كراهية الآخر.. قد يبدو من بعض الإجراءات التي تتخذها نقابة الموسيقيين ومن قبلها الممثلين, إنها تحض علي كراهية الفنانين العرب, بعد أن هدأت النفوس بين الفنانين العرب حول تصريح د.أشرف زكي نقيب الممثلين بتحديد عمل الممثلين العرب في الأعمال الدرامية التليفزيونية والسينمائية في مصر, وما تبعه من هوجة بين قليل من المؤيدين وكثير من المعارضين, فعاد د.أشرف عن قراره, وهذا ليس عيبا, إنما هي جرأة يجب أن تتوافر فيمن يجلس علي مقعد المسئولية, طالما أن القرار جانبه الصواب, خاصة وكما ردد البعض أن مصر هي قبلة الفنانين العرب, وكم من فنان عربي عاش بيننا فأصبح منا, والأمثلة كثيرة.. نفس الخطأ تكاد أن تنزلق إليه نقابة الموسيقيين بسبب مشكلة عالقة بين المطربة السورية أصالة التي أطلقت سهامها ولسانها علي الموسيقار حلمي بكر, وشيرين, وهو نوع من عدم الكياسة التي يجب أن تتمتع به فنانة في حجم أصالة, فليس كل ما نشعر به في داخلنا يجب أن يقفز علي لسانا وبخه في وجه المشاهدين, فمن نعم الله علينا أننا لا نعرف فيما يفكر فيه الأشخاص الذين نتعامل معهم تجاهنا, وإلا أصبحنا في غابة من السلوكيات العشوائية, وهو ما وقعت فيه أصالة عندما ألقي عليها نيشان بسؤال خبيث في برنامج أبشر, من هو عدوك اللدود من المطربات؟, ردت أصالة بعفوية, شيرين, وأضافت: من أكرهه لا أحب صوته, لكن شيرين أحب صوتها.. فأعلنت كراهيتها وعدم الرغبة في تحيتها عندما تراها, هذا شأن خاص بأصالة, تكره من تكره وتحب من تحب.. ما دخل نقابة الموسيقيين هنا؟ ثم تبادل الإهانات بين أصالة والموسيقار حلمي بكر, أخطأت أصالة عندما قالت أنه لا مانع لديها من أن يعمل لديها موديل, فهذ نوع من التحقير! وهي إساءة غير مقبولة لموسيقار كبير كان له الفضل يوما في أن يثبت أقدامك في عالم الغناء, ولكن دعونا نتساءل: هل الموسيقار حلمي بكر سمع الإهانة والتزم الصمت, لا.. فقد أخذ حقه بنفس الطريقة ووجه لها سيلا من الإهانات, ليس وحدها بل وطال لسانه فنانين آخرين, وهذا شأنه.. فما دخل نقابة الموسيقيين هنا؟.. إنها تتعامل بمكيالين أو أكثر, فقد قررت النقابة التحقيق مع أصالة فيما نسب إليها وربط التصريح لها بالغناء بأن تعتذر لبكر وشيرين, وماذا عن الإهانات التي أطلقها في حقها حلمي بكر, لماذا لم يتخذ معه نفس الإجراء؟ مع كل تقدير واحترام لمكانته الفنية.. لقد غرست نقابة الموسيقيين أنفها في مشكلة شخصية, ليس من شأنها التدخل فيها إلا بالشكل الودي, واجب النقابة فقط هو الحالة الغنائية والموسيقية واستيفاء النواحي القانونية لكل فنان.. أما هذه الإجراءات الحازمة التي لا تظهر إلا مع الفنانين العرب, هي نوع من الحض علي الكراهية.. نطلب من الموسيقار الكبير منير الوسيمي نقيب الموسيقيين التحلي بشجاعة العودة عن قرار جانبه الصواب فيه كثيرا, وحتي تظل مصر قبلة الفنانين العرب. محمد منير.. هناك ارتباط وثيق بين رجل الشارع والفنان محمد منير, عقد غير مكتوب بينه وبين جمهوره, يستوحي منه همومه, وينقب بين الشعراء ليخرج ما يعبر عن هذه الهموم لتصاغ موسيقيا ويتغني بها بصوته القادم من أعماق الجنوب.. تلك الهموم التي تشمل كل معاني الحياة, بما فيها هموم الحب وحتي عندما ينادي علي صوتك بالغني, تشعر أنه يحمل أطنانا من هموم الوطن والفرد, ثم يطالبك بألا تتوقف عن الغناء.. وعلي صوتك بالغنا.. تعودنا أن نري عشرات الآلاف من الجمهور, يتجهون إلي ساحة الأوبرا مع كل عام جديد, وبالتحديد ليلة رأس السنة حيث اعتاد منير أن يغني ويغني ويغني, هذا العام ساد الظلام ساحة الأوبرا, وبدت مهجورة, لغياب منير حيث أجري عملية جراحية, وكان قد آثر إخفاء آلامه عن محبيه, حمدالله علي سلامتك يا منير, ولك نفس النصيحة, علي صوتك بالغنا. هاني شاكر.. قبل ساعات من وقوع مذبحة كنيسة القديسين علي يد الإرهاب, كانت الأمور تسير في هدوء, نستعد لتوديع عام واستقبال آخر, الكثيرون وضعوا تصورا خاصا بهم لاستقبال العام الجديد بطريقته, أهم هذه الأشكال, هي تجمع الأسرة أمام شاشة التليفزيون, ومع تقليب قنوات التليفزيون المصري بما فيها المتخصصة, كان شحيحا في أن يعد برامج وحفلات في قنواته كما حدث في سنوات سابقة, باستثناء القناة الثانية التي قررت الاحتفاء بهذه المناسبة مع الأسر المصرية بالاستعانة بالفنان الكبير هاني شاكر, الذي لولاه لترك المتفرج التليفزيون نهائيا في هذه الليلة حيث تفوق التليفزيون اللبناني بكل قنواته, ببرامجه وسهراته المبهجة, وهي أهم رسالة يمكن أن يبثها التليفزيون في مثل هذه الليلة وغيرها من الليالي البحث عن البهجة, وهي الرسالة التي وقعت علي عاتق الفنان هاني شاكر فكان أهلا لها, بمساعدة شافكي المنيري والمخرج حمدي متولي.. فكانوا نقطة جذب للمتفرجين.. تألق هاني شاكر وغني أكثر من10 أغنيات, وكان موفقا في اختياراته, خاصة عندما غني علي البيانو ليه يا قلبي ليه, وألحقها بأغاني خايف أحب, حبيب حياتي ولو بتحب حقيقي.. كلها أغاني تحث علي الحب, الذي كنا نأمل أن نشعر به مع الساعات الأولي من العام الجديد لولا يد الغدر التي نالت من مصريين أبرياء, آثروا استقبال العام الجديد بالتضرع إلي الله. وفاء ونيس وربع مشكل.. وضع الفنان محمد صبحي تقليدا مهما يؤكد فيه مدي الوفاء الذي يحمله لكل من عمل معه, في مسلسله يوميات ونيس الذي تعددت حلقاته وتعددت أجزاؤه لتمتد سنوات وسنوات, حتي وصلت إلي الجزء السابع, ولا يفرط صبحي بسهولة في أي فنان يعمل معه.. مثال ذلك الفنان جميل راتب, الذي يتحمل الكثير من المشاقة حتي يستمر في دور الجد, حبا في العمل مع محمد صبحي, وحبا للعمل نفسه الذي حول كل العاملين فيه إلي أسرة واحدة, وقد تابع الجمهور بنفسه الأطفال وقد أصبحوا شبابا, منهم من أنهي تعليمه, ومنهم من تزوج.. وفي هذه السنوات فقدت أسرة ونيس عددا من فنانيها الذين رحلوا عن دنيانا, أخرهم الفنانة سعاد نصر, وفي لمسة وفاء من الفنان القدير محمد صبحي الذي يعمل دائما بمفهوم العائلة حتي في عروضه المسرحية, فتشعر أن هناك ارتباط إنساني فيما بينهم, لمسة الوفاء تلك لم نعتادها في الدراما التليفزيونية, فقد حرص علي أن يكتب في تترات الحلقات ذكري وتكريم لكل الأسماء التي رحلت عن دنيانا من عائلة ونيس.. وأصبح تقليدا في أعمال أخري, ففي الحلقات الكوميدية للبرنامج التليفزيوني ربع مشكل الذي حصل علي الجائزة الذهبية في مهرجان الإعلام العربي, رحل الفنان محمد علي احد أبطال العمل الأساسيين, فكتبوا له كلمة تقدير علي التترات, وقام فريق العمل أحمد فهمي وباسل مبارك وخالد عليش ومني هلا بإهداء جائزة العمل إلي اسمه, ويبدو أن البرنامج سيكون متعدد الأجزاء حيث تقرر تصوير جزء ثان له, جميل أن يبقي الفنانون بعض الوفاء لزملائهم.