حتي تستطيع ان تتفهم ما يجري في العراق الان، لابد ان تلقي نظرة فاحصة ومتأملة علي ما تعرض له العراق، وما جري فيه من احداث ووقائع خلال الاحد عشر عاما الماضية، والتي بدأت بالغزو والاحتلال الامريكي لبلاد الرافدين، وانتهت الي ما نحن أمامه اليوم. واذا ما دققنا النظر في المأساة العراقية، لوجدنا انها بدأت بمجموعة من الادعاءات والاكاذيب الامريكية، لتبرير ما اعتزمت القيام به من غزو واحتلال للعراق، بالمخالفة للقانون الدولي، والمباديء الواردة في ميثاق الاممالمتحدة، والتي تحرم بل وتجرم احتلال اراضي الغير وانتهاك سيادة الدول. وكانت اكثر الادعاءات الامريكية مخالفة للواقع التي استندت اليها الولاياتالمتحدة لشن الحرب علي العراق واحتلاله في عام 2003 هي الادعاء بوجود ترسانة من اسلحة الدمار الشامل في حوزة صدام حسين، بما يجعله مصدر تهديد خطير لأمن وسلامة المنطقة العربية والشرق الأوسط ،....، بل والعالم اجمع. أما اكثر الاكاذيب فجاجة التي اطلقتها الولاياتالمتحدة تبريرا للغزو والاحتلال، وروجت لها ونشرتها في العالم كله والمنطقة العربية علي وجه الخصوص، فكانت القول بأن هدفها من الغزو هو مصلحة الشعب العراقي، وانها تسعي لتحريره من حكم الطاغية صدام، وتحويل العراق الي دولة ديمقراطية حرة متطورة وحديثة. وباسم الحرية والديمقراطية، ولمصلحة الشعب العراقي، ولانقاذ العالم من اسلحة الدمار الشامل، قامت ترسانة الاسلحة الامريكية من الطائرات القاذفة، والصواريخ الكروز، والقنابل الفتاكة بتدمير العراق وهدمه وتخريبه، وتحويله الي اشلاء ممزقة وبقايا ركام وانقاض ،....، ثم دخلت جحافل القوات الامريكيةالعراق واحتلته. وتحت شعار الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان، تم القضاء علي الجيش العراقي بالكامل، وتحطيم وتسريح الشرطة واجهزة الامن، ونشر الطائفية واشعال نيران الفتنة في المجتمع العراقي، واشاعة الفوضي، وفتح الباب واسعا امام العنف والارهاب والاقتتال الداخلي والحرب الاهلية ،....، ،....، وفي ظل ذلك كله كان من الطبيعي ان يصل العراق الي ما هو فيه اليوم، فهذا هو حصاد ما زرعته امريكا في الارض العراقية منذ 2003 وحتي الان.