قال د.ماجد عثمان في حديثه حول الاحتفال باليوبيل الفضي للمركز غدا وبعد غد: نحن نسعي لمواكبة التطورات وتقليل الفجوة بين القيم السائدة في المجتمع والسياسات العامة وانه منذ 52 عاما وتحديدا في عام 5891 ظهرت فكرة انشاء المركز وتكون مهمته دعم اتخاذ القرار من خلال استخدام التكنولوجيا المناسبة التي بدأت اثارها الايجابية تنعكس علي جميع مجالات الحياة. وعلي مدار ربع قرن اصبح مؤسسة حكومية رائدة تفخر مصر بوجودها وواجهة مشرفة في مجال دعم القرار عربيا وعالميا.. وتم اختياره كأفضل مؤسسة حكومية علي مستوي الوطن العربي عام 2002. واضاف بأن المركز اكد طوال مسيرة عمله في التصدي للقضايا الجماهيرية والاستراتيجية وتنمية البنية الاساسية للمعلومات بمصر واعداد جيل متميز من شباب الخريجين والعاملين في مجال تكنولوجيا المعلومات والتعاون مع الجهات المتخصصة وتبادل الخبرات مع المؤسسات الدولية.. وشارك المركز في تنفيذ عدد من المشروعات التي كان لها تأثير ملموس علي المواطن المصري حيث قام بإحداث طفرة وضعت مصر في مكانة مميزة عالميا في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.. حيث كان له دور فعال في مشروع الرقم القومي للمواطن والذي استطاع من خلاله بالتعاون مع وزارة الداخلية في انجاز قواعد بيانات لكل المصريين الذين ولدوا منذ عام 0091 كما انجز المركز قاعدة للتشريعات المصرية تضم التشريعات التي صدرت عبر قرنين من الزمان بالصورة التي تساعد في القضاء علي التشريعات والقوانين المتضاربة.. فضلا عن مساهمة المركز في تنمية المكتبات المصرية وفي انشاء مركز استطلاعات الرأي العام. وفي رده عن الشكوك حول مجاملة المركز للحكومة في اصداراته واستطلاعات الرأي التي يجريها في ظل تبعية المركز لمجلس الوزراء يقول د.ماجد عثمان نحن نسعي إلي تقديم تصور متكامل عن طبيعية الوضع الاقتصادي والاجتماعي في البلاد.. كما يعد عنصرا الدقة والجودة من العناصر الاساسية التي تميز المركز.. لذا فان اصداراته واستطلاعات الرأي التي يجريها تكون محايدة تماما بالمقارنة بمؤسسات بحثية اخري قد يكون لها اجندة معينة، كما يجب التوضيح ان تقييم استطلاع الرأي يتوقف علي نوع المنهج الذي يتم الاستناد اليه والموضوعية في التناول والاعتماد علي الاساليب العلمية في التحليل وليس علي طبيعة الجهة التي تجريه. ويكمل: استعد المركز جيدا للاحتفال باليوبيل الفضي غدا وبعد غد بالقرية الذكية، والاحتفالية هي ختام عام من الانشطة في مجال مراجعة تجارب الماضي والتخطيط للمستقبل، وتتضمن اجندة اليوم الاول حضور رئيس مجلس الوزراء وعدد من الشخصيات البارزة التي ساهمت في انجازات المركز خلال ربع قرن، مع إلقاء الضوء علي الدروس المستفادة خلال هذه السنوات، بينما يتضمن اليوم الثاني للاحتفالية جلسات تركز علي ما سيقوم به مركز المعلومات خلال الاعوام الخمسة القادمة، حيث ستتم اتاحة الفرصة للمتخصصين ومنظمات المجتمع المدني والاكاديميين والاعلاميين المشاركة في بلورة ورسم هذه الاجندة المستقبلية اذ تم تخصيص جلسة بعنوان »رحلة في عقل المواطن المصري« سيتم خلالها تسليط الضوء علي القيم الحاكمة لسلوكيات المواطن كما ان هناك جلسة اخري بعنوان »الاعلام الجديد: مرحلة ما بعد ويكليكس« سيناقش خلالها عدد من الخبراء والمتخصصين التطورات التي شهدها مجال الاعلام وصولا إلي تسريبات وثائق موقع ويكليكس وما اثارته من ردود فعل كبيرة علي المستوي العالمي والمشاركون في جلسات اليوم الثاني لن يقتصروا علي المسئولين الحكوميين بل ستكون مساهمة المجتمع المدني غالبة سواء من الاكاديميين أو البرلمانيين أو الاعلاميين أو الفنانين أو ممثلي الجمعيات الاهلية والقطاع الخاص. وما تقييمك لما اثير بشأن وثائق ويكليكس وتبعات ذلك في ضوء اهتمام المركز بالاعلام الجديد؟ يرد: اعتقد ان التطور التكنولوجي المتلاحق والمتصاعد فرض تغيرا في أنماط السلوك وفي الوسائل التي يعبرون بها من خلالها عن افكارهم ووجهات نظرهم، وفي هذا الشأن كان للمركز السبق في اصدار تقارير عن الاعلام الجديد بما يشمله من مدونات وشبكات اجتماعية جديدة مثل الفيس بوك وتويتر وغيرهما لذا اعتقد ان ما اثير بشأن وثائق موقع ويكليكس هو امتداد للتطورات التي احدثها الاندماج بين الوسائل الاعلامية والانترنت، وعلي المستوي الشخصي فإنني نظرت إلي وثائق ويكليكس بمنظور »ديمقراطية التكنولوجيا« بمعني ان اي شخص لديه ذكاء الآن يستطيع اختراق نظم معقدة وهذا ستكون تبعاته توجيه مزيد من الموارد والاهتمام الي الامن المعلوماتي في ظل ثورة تكنولوجية الثابت الوحيد فيها هو التغير. واكد د. ماجد عثمان ان المركز يساهم في حل مشكلات المجتمع بصورة إيجابية ويسعي دائماً لمواكبة الاحداث والتطورات التي يشهدها المجتمع المصري لذا فإنه يولي اهتماماً كبيراً بالدراسات المستقبلية لمختلف المجالات بناء علي ما يتوافر من معلومات وبيانات حالية وفي هذا الصدد فإن المركز سيركز علي القطاعات التي تقود الاقتصاد المصري خلال المستقبل وستساهم في حل مشكلات مثل البطالة وارتفاع الاسعار وفي مقدمة هذه القطاعات الاهتمام بالاقتصاد الصحراوي وزيادة الاستفادة من الموارد المتاحة لدينا في مثل موقعها الفريد كما انه في اطار سعي المركز للتعامل مع قضية الاسعار وتضييق الفجوة بين الاسعار العالمية والمحلية فإنه بصدد اطلاق مشروع رصد الاسعار علي المستوي المحلي بالتعاون مع وزارة المالية. ويختتم د. ماجد عثمان أن القضايا الجماهيرية تتصدر أولوية اهتمامات المركز فعلي بالتأكيد هناك أمثلة عديدة علي ذلك سبيل المثال بعد صدور قرار بإضافة عدد من السلع التموينية الإلزامية علي بطاقات التموين عام 3002 أجري المركز دراسات استطلاعية حول درجة رضا المستفيدين من البطاقات التموينية عن السلع المضافة وبتحليل آراء المواطنين تم التوصل لوجود 4 سلع تموينية لا يحتاجها المواطنون وبعرض هذه الدراسة ونتائجها تم اتخاذ قرار فوري باستبعاد هذه السلع الأربعة من الحصة التموينية مما ترتب عليه إرضاء المواطن وتوفير حوالي نصف مليار جنيه لموازنة الدولة.