ إذا كان السوفالدى ليس جديدا، فلماذا تأخر فى النزول للسوق المصرية.. خصوصاً مع بدء الحديث عن أدوية أحدث؟ - التأخير سببه شركة «جلعاد الأمريكية» المصنعة. الدواء نزل فى أمريكا بتسعين ألف دولار، وفى أوروبا ب 48 ألف يورو، لما ينزل مصر بسعر يقترب من 1٪ من السعر العالمى، كان بالضرورة التأكد من أن هناك رقابة عليه، يمنع صرفه لغير المصريين. ∎ فى تصريح سابق قلت إن الدفعة الأولى للسوفالدى التى ستنزل السوق المصرية لن تكفى إلا لعلاج خمسين ألف مريض فكيف سيتم التعامل مع هذا الوضع فى ظل الأعداد المهولة للمرضى؟ - الشركة المصنعة، لا تستطيع إمداد مصر إلا ب 052 ألف علبة فقط، وهى بالفعل لا تكفى لعلاج سوى خمسين ألف مريض. ∎ «العلاج قبل الوقاية» ∎ أشعر بتحمسك للكبسولات المركبة أكثر من السوفالدى.. هل يعنى هذا أن تلك الكبسولات، ليس لها موانع استعمال وتصلح لعلاج كل أنواع الفيروس؟ - ليس لها أى موانع استعمال، وتعالج كل أنواع فيروسات الكبد، وليس لها أى أعراض جانبية. ∎ لماذا فى رأيك نتكلم عن العلاج أكثر مما نتكلم عن حملات توعية منظمة بطرق العدوى والإصابة لتجنب مزيد من المرضى، أو على الأقل خفض عدد المصابين سنوياً؟ أرى أن الحل دائما فى تطوير طرق العلاج، لأننا لو اعتمدنا على التوعية فى مكافحة العدوى سنفشل، بسبب جهل طبى شديد فى مجتمع يصعب التحكم فيه.. وزارة الصحة ستطرح آخر سبتمبر السوفالدى مع الإنترفيرون طويل المفعول أو مع ريبارفيرين فى مراكزها، هى خطوة أولى، لكن فى الوقت نفسه أرى ألا يطبق وزير الصحة ما تشترطه شركة الدواء من توزيع السوفالدى على مراكز الوزارة، وعدم طرحه فى الصيدليات للقادرين الفترة المقبلة.. هذا معناه أننى أجنب الغنى العلاج، وهو حل غير منطقى. ∎ فى رأيك لماذا لا نعمل فى مصر على اكتشاف أدوية محلية الصنع، أرخص سعرا، بكل ما لدينا من مراكز بحثية، وشركات دواء؟ - الأفضل تصنيع الأدوية العالمية، فى مصانعنا.. تحضير دواء جديد وفعال لفيروس سى، يحتاج أبحاثا بالمليارات، يفوق طاقتنا، تكلفة الدواء، بدءاً من التجارب الأولية، وحتى وصوله لمراحل البحث قبل الإكلينكى، ثم إلى المستهلك بعد موافقة منظمة الأدوية، والأغذية الأمريكية والأوروبية على الأقل عشرة مليارات دولار، ليس فى مصر شركة دواء يمكنها تحمل تلك التكلفة.