في مثل هذا الشهر منذ 13 عاما تلقت أمريكا صفعة هي الأكبر في تاريخها حينما تعرضت لهجمات بالطائرات سقط فيها الآلاف في لحظة توقف عندها العالم أجمع وأضحت نقطة تحول تاريخية في علاقتها مع المسلمين عامة والعرب خاصة. وفي أعقاب هذه الهجمات سعت واشنطن جاهدة إلي تشكيل تحالفات لمحاربة ما أسمته الإرهاب في العالم في ظروف متشابهة جزئيا لا كليا مع تلك التي تعيشها المنطقة هذه الأيام من صعود نجم الجماعات المتطرفة وفي مقدمتها «داعش» الذي أصبح ينافس «القاعدة»، الذي اتهم بارتكاب هجمات 11 سبتمبر، في الوحشية والعدوانية، رغم علامات الاستفهام الكثيرة بشأن هذا التنظيم في ظل ظهوره المفاجئ وتمدده المستمر وعتاده ومعداته التي لم يعرف من أين جاءت وبأموال من. لذلك تسعي أمريكا الآن أن تعيد سيناريو ما بعد «أيلول الأسود» ولكن بأبطال آخرين فلن يكون البطل هنا هو تنظيم القاعدة ولا أسامة بن لادن بل «داعش» وأبو بكر البغدادي، في محاولة منها لتبييض وجهها أمام العالم في ظل اتهامات مستمرة ومتكررة بأنه «صناعة أمريكية»، وإذا لم تكن صنعته بطريقة مباشرة فهي علي الأقل ساهمت بالجزء الأكبر في ظهوره من خلال سياستها المتخبطة التي تسببت في شق الصفوف وتنامي العداء بين أبناء الشعب الواحد. وفي سبيل وقاية المنطقة من خطر «داعش» وتصحيح أخطاء أمريكية ما زال الوطن العربي يدفع ثمنها منذ أيلول الأسود ويبدو أنه سيظل يدفع كثيرا، بدأ التحالف ضد هذا التنظيم يتشكل رويدا رويدا علي أمل أن يظهر بشكله النهائي خلال أيام قليلة. ورغم ربط البعض بين تشكيل هذا التحالف وما سبق وقامت به أمريكا أثناء غزو العراق عام 2003 عندما شكلت تحالفا من 49 دولة، إلا أن الوضع في هذه الحالة يختلف كليا عما سبق لأن الخطر لم يعد علي الولاياتالمتحدة فقط ولكن طال دولا عربية ووضع أخري في طور الانتظار.