الحديث متصل حول التوجه الاعلامي إلي افريقيا وهو الحديث الذي تعرضت فيه في مقال الاسبوع الماضي للدور المهم الذي قام به الاعلام المصري في نهاية الخمسينيات وبدايات الستينيات في القرن الماضي دعما لحركات المقاومة الافريقية بواسطة الاذاعات الموجهة. العصر اختلف وهذا الاختلاف يتطلب اساليب مختلفة والتليفزيون الفضائي اصبح الوسيلة الافضل في مخاطبة الشعوب، من هنا يجب ان يعاد النظر في الخطاب الاعلامي الذي توجهه قناة النيل الدولية الناطقة بالانجليزية والفرنسية. وأري ان يتم بث هذه القناة علي قمر يغطي القارة الافريقية وان توضع «خريطة البرامج» بعناية لتشمل برامج موجهة للعديد من شعوب افريقيا بلغاتها مثل الهوسا والفولاني والسواحيلي وغيرها من اللغات المحلية بالاضافة للبرامج التي توجه بالانجليزية والفرنسية لان اغلبية الدول الافريقية تتحدث احدي اللغتين الانجليزية او الفرنسية إلي جانب لغاتها المحلية. اما نوعية الخطاب فيجب ان يعني بإبراز اهمية «التعاون» في جميع المجالات التي تحقق مصالح مشتركة لمصر وللشعوب الافريقية مع ابتكار برامج تعني بإلقاء الضوء علي العلاقات التاريخية وعلي اهمية تعاون دول القارة في هذا العصر الذي تتجمع فيه دول القارات الاخري في تحالفات واتحادات تحقق لكل الشعوب الافريقية مصالحها الحيوية. بمثل هذا التوجه الاعلامي تعود مصر إلي مكانتها الطبيعية في قارتها الافريقية.