صكوك الاضحية الهدف منها اطعام الفقراء بسبب أرتفاع أسعار الاضاحي هذا العام , والظروف الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها المواطنون , لجأ العديد الي الصكوك , وكثرت منظمات المجتمع المدني التي تقوم بجمع صكوك الأضاحي , وتوزيعها علي الفقراء نيابة عن المضحين , وظهرت ايضا الاضاحي المستوردة التي يلجأ اليها البعض بسبب انخفاض اسعارها , وللتيسير اكثر علي المواطن ظهرت بعض المؤسسات التي تقوم بجمع الصكوك بنظام التقسيط , اي يدفع المضحي جزءا من الصك وتقسيط باقي المبلغ علي عدة شهور , هذا الامر اثار جدلا واسعا بين فقهاء وعلماء الدين , ففي الوقت الذي اعلنت فيه دار الافتاء إباحة الصكوك , إلا أن البعض افتي بأنه لا تجوز الوكالة في ذبح الأضحية بل انه يجب أن يشهد المضحي ذبحها ويطعم منها أهله ويوزع ثلثها كهدية لأقاربه ومعارفه والثلث الأخير صدقة للمحتاجين..
الجمعيات الخيرية ومؤسسات المجتمع المدني تتسابق كل عام لجمع صكوك الاضاحي وتوزيعها علي الفقرء والمحتاجين نيابة عن المضحين حيث يقول اللواء ممدوح شعبان مدير عام جمعية الاورمان ان الاقبال علي الصكوك هذا العام كبير نظرا لارتفاع اسعار الاضاحي هذا العام , وتقوم جمعية الاورمان بتوزيع 650 الف كيلو لحوم مستوردة من البرازيل واكثر من 400 ماشية بلدية يتم ذبحها وتوزيعها طوال ايام العيد , وتستهدف التوزيع علي اكثر اكثر من 500 الف اسرة بما يوازي 2 كيلو لكل اسرة , بما يعادل 35 مليون جنيه لاضاحي العيد . واضاف أن قيمه الصك في العجل المستورد تقدر حوالي 890 جنيه والذي يتراوح وزنه ما بين 410 كجم و 415 كجم و الصك بقيمه 1190 جنيها للعجل البلدي الصغير والذي يتراوح وزنه بين 325 كجم و 330 كجم و 1390 جنيها قيمه الصك في العجل البلدي الكبير و الذي يتراوح ما بين 390 كجم الي 400 كجم , موضحا ان دار الافتاء المصرية اجازت «صك الاضحية» وقالت انه يجوز لمن يصعب عليهم إقامة سُنَّة الأضحية بأنفسهم، أو من لا يجدون حولهم من يوزعون عليهم لحوم الأضاحي من الفقراء والمساكين، أو من يكون سكنه غير ملائم لعملية الذبح ، أو من يكون الوقت معه غير كاف لإتمامها، أو من يتعذر عليه ذبح أكثر من أضحية في مكان إقامته، وغير ذلك من الأسباب التي كثرت في عصرنا و بجواز إقامتها بأي طريقة أخري من طرق الإقامة إما عن طريق أشخاص، أو مؤسسات خيرية ، حرصًا علي مصلحة الفقراء. اما في بنك الطعام فيقول رضا سكر المدير التنفيذي لبنك الطعام يوجد نوعان من الصكوك، صك بلدي وصك مستورد , البلدي يصل سعرها الي (1100 جنيه ) ويتم الذبح في مصر خلال 4 أيام التشريق و التوزيع خلال أيام العيد و بعده مباشرة , ويقوم بنك الطعام المصري بتوزيع اللحوم بالنيابه عن المتبرع علي المستحقين و توصيلها إليهم في منازلهم , اما الأضحية المستوردة فسعرها 800 جنيه ويتم الذبح في الخارج في دول مثل أستراليا، نيوزيلاندا،السودان،اثيوبيا ،كينيا و البرازيل طبقاً للشريعة الإسلامية في أيام التشريق وفي حضور مندوب من المركز الإسلامي مع مندوب من بنك الطعام المصري . رجال الدين وإذا كانت دار الإفتاء أجازت صكوك الأضحية وذبحها في غير بلد المضحين, نظرا لقلة تكلفتها, ولم تشترط الذبح ببلد المضحي, مستندين علي رأي العلماء الشافعية, وأن حضور المضحي لأضحيته أمر مستحب ولا يجب .. حيث أكدت الدكتورة سعاد صالح أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر أن الأضحية شرعت سنة عن الرسول صلي الله عليه وسلم وعن سيدنا إبراهيم حينما فدي بها ابنه إسماعيل كما أمره الله سبحانه وتعالي ونزل فيها آيات في سورة الحج «والبدن جعلناها لكم من شعائر الله لكم فيها خير فاذكروا اسم الله عليها» وقال سبحانه وتعالي «لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَيٰ مِنْكُمْ» ومن هنا شرع الله الأضحية للحاج وغير الحاج ,ومن السنة أن يقوم المضحي بالذبح بنفسه حتي يقدم لله سبحانه وتعالي الشكر علي النعم التي أعطاها له الله , أما صك الأضحية فهو رخصة لمن أراد لأنها من باب الوكالة والنيابة ولا حرج في ذلك , فكل من وجد ظروفه الصحية أوالأسرية لا تسمح له بالأضحية بنفسه فإنه ينيب غيره , وهو ما يعرف بالصك لأننا نعطي المبلغ لأي جهة خيرية لتقوم بالشراء والذبح والتوزيع , وتوضح أن الأضحية تقسم إلي ثلث للمضحي وأهله وثلث لأقاربه ومحبيه وثلث للفقراء وإذا أراد المضحي أن يقوم بتوزيعها كلها فيعد ذلك من باب الصدقات , لذا فلا حرمة إطلاقا في صكوك الأضحية لأنها رخصة لمن لا يستطيع النحر في بيته وبنفسه. ويؤكد الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر السابق أنه يجوز الإنابة في الأضحية عن طريق الصكوك مثل صكوك الهدي في الحج , وذلك من خلال الدفع لجمعية المال المطلوب لتقوم بالذبح والتوزيع , ويوضح أن الإسلام لا ينظر لثمن الأضحية أو الصك وإنما شروطها أن تكون صحتها جيدة وليست عرجاء أو عمياء أو عجفاء أو عوراء وأن يكون عمر الخروف أو الجدي سنة والبقر أو الجاموس سنتين أما الجمل يكون عمره خمس سنوات , ويجوز إشتراك سبعة أفراد في جاموس أو جمل إنما الخروف أو الجدي يكون أضحية أسرة واحدة فقط .