قرر القائد العام، وزير الدفاع، الفريق أول صدقي صبحي، مساندة جهود المجموعة 73 مؤرخين، أصدر أوامره بتسهيل مهمة المجموعة التي تأسست من مجموعة شباب وضعوا نصب أعينهم الحفاظ علي الذاكرة الوطنية للأمة من خلال ركنها الرئيسي، ذاكرة الجيش وتاريخه الحديث، خاصة خلال حربي الاستنزاف وأكتوبر، أشرت من قبل في عبور إلي مهمة المجموعة، وجهد شبابها الذي يقوده المؤرخ أحمد زايد، وإجرائهم عشرات المقابلات المصورة مع قيادات التشكيلات المختلفة المقاتلة، وإصدارهم كتاباً عن معارك الطيران وجمعهم شهادات حية موثقة من الطيارين وأفراد القوات الجوية، وتأسيسهم موقعاً علي الإنترنت زاره حتي الآن أكثر من سبعة ملايين زائر. إنني أشكر القائد العام وأمتن له كمواطن حريص علي ذاكرة أمته، وكشاهد علي أداء الجيش المصري العظيم، أقدم جيوش العالم علي الإطلاق، المؤسسة الحضارية المرتبطة بحضور مصر في الزمان والمكان، المستهدفة الآن، من أخطر العوامل السلبية التي سادت فيما تلا حرب أكتوبر، إحاطة الجيش بسياج سميك، لم يسلط الضوء علي المعارك الأسطورية التي خاضها في حروبه المعاصرة والقديمة، لم تحو مناهج التعليم تفاصيل كافية عن أحمس وحور محب وعيسي العوام والظاهر بيبرس وسيف الدين قطز قاهر المغول أو طومانباي الشهيد الذي قاوم الغزاة العثمانيين، حيث شُنق علي باب زويلة، خرجت إلي الوجود أجيال لا تعرف شيئا عن أحمد عرابي ومحمود سامي البارودي والقائم مقام محمد عبيد الذي استشهد فوق التل الكبير وهو يدافع عن الكنانة ضد الإنجليز، وصولاً إلي شهداء الأمة في فلسطين وحتي حربي الاستنزاف وأكتوبر ومن قبل مقاومة الاحتلال في القناة والعدوان الثلاثي في 1956. لم تنظم الرحلات لطلاب المدارس إلي واحد من أروع متاحف مصر، أعني المتحف الحربي في القلعة، لم تنتج أفلام وثائقية أو روائية عن إبراهيم الرفاعي وعصام الدالي، وشفيق ندي متري سدراك ومحمد زرد وغيرهم آلاف، أصبح الاهتمام بالجيش موسمياً، فقط يوم السادس من أكتوبر، وتضاءل مع الوقت حتي أصبح احتفالا مدرسيا باهتا، قيمة الجهد الذي يبذله شباب المجموعة 73 مؤرخين (نلاحظ أن الاسم يوازي المجموعة 39 قتال، التي حاربت معارك أسطورية بقيادة الشهيد إبراهيم الرفاعي). هذا المجهود دافعه وطني بحت، وقد دفعوا من أموالهم وما يملكون، ولذلك تجيئ توجيهات القائد العام لكي تساعدهم وتمكنهم من تحقيق مشروعهم النبيل بالحفاظ علي ذاكرة الجيش، أي ذاكرة الوطن، وفي ظرف دقيق حساس. سيادة القائد العام، وزير الدفاع، الفريق أول صدقي صبحي. شكراً عميقاً لك.