من المؤكد ان الشرعية لها معني آخر في عرف المتاجرين والانتهازيين الذين سلطتهم الظروف علي وطننا الذي ابتلي بهم. هذه العصابة كانت وراء الشرعية المزيفة التي دفعت بجماعة الإرهاب الإخواني إلي حكم مصر. عبروا عن تأييدهم ومساندتهم لها بصورة فجة مثيرة للريبة والاشمئزاز.. كان كل همهم إخفاء حقيقة عمالتهم لقوي خارجية تحالفت مع هذا التنظيم الإرهابي من أجل خدمة مصالحها. لم يدر بخلد أحد منهم أنه من الممكن ان تكشف الأيام والأحداث حقيقتهم التي تتناقض تماما مع الشعارات التي كانوا يروجون لها. ان بعضهم غيروا مواقعهم من هذا الحكم الفاشي القائم علي المتاجرة بالدين بعد أن عمد إلي تهميشهم توافقا مع مبادئه التي لا تعترف سوي بمن تربوا وترعرعوا في كنف الفكر الإخواني.. لجأوا إلي التضليل لخداع الشعب الذي صُدم فيما اتسمت به أفكارهم وسلوكياتهم المنافية للوطنية، تمثل ذلك في ادعاء وقوفهم علي غير الحقيقة مع الشعب الذي تمكن بثورة 30 يونيو من إسقاط هذا النظام الإرهابي المتآمر علي الأمن الوطني. هذه الفئة التي كانت سندا للإرهاب الإخواني حاولت ان تسطو علي ثورة 30 يونيو بنفس أسلوب التسلط والخداع الذي أتاح لهذه الجماعة السطو علي ثورة 25 يناير. من سوء حظهم انه قد تم اكتشاف حقيقتهم في الوقت المناسب وهو ما أدي إلي أن يتولي الشعب إفشال مخططهم في الانتخابات الرئاسية. كل جهود التشكيك والتآمر تركزت في محاولة منع أن يكون لمصر رئيس قوي قادر علي أن يعبر محنة الحقبة الإخوانية المدعمة بالانتهازيين والعملاء وهو ما تجسد في فوز هذا الرئيس الذي اختاره الشعب بأكثر من 23 مليون صوت انتخابي. هذا الذي حدث يعود بنا مرة أخري للحديث عن الفرق بين شرعية مرشح جماعة الإرهاب محمد مرسي المستمدة من الإرهاب والتزييف والتواطؤ والضغوط الخارجية التي مكنته من الحصول في الانتخابات المزورة عام 2012 علي 13 مليون صوت.. وبين شرعية عبدالفتاح السيسي الذي تفوق عليه بعشرة ملايين صوت في انتخابات حقيقية شفافة ونزيهة. في هذا الشأن فإن الشعب لا يمكن ان ينسي لقائمة الانتهازيين العملاء المتاجرين بالشعارات إشادتهم بشرعية محمد مرسي المزورة وتسميته كذبا وعدوانا بأنه أول رئيس منتخب! إن هذا السلوك الذي يجسد كل معاني التدليس السياسي يعد الأخطر علي الأمن القومي للوطن. ليس أمامنا في هذه اللحظة الفارقة التي ترتبط بإعلان من اختاره الشعب رئيسا بإرادته الحرة سوي ان نشكر المولي جلت قدرته علي أن أتاح الظروف لفضح هؤلاء المتآمرين. ليس هناك ما يجب ان يقال في هذه المناسبة التاريخية سوي المطالبة باليقظة والحذر من تسلل هذه العناصر إلي صفوفنا مرة أخري.