والتقت »الأخبار« بالناجية الوحيدة من المفقودين والتي كانت في حالة يرثي لها بعد أن عاشت أكثر من 51 ساعة في الظلام وسط الصحراء تحت هدير الأمطار وصوت الرعد المرعب واضواء البرق الساطعة بملابس ممزقة وبدون غطاء أو طعام خاصة وأنها كانت تشاهد جثث زميلاتها تمر أمام أعينها طافية علي المياه بعد أن جرفتها السيول.. وقد أنقذتها صخرة تمكنت ياسمين من الصعود عليها. قالت ياسمين لقد كنت في غاية السعادة مع صديقتي منار أحمد صالح بعد أن قضينا يوما كاملا في المنيا وزرنا معالمها وبعد أن ساءت أحوال الطقس قامت الأستاذة سحر بتجميعنا وقررنا العودة ولقد نصحت المشرفة السائق بعدم المرور بالطريق الصحراوي الشرقي بسبب سوء الأحوال الجوية لكن السائق أصر علي رأيه بسبب قربه من الطريق وقصره وبعد أكثر من نصف ساعة فوجئنا بالاتوبيس يميل بجانبه وقفزت أنا وصديقتي منار منه وجرفتنا السيول وتفرقنا بسبب السيول حيث جرفتنا إلي حيث لا ندري وقد مضيت في المياه اكثر من ثلاث ساعات إلي أن عثرت علي صخرة أويت إليها وصعدت فوقها وقد اصبت بالارهاق التام.. ولم يغمض لي جفن حيث شاهدت جثث زميلاتي ومدرساتي تمر أمامي دون أن استطيع ان افعل لها شيئا وكنت استنجد بهم وهم لا يردون. إلي أن اشرقت الشمس وتحاملت علي نفسي وحاولت البحث عن مخرج وتهت في الصحراء حيث الرمال كانت تحيط بي من كل جانب إلي ان سمعت صوت سيارات في احد الجبال ولجأت إلي هناك حيث كان عمال المحجر وصاحبه قاموا بإطعامي وكسوتي بعد ان تمزقت ملابسي ونقلوني للمستشفي بعد ان اصبت بجروح وكدمات متفرقة في جسمي ولقد اصبت بحالة هستيرية بعد ان فقدت صديقتي منار وبعد ان اصبت بحالة من الرعب بسب المبيت وحيدة في العراء وسط الصحراء بدون أن ينقذ أحدنا ولا أدري كيف سأذهب إلي المدرسة وقد فقدت صديقتي الوحيدة فقد كنا نستذكر دروسنا معا ونفعل كل شئ معا. ، ويضيف حسن شقيق احمد ان الأهالي كونوا فرقا لانتشال الجثث من السيول وتم العثور علي 21 جثة لكل من المسعف محمد خضر محمد »42 سنة« سامح جرجس فهيم »32 سنة« عامل بالمدرسة، وسحر شعبان هاشم »74 سنة« مشرفة واسراء حسين أبوالعلا »42 سنة« مدرسة واسامة سيد مصطفي »54 سنة« مشرف والطالبات إيمان احمد شحاتة وأميرة محمد علي فرغلي ومنار جمال صالح وهيام عبدالصبور سيد واسماء رمضان جبر وجثة مجهولة.