تم بمكتبة الاسكندرية امس افتتاح ندوة / دولة عصرية .. تبني الحاضر وتمهد للمستقبل/تحت رعاية السيدة سوزان مبارك وبمناسبة احتفالات السلطنة بالعيد الوطني الاربعين المجيد . وافتتح الندوة الدكتور اسماعيل سراج الدين رئيس مكتبة الإسكندرية بحضور حمد بن محمد الراشدي وزير الإعلام واللواء صفاء الدين مصطفي كامل نائب محافظ الإسكندرية وعدد من المسئولين المصريين واساتذة الجامعات والمثقفين ورجال الاعلام والصحافة. وأكد الدكتور إسماعيل سراج الدين ان مكتبة الإسكندرية تحتفي اليوم بمرور أربعين عامًا علي تولي السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان الحكم في البلاد .. وقال في كلمة له اننا عرفنا السلطان قابوس سياسيا محنكا، وشهدت عمان في عهده تحولات كثيرة صعدت باقتصادها الي مرتبة أعلي بكثير مما كانت عليه. وأعرب من خلال هذه المناسبة عن الشكر الجزيل للسلطان علي دعمه مكتبة الإسكندرية عند إطلاق مشروع إحيائها بتبرع سخي مؤكدا ان ذلك يعكس اهتمامه بالثقافة والمثقفين، فكانت عمان أول بلد خليجي يحظي بدار أوبرا، ووزارة للتراث والثقافة بل نشهد بها تجربة مثمرة لتوظيف التراث في خدمة السياحة والحفاظ عليه بوصفه مكون رئيسي لشخصية هذا البلد العريق.وقال الدكتور اسماعيل سراج الدين رئيس مكتبة الإسكندرية إنه لمس خلال زيارته لعمان منذ اشهر قليلة التقدم الذي صارت عليه، وانه كلما دار نقاش بينه وبين آخرين من المختصين في العمارة، تستدعي الذاكرة علي الفور قلعتي الميراني والجلالي في مسقط، والبيت العماني بخصائصه، وكذلك مبني وزارة الخارجية الذي يعد تحفة معمارية جمعت بين الأصالة والمعاصرة، مضيفا انه هكذا هي عمان امتداد تاريخي مستمر شهدت فترات تراجع وازدهار، فكان اسطولها البحري يجوب المحيط الهندي، وكان لعمان فضل كبير في انتشار الإسلام في شرق إفريقيا، حيث كان لطبيعة العمانيين البسيطة والبشوشة دور كبير في قبول الأفارقة للعمانيين. واكد رئيس مكتبة الاسكندرية انه تربط عمان مع مصر روابط قوية، يري بعض الباحثين أنها تعود إلي العصور المصرية القديمة، بل ذهب بعض علماء المصريات أن بلاد بونت هي عمان، لكن ما نستطيع تاكيده هو أن هناك صلات تجارية بين مصر وعمان منذ العصور القديمة الي الآن.. مشيرا الي ان السلطنة تبنت سياسة الافصاح والتغيير التدريجي للانتقال من العزلة إلي الانفتاح . وقال ان ذلك ادي إلي تطور اقتصادي للسلطنة فاقتصادها المتنوع المعتمد علي الغاز الطبيعي، وكذلك الزراعة والصناعة الواعدة التي أنشأت من أجل تنميتها. وتابع إن هذا الاحتفال في مكتبة الإسكندرية، هو دعوة من المكتبة لكي يعرف المصريون المزيد عن السلطنة وهو دور اساسي للمكتبة منذ تأسيسها فهي ساحة للثقافات والحضارات والتبادل المعرفي. من جانبه أكد حمد بن محمد الراشدي وزير الإعلام علي متانة وقوة العلاقات الأخوية بين السلطنة وجمهورية مصر العربية في جميع المجالات وذلك بفضل التوجيهات السديدة للسلطان قابوس بن سعيد والرئيس محمد حسني مبارك مشيرا إلي تطور هذه العلاقات وثباتها علي الدوام. كما أعرب في كلمة له خلال افتتاح الندوة عن شكره وتقديره للسيدة سوزان مبارك لرعايتها هذه الندوة التي تعقد في مكتبة الإسكندرية وهي المنار والمخزون المعرفي الذي يحوي ذاكرة وتراث وحضارة مصر التي تستلهم منها الإنسانية الكثير. وقال إن تنظيم هذه الندوة يأتي في إطار احتفالات البلاد بالعيد الوطني الأربعين المجيد وهي مناسبة للتعريف بنجاحات وانجازات مسيرة النهضة المباركة. وركز وزير الإعلام في كلمته علي ثلاثة محاور وهي الشوري في السلطنة كتجربة ديمقراطية ناجحة والمرأة التي شاركت في عملية التنمية في البلاد و البحث العلمي وتوجهات تطويره.. وقال في هذا الصدد إن مجلس عمان الذي يتشكل من مجلسي الدولة المعين والشوري المنتخب ديمقراطيا إنما جاء لإرساء وترسيخ دعائم شوري صحيحة نابعة من تراث الوطن وقيمه وشريعته الإسلامية والأخذ بالمفيد من أساليب العصر وأدواته ليكون مؤسسة عمل وطني تنهض بواجباتها ودورها الحيوي في المشاركة الايجابية لتحقق مصالح المجتمع. وحول ما حظيت به المرأة العمانية منذ انطلاقة النهضة المباركة قال حمد بن محمد الراشدي وزير الإعلام انه بفضل عناية ورعاية السلطان قابوس بن سعيد فقد أتيح لها كل الفرص من اجل تحقيق طموحاتها وتطلعاتها المشروعة في ممارسة كامل دورها علي اساس من المساواة وتكافيء الفرص في مختلف ميادين العمل الوطني. واوضح فيما يتعلق بالبحث العلمي مشيرا الي انه يعد جزءا من إستراتيجية وطنية متكاملة علي طريق المواكبة واستحقاقات العصر في ظل بنية تعليمية توفر مصدرا غنيا من المواهب والكوادر المبدعة ودولة تتطلع لتعظيم نجاحاتها. واكد وزير علام ان السلطنة وفي اطار سعيها لبناء اقتصاد المعرفة فانها تولي اهتماما كبيرا للبحث العلمي باعتباره السبيل لتحقيق التنمية المستدامة ومن اجل ذلك شرعت في ايجاد البيئة المواتية من خلال تطوير النظام التعليمي بشكل عام والتعليم العالي بشكل خاص فيما تقدمه من دعم لتطوير مراكز البحث وتزويدها بالخبرات والتقنيات اللازمة لتكون الحاضن الجيد للبحوث والابتكارات العلمية ومصدر الهام للكوادر المبدعة وتنمية مهاراتها.