محمد السكران- أحمد الأشقر ليس غريبا أن يقودنا نظامنا التعليمي المتردي الي ذيل الأمم في أساليب التربية.. وأحدث هذه الدراسات آخر تصنيف لمؤسسة "بيرسون فيو" العالمية أحد أكبر المؤسسات المعنية بتقييم درجات التعليم لدي الدول بخروج مصر وجميع الدول العربية من قائمة افضل 40 دولة عالميا في حين احتل المركز الأول والثاني كل من كوريا الجنوبية وفنلندا جاء ذلك في اخر تقرير لها والذي تضمن نتائج الامتحانات الدولية وبيانات تتعلق بمعدلات التخرج حتي العام الماضي . ويستند هذا التصنيف الحديث علي سلسلة من نتائج الاختبارات العالمية واجراءات تتعلق بنظم التعليم، والثقافة العامة للدولة مثل عدد الأشخاص الذين يذهبون إلي التعليم الجامعي ومكانة المعلم التي يتمتع بها داخل هذه الدول. وتأتي بعد كوريا الجنوبية وفنلندا، ثلاث دول أسيوية تتمتع بأداء عال أيضا في نظم التعليم وهي هونغ كونغ واليابان وسنغافوره. وتأتي بريطانيا أيضا في مقدمة مجموعة من الدول تصنف علي أنها فوق المعدل، وهي هولندا، ونيوزيلندا، وكندا، وايرلندا. وفي المرتبة الأخيرة في هذا التصنيف دول المكسيك والبرازيل واندونيسيا. وتعتمد هذه المقارنات علي الاختبارات التي تؤخذ للتقييم كل ثلاثة أوأربعة أعوام، وفي مجالات محددة مثل الرياضيات، والعلوم، ومعرفة القراءة والكتابة، وبالتالي تقدم صورة تنظر إلي الخلف لعدة سنوات. لكن الهدف من هذا التصنيف كما يقول القائمون علي المؤسسة الدولية هوتقديم رؤية متعددة الجوانب للانجازات التعليمية، وخلق قاعدة بيانات يمكن تحديثها بمرور الوقت، وذلك ضمن مشروع تطلق عليه مؤسسة بيرسون اسم "منحني التعلم". وبالنظر إلي النظم التعليمية التي حققت نجاحا ملحوظا، توصلت الدراسة التي أعدها القائمون علي هذا التصنيف إلي نتيجة مفادها أن الإنفاق علي التعليم عامل مهم، لكنه ليس بنفس أهمية أن تكون هناك ثقافة داعمة للتعلم. كما تقول الدراسة أيضا إن الإنفاق علي التعليم هوإجراء سهل، لكن الإجراء الأصعب هونظرة المجتمع للتعليم والتي يمكن أن تحدث فرقا كبيرا. ويعكس نجاح الدول الأسيوية في هذا التصنيف القيمة الكبيرة التي تقدم للتعليم، وكذلك لتوقعات الآباء من التعليم في هذه الدول. ويؤكد التقرير أيضا علي أهمية المعلمين ذوي الكفاءة العالية والحاجة لإيجاد طرق لتعيين أفضل المعلمين، وقد يكون ذلك مرتبطا بوضع المعلم داخل الدولة، والاحترام الوظيفي الذي يحظي به، بالإضافة إلي مستوي الدخل الذي يحصل عليه. ويري د. محمد السكران الخبير التربوي الي ان خروج الدول العربية ومصر من تصنيف بيرسون يرجع في المقام الاول الي نظام التعليم الكارثي داخل مصر بمختلف عناصره ابتداء من المدرسة التي لا تصلح اطلاقا لتعليم الطلبة من حيث الامكانيات والبيئة العامة , مرورا بالمناهج الدراسية المختلفة ونهاية بغياب ما يتعلق بمقومات الهوية المصرية وبحقوق الانسان وبثقافة المواطنة بشكل عام داخل مصر والذي يتم تدريسه بالتدريج في مختلف المراحل الدراسية . بالاضافة الي ان المعلم المصري الذي يراه د. محمد انه غير مقتنع بمهنته وانه يعمل بها تجنبا للبطالة لا يحظي بالمكانة العالية التي من المفترض ان يتمتع بها , فضلا عن ان طرق التدريس والمناهج تعمق ثقافتي الحفظ والاستظهار وتبتعد كل البعد عن ثقافة الابداع والفكر والاختراع وهذا ما يعاني منه التعليم المصري والذي يبتعد به عن الهدف الاساسي والمكانة التي لابد وان يكون بها لمواجهة تحديات العصر . اما بالنسبة لفتح ابواب التدريس والمدارس امام الاتظمة التعليمية الدولية داخل مصر فيري د. محمد ان مناهج هذه المدارس وسياستها تبعد الطلاب عن الولاء لوطنهم وهوما يجب ان نقاومه بشكل قوي لانها تشكل اختراقا للامن القومي وترسيخ للثقافة الغربية داخل الدول العربية وابعاد ابنائها عن الثقافة العربية بالاضافة الي المدارس الدينية التي لا تقل خطورة عن المدارس الدولية والتي ترسخ مبادئ التعصب وعدم قبول الاخر . وفي النهاية فان بالتعليم السليم تتقدم الامم وباغفاله تنطوي في زوايا النسيان وذلك فلابد وان يحتل التعليم الاولوية المصرية السياسية وان يتم وضع خطط استراتيجية واليات واقعية ودقيقة وفعالة تعمل علي تحديث المنظومة التعليمية بشكل جيد يواكب التطور والاساليب الحديثة علي مستوي العالم . واوضح د. احمد الاشقر نقيب معلمي 6 اكتوبر الي ان المشكلة الاساسية داخل مصر هي ان المنظومة التعليمية يتم ادارتها باجتهادات شخصية وان المدارس المتعددة الاشكال والتي منها الخاص والازهري والمدارس التابعة للجمعيات الاهلية هي ما جعلت التعليم اشبه ب"سمك لبن تمر هندي " وذلك يرجع الي عدم وجود هوية قومية للتعليم داخل مصر وغياب جهة اساسية رسمية تتحكم في النظام التعليمي بالكامل منذ المراحل التعليمية الاولي وحتي التعليم الجامعي , وهذا ناتج عن عدم وجود رؤية واضحة للتعليم وعدم ايمان بأهميته , والذي من المفترض ان يأخد ذلك علي عاتقه المثقفون وقادة الرأي وان تكون هذه قضيتهم الاساسية في مصر لانها اهم بكثير اهمية من الهجمات الاقتصادية اوالارهابية ولابد ان يحدث حراك مجتمعي وان يكون التعليم وتطويره هواهم الاولويات .