الصمت الذي حرص علي اتباعه والزام معظم أعضاء جهازه والمعاونين له والذي انتهجه الكابتن حسن شحاتة المدير الفني للمنتخب الوطني الأول لكرة القدم أصبح غير كاف ولاشاف لغليل وشوق الجماهير الغفيرة الرياضية للاطمئنان علي منتخب البلاد ولا علي اللاعبين وإزالة حالة الاحباط انقشاع الغمة التي اظلت الساحة بعد العرض المتواضع والمستوي الهزيل والنتيجة والهزيمة الغريبة التي انتهت بها مباراته الودية مع المنتخب القطري التي جرت يوم الخميس الماضي. كما أن التصريحات الخاوية والعبارات الفارغة التي اطلقها الكابتن سمير زاهر رئيس الاتحاد المصري لكرة القدم والتي قال فيها إنه سيعقد اجتماعا عاجلا مع »المعلم« شحاتة لبحث أسباب الهزيمة باتت مستفزة وغير موحية أو لائقة.. لأنها تكررت يوم التعادل المحبط مع سيراليون والخسارة المزلة من النيجر وخلت تماما من الصدق وابتعدت عن الصواب واصبحت مجرد كلمات جوفاء خرقاء لاحياة فيها ولانماء يتم اطلاقها دوما من علي اسطوانة مشروخة تدار بصورة عفوية تلقائية ومن علي جهاز عتيق للاسطوانات يؤثر بالسلب علي النبرات والنغمات الصادرة منه فلا يصل صداها أو معناها إلي المتلقين. وإذا كان الصمت غير كاف والتصريحات الجوفاء غير مرغوبة أو مطلوبة.. فما العمل وكيف الخلاص من هذا الشبح وتلك الكبوة التي جثمت علي صدور الجميع واصابتهم بالهلع ودفعتهم للاحساس بالاحباط وقادتهم للشعور باليأس الذي بات قريبا من نفوسهم وباتوا أقرب ما يكونون من الاقتناع بأن منتخبهم الذي كان بالأمس القريب بطلا للقارة السمراء لثلاث دورات متعاقبة واحتل عن جدارة واستحقاق المركز التاسع في التصنيف العالمي لن يشارك في نهائيات كأس أمم افريقيا القادمة بغينيا والجابون وانه لن يتأهل من خلال مجموعة تصوروا انها ضعيفة شارك معه فيها منتخبات مغمورة أمثال سيراليون والنيجر ومنتخب متوسط الشهرة هو جنوب افريقيا. السعي مطلوب ولأن المصري لا يعرف اليأس وأنه لا يأس مع الحياة وان الأمل باق حتي ولو تخللته شعاعات خافتة من الضوء جعلته اشبه بالسراب.. فأن السعي لابد وأن يتواصل والعمل لابد وأن يستمر.. والجهد يلزم ان يتنامي ويتصاعد.. لكن وآه من كلمة لكن.. لابد أولا أن نكاشف أنفسنا بالأخطاء التي شارك فيها الجميع بلا استثناء.. قيادات الرياضة المصرية واتحاد الكرة.. وأعضاء الجهاز الفني.. واللاعبين وحتي الجماهير والتي انحصر دورها في التشجيع وتعاظمت ثقتها في المسئولين وتضاعف آملها في تحقيق الانتصارات ومواصلة البطولات فلم تبد تحفظها أو تعلن خشيتها أو حتي تضع في احتمالاتها وقوع هزائم أو حدوث خسائر. قيادات الرياضة المصرية المتمثلة في المهندس حسن صقر اكتفي بتوجيه تحذير بعدم قبول أية هدايا عينية أو مادية من الجانب القطري واكتفي بإبداء الثقة في قيادات اتحاد الكرة لإدارة الأمور بحرفية وفنية.. وقيادات اتحاد الكرة اكتفت بالمباركات والاشارات واطلقت العبارات والتصريحات.. وكلها كلمات فقط غير مقرونة بالعمل أو مصحوبة بالفعل وخلت من المضمون الهادف أو النتاج الوافر.. أما الجهاز الفني فلعله يدرك تماما انه ارتكب اخطاء قاتلة في كل اجراءاته.. في الاختيار والتشكيل والخطة والإدارة والتغيير والتعديل.. ولعل هذه الأخطاء القاتلة هي التي اجبرته علي الصمت وحتي عندما تكلم احدهم خرجت كلماته غير مقنعة أو متسقة مع طبيعة الحال. ونحن لا نبكي علي اللبن المسكوب.. ولن نستغل الفرصة غير الطيبة ونطالب بثورة عارمة وقرارات هائجة ربما جاءت متسرعة ومتعجلة ولا تأتي بالنتيجة المرجوة أو يحقق الهدف المنشود.. وانما نحن نطالب الجميع بالبقاء في مقاعدهم واحتلال مراكزهم لكن بطريقة منتجة وواعية ومؤثرة وفاعلة.. نطالب المهندس حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة للالتفات إلي اتحاد الكرة والشعور بأنه ليس علي المستوي اللائق لتحمل سمعة وهيبة الكرة المصرية وحده وانه منشغل بأمور هامشية ربحية واقتصادية بأكثر من اهتمامه بالأمور الفنية.. ونطالب اتحاد الكرة بمنح المنتخبات واهمها المنتخب الوطني وجهازه بقيادة حسن شحاتة مساحة أكبر وأهمية أوسع وتركيز أوفر والتنسيق بشدة في كل المدخلات والمخرجات خلال الفترة القادمة. أما الجهاز الفني فأننا نناشد حضرة المحترم حسن شحاتة المبادرة بالخروج من صمته ليس بهدف الاستماع إلي صوته الرخيم وانما لمتابعة اعمال وافعال واجراءات عاجلة.. مثلا لابد للكابتن شحاتة من البحث عن عناصر شبابية موهوبة جديدة لديها حس وطني وحماس أكيد للدفاع عن السمعة الوطنية.. لابد للكابتن شحاتة من وضع برنامج مكثف يؤدي من خلاله ليس أقل من خمس مباريات ودية مع منتخبات افريقية تشابه في ادائها جنوب افريقيا لتجربة العناصر الجديدة وتعميق التفاهم وترسيخ التعاون بين الخطوط والجبهات.. لابد من اقتناع الاخ شحاتة بأن هناك بعض العناصر لا تستحق أن ترتدي الشارة الدولية وانها تشارك كبدلاء في انديتها ومن ثم فهي لا تصلح لتمثيل المنتخب حتي ولو في اللقاءات الودية.. وأن هناك بعض النجوم لا تسعفهم امكاناتهم البدنية من الاستمرار طوال التسعين دقيقة وان هناك بعض الأساسيين يحتاجون لتهيئة نفسية واضافة الكثير من خاصية التوازن الانفعالي حتي لا يخسر المنتخب جهودهم لاصاباتهم بحالة من الهياج والانفعال.