د. أحمد درة يبدو أن أحدا من المسئولين عن إدارة العملية الانتخابية لم يستعن بالأرصاد الجوية ولا أحد من الفرق العاملة بالسياسة وحشد الجماهير قد بذل جهدا في تذليل العقبات الكثار أمام الناس ليصلوا إلي لجانهم والادلاء بأصواتهم في انتخابات أقل ما توصف به أنها مصيرية لكل الأطراف، لكنه طرف واحد علي مدي يوم ونصف قد نجح في إثارة البلبلة ووضع العراقيل وبث الخوف مستغلا أخطاء جساما كادت أن تؤدي إلي كارثة وانهيار لكل الآمال والطموحات التي يرجوها الشعب ويتطلع إليها. لقد كان الحر الحرور كفيلا بأن يضرب الشباب ناهيك عن كبار السن الذين بادروا وخرجوا مبكرين وذلك بما يعرف بالانهاك الحراري ولو في الظل أو ضربة الشمس، معظم الناس اليوم من أصحاب الأمراض صغيرها وكبيرها، وأيضا كانت مشاهد الرعب والقتل والتفجيرات طيلة الشهور الماضية، كفيلة لكي يحجم كثير عن تكبد ما يتكبدونه للوصول إلي اللجان وهم تحت وطأة الخوف والرعب مهما تلقوا من وعود بتوفير الأمن، ثم هذه الكيانات السياسية المؤيدة للمرشحين، لم تكن أبدا علي مستوي المسئولية أو الخبرة التي تجمع الناس وتمكنهم من الغاية، إلا قليلا في بعض القري والريف استفادوا من خبرات المتقاعدين فجلبوا الناس ومكنوا لهم وعلي الجانب الآخر مارست الإخوان أقصي درجات الخدع السياسية وأعدت العدة لابطال الأصوات بالآلاف في تكتم شديد، واشاعة كل المعوقات لاثناء المتحمسين ضدهم وابعادهم عن التصويت. نعم كانت حربا ساخنة وباردة في آن واحد، لولا صحوة البسطاء الغلابة الذين لم يحظوا بلقاء مرشحهم أو الفضفضة معه عن آلامهم وأحزانهم المزمنة، هؤلاء من أنقذوا المسيرة، هؤلاء كان لديهم عبقرية الاخلاص، فاكتشفوا ألاعيب الإخوان وأخطاء النخبة والإدارة، وواجهوا الحرارة الخمسينية وازدحام الطرق إلي اللجان وبعد المسافات ودفعوا الجنيهات التي في جيوبهم للمستغلين من أصحاب الميكروباص وهيئة النقل العام التي كذبت عليهم ولم توفر لهم المواصلات مجانا كما أذيع. هذه هي مصر الشعب المطحون الذي قلب الموازين وواجه كل هؤلاء في لحظة عصيبة متمسكا بما ثار من أجله، رافضا كل هؤلاء، فهل وصلتك رسالتهم العظيمة يا رئيسنا القادم؟! كانوا بعيدا عن الشعب أعتقد أنه قد بانت الآن أخطاء الثرثرة الإعلامية وخطورة الكلام المعاد والمكرر والوجوه المقررة علي الشعب كأنها القدر، كان هناك من يندب ويستغيث ويتوسل من الاستديو المكيف، وكان هناك من يقف في الطوابير يكافح كل المتاريس التي وضعت في سبيله لكي يصل إلي صوته ويودعه أمانة في رقبة الرجل الذي وعده بالخير، لقد كان الكذب يسيل من الأفواه هنا وهناك، وتأكد كل عاقل من ان الذين خططوا واستدرجوا الرجل إلي لقاءات باهتة لم يكن لهم أي تأثير في القواعد الشعبية بل عند ظهور أناس بعينهم في هذه اللقاءات غير كثير من المحترمين رأيهم وآثروا الصمت، إلا أن الأروقة الطيبة أصرت علي تلقين كل هؤلاء درسا قاسيا أنهم علي العهد ماضون، وأن محركهم الأول حب هذا الوطن الذي يفتقر إليه المخادعون. يا حسنها الموصوف للنظر أفاق فؤادي من طول رقادي.. وأطرق الطرف حين بدت، بدرا يطل علي الوادي.. يا حسنها الموصوف للنظر، حتي يعود إلي وصله الماضي سل من صدري الحنين وخدلها من دمي وسهادي.