امتلأت الصحف بالأرقام.. حتي أن المواطن المصري - وأنا منهم - نسي الحساب والأرقام والجمع والطرح.. ملايين ومليارات لتطوير المستشفيات وأخري للضمان الاجتماعي والمعاشات وزيادة المرتبات، والمرافق والصرف الصحي، بالاضافة إلي ملايين من فرص العمل والاف المدارس والاتوبيسات العامة، والاف الاراضي لتوسعات المدن الجديدة. آلاف التصريحات ومليارات الأرقام لرفع مستوي معيشة المواطن المصري. كل ذلك يجري العمل عليه بينما يعاني المواطن المصري من أزمة استفحلت حتي يبدو أنه ليس هناك حل.. مشكلة تساهم في تأجيل وربما فشل معظم عمليات التنمية المجتمعية التي تعمل عليها الحكومة والحزب خلال الخمس سنوات القادمة. إنها ازمة المرور أو علي الاصح توقف المرور.. الاسبوع الماضي كله توقفت حركة المرور بالقاهرة الكبري.. رجال وسيدات وشباب وأطفال توقفوا داخل السيارات والاتوبيسات والميكروباصات والمترو -المعطل دائما - وعلي الارصفة في إنتظار سير حركة المرور.. حتي أن عسكري المرور والضباط اصبحا من ضحايا هذا التوقف. من حق المواطن المصري أن يعرف قبل ان يخرج إلي عمله ماذا يحدث في الشارع، وكم ستستغرق رحلته إلي العمل أو الجامعة أو المدرسة والعودة منها.. وهل هناك مؤتمر او إحتفالية أو وفود أجنبية؟ هل مترو الانفاق معطل؟ هل هناك ماسورة مياه منفجرة والدنيا غرقت؟ معلومات.. إنها مجرد معلومات يجب علي أجهزة الدولة أن تعمل علي توفيرها للمواطن المصري كل ساعة علي الاقل من خلال الإذاعة أو التليفزيون أو داخل محطات مترو الانفاق.. فإذا توافرت تلك المعلومات استطاع المواطن المصري توجيه طاقاته التي تهدر يوميا في الوقوف داخل وسائل المواصلات ووقته الذي يهدر أيضا بالساعات بدون إنجاز. إن الملايين والمليارات والآلاف التي تتحدث عنها الحكومة لن تجدي في مجتمع متوقف ولا تحترم فيه أجهزة الدولة قيمة المواطن وطاقاته ووقته الذي يصب في النهاية لصالح المجتمع وتنميته ورفع مستوي معيشته. ولاّ هو كلام وأرقام وخلاص