ارتبط اسم الفنان الكبير محمد صبحي بالإتقان والإمتاع والثقافة واحترام المشاهد والحرص علي طرح ومناقشة قضايا وهموم المواطن.. كل هذه الأمور جعلت من محمد صبحي فنان متعدد المواهب.. فناً وتأليفاً وإخراجاً علي مدي تاريخه الفني الذي حظي مؤخراً بالتكريم في مهرجان الإعلام العربي.. وعقب التكريم.. كان هذا اللقاء: ماذا يمثل لك التكريم من مهرجان الإعلام العربي؟ - الجميل في التكريم من مهرجان القاهرة للإعلام العربي هي الصبغة العربية التي يحملها المهرجان فمن يكرمون ليسوا فقط مصريين بل يختار المهرجان رموزاً من مختلف الدول العربية لتكريمهم وهذا ما يجعلك سعيدا بأنك ممثل لبلدك كما أن التكريم معناه أن هناك عيوناً أخري غير المشاهد رأت فيما تقدمه ما يستحق التكريم وإن كنت أعتقد دائماً بأن التكريم الأكبر للفنان والذي يناله بشكل فوري هو تكريم الجمهور والذي يمثل الوقود الحقيقي لدفع الفنان للأمام ورأس ماله الحقيقي. دائماً ما يتربط المشروع الفني بالمؤلفين ورغم أنك ممثل إلا أن لديك مشروعاً فنياً، ويهتم في المقام الأول بهموم الوطن فما تعليقك؟ - تتكون ملامح شخصيتي الفنية من ثلاثة أضلاع المؤلف والمخرج والممثل ودائماً لا يبهرني الممثل أو المخرج بقدر المؤلف ولذلك أحافظ دائماً علي ما يطلق عليه بالمشروع الفني الذي أوجزه في الاهتمام بكل ما يهم الوطن والمواطن من قضايا فالاهتمام برجل الشارع العادي وبالأسرة اهتمام بالوطن لأن السرة الصالحة هي النواة لمجتمع صالح ولن نستطيع أن نصل إلي مجتمع أو وطن قوي إلا إذا كانت الأسرة قوية من حيث القيم والأخلاقيات والثقافة وهذا هو شغلي الشاغل منذ سنوات من خلال مسلسل »يوميات ونيس« ثم »أحفاد ونيس« وأخيراً »ونيس وأيامه« والذي انتهيت بالفعل من تصوير ومونتاج 06 حلقة سيتم عرضها خلال شهر يناير علي قناة نايل كوميدي وهو الجزءان السابع والثامن في سلسلة ونيس. هل تعرضك لمضايقات عند تقديم »فارس بلا جواد« هو ما دفعك لدخول السياسة من باب الأعمال الاجتماعية مع ونيس؟ - مبدئياً كل ما يخص رجل الشارع وقضايا الأسرة هي نوع من السياسة بل إنني أقدم في المسلسل ما يقوله الناس في الشارع وما تطرحه البرامج من القضايا مهما كانت جرأتها وسخونتها وأذكر أن ما حدث وقت عرض مسلسل »فارس بلا جواد« كان وساماً علي صدري وكل ما آلمني وقتها ومازلت أتذكره هو هجوم عدد من الأقلام علي المسلسل مع حلقاته الأولي لحساب الكيان الصهيوني وعموماً فإنني أؤكد وبلا غرور بأن المسلسل لم ولن يتكرر. ولكن رغم هذا النجاح لماذا لم تقدم أعمالاً أخري في نفس الاتجاه؟ - قدمت في الجزء السادس لونيس توضيحا للشباب عن تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي إضافة إلي وجود مشروع لتقديم جزء ثان من »فارس بلا جواد« يحمل عنوان »الجواد ينتظر الفارس«. وما سر عدم تنفيذه رغم مرور كل هذه السنوات؟ - التكاليف الآن أصبحت كبيرة جداً وتحتاج إلي 5 أضعاف ميزانية الجزء الأول لتقديم الجزء الثاني. بمناسبة تناولك لقضايا ساخنة وجريئة في »ونيس وأيامه« هل تنتظر معركة مع الرقابة؟! - لقد اشترطت في تعاقدي عدم حذف أو إضافة أي كلمة أو مشهد إلا بموافقتي ورغم جرأة المسلسل إلا أنني أثق في أن دعم وزير الإعلام للحرية سيضمن خروج العمل دون أي محذوفات خاصة وأننا نتابع الآن في برامج التليفزيون الكثير من القضايا التي كانت تندرج تحت »المسكوت عنه« دون رقابة. هل ستستكمل حلقات »ونيس وأيامه« إلي 042 حلقة كما سبق أن أعلنت؟ - بالفعل.. فالحلقات الستون هي مرحلة أولي وسأبدأ خلال الفترة القادمة استئناف تصوير بقية الحلقات وسيستغرق عرض ال06 حلقة 3 شهور علي قناة نايل كوميدي بعدها نواصل عرض الحلقات الجديدة. ولماذا لم تنتظر العرض في شهر رمضان؟ - علي العكس تماماً لقد حرصت أن يكون العرض بعيداً عن شهر رمضان الذي أصبحت نسب المشاهدة فيه وهماً وخداعاً بعد هذا الزحام والتكالب الرهيب علي العرض إلي جانب الكم الإعلاني الرهيب الذي يجعلك تشاهد إعلانات يتخللها مشاهد درامية وليس العكس. إذن فإنت مازلت عند موقفك من رفض الإعلان داخل أعمالك؟ - بالطبع فأنا مقتنع بأن الإعلان تجارة تفسد وظيفة الإعلام والمعلن يهمه هتك عرض العمل الفني حتي يحقق نسبة مشاهدة عالية. كان هناك حل وسط بتحديد أماكن لوضع الإعلان داخل الدراما فكيف تراه؟ - بالفعل اتفقنا علي وجود قطع يعده المؤلف بشكل درامي لا يسبب تشتيتاً للعمل ونفذته في مسلسل »رجل غني فقير جداً« وللأسف لم يلتزم المعلنون به وكل ما أنشده هو وجود فاصل واحد داخل حلقات »ونيس وأيامه« خاصة أن زمن الحلقة 03 دقيقة فقط. كيف تري الدراما المصرية والعربية بشكل عام وهل الزيادة في الكم قابلها ارتفاع من حيث الكيف؟ - هذه قضية شائكة والآراء فيها متباينة بالفعل.. هناك مسلسلات جيدة ولكن الكم أفسد هذا القليل الجيد والمشكلة في الدراما هي العمل علي طريقة »النذوات الفنية« حيث تخضع لرغبات الممثلين في تقديم شخصيات تستهويهم دون أن يفكر أحد ما هو الفكر الذي سيتضمنه العمل.. وقناعتي أن الفن متعة لابد أن تحقق دهشة وتتفاعل مع الطرف الآخر وهو المتلقي. وماذا عن ظاهرة ارتفاع الأجور؟ - بالطبع هناك مغالاة سببها التليفزيون نفسه وجهات الإنتاج وعلي الفنان أن يدرك أن قيمة أجره ليست هي النيشان الذي يجب أن يضعه علي صدره فالمهم هي القيمة الفنية وبالنسبة لي لم أرفع أجري منذ 01 سنوات ولكنني مضطر الآن لمراجعة ذلك في ظل ما أسمعه عن أجور فلكية لمن لا يستحقونها. وماذا عن المسرح عشقك الأول وعملك كمستشار لوزير الثقافة قبل شهور؟ - بالفعل عملت كمستشار للوزير دون اجر لمدة 3 شهور في مهمة محددة وهي تشخيص حالة مسرح الدولة وكيفية إصلاحه وانتهي دوري عند تسليم المذكرة.. ولا أعرف مصيرها.