موضوع زيارة الأقباط للأماكن المقدسة وليس لإسرائيل أخذ حجماً أكثر من أبعاده!! وهذا شئ مؤلم ومؤسف، كان يجب ألا يتناوله رجال الدين قي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بمثل هذا التعنت!!أود أن أذكر الحقائق الآتية وأضعها أمام أعضاء المجمع المقدس ووكيل عام البطريركية بالإسكندرية: منذ بضع سنوات وفي حبرية البابا شنودة الثالث توجه الأنبا دوماديوس (مطران الجيزة في ذلك الوقت - توفي منذ بضع سنوات) لزيارة القدس وهو علي كرسي متحرك، وهو عضو مجمع مقدس. فهل قام بخرق قرار المجمع أم أخذ موافقة البابا شنودة الثالث؟ وإن كان قد تم هذا، فهنا توجد عدم عدالة في المعاملة!! وعندما سافر كان معه أسقف آخر أسقف عام الجيزة (حالياً أسقف الجيزة)، وهذا خرق آخر للقرار من عضو آخر بالمجمع المقدس. في نحو منتصف التسعينيات كان الأنبا بنيامين أسقف المنوفية الحالي نائباً بابوياً بالإسكندرية وهو عضو مجمع مقدس، سمح لعضو مجلس ملي سكندري (صديق له) بالسفر للقدس وقال له: (إذا سألك البابا شنودة عن سبب السفر، قل له: كنت في مهمة علمية!!). أي مهمة علمية هذه؟ أعتقد أن الكذب هو الذي يستحق عقوبة كنسية. هل عرفتم التمييز الحادث بداخل الكنيسة. مسموح للأقباط ببلاد المهجر (أوروبا وأمريكا وأستراليا) بالسفر للقدس مادام معهم جواز سفر أجنبي!! وهذا تدخل سافر للسياسة في الدين!! أم بسبب أن أقباط المهجر هم مصدر التبرعات الوفيرة التي تصل الكنيسة بينما شعب مصر الفقير والمحتاج الذي لا يملك أن يسدد مطالب الحياة اليومية نضاعف عليه آلامه ومعاناته وننزل به العقوبات. ارحموا الناس. لدي الكنيسة القبطية تمثيل بالقدس وذلك في وجود مطران مبارك جداً الله يسبغ عليه بالشفاء من أمراضه ومعه رهبان وكهنة. فلماذا لم نستدع المطران والرهبان والكهنة ليُبقوا في القاهرة حتي يعودوا مرة أخري وأيديهم في أيدي أخوتهم المسلمين!! منذ عام 1948 وقت الاحتلال الإسرائيلي لأرض فلسطين لم يحدث أن قام المجمع المقدس بمنع الأقباط بزيارة القدس، وبعد عدوان 1967 لم يحدث أن قام المجمع المقدس في حبرية البابا كيرلس السادس البطريرك 116 بمنع الأقباط من زيارة القدس. العقوبات الكنسية لها أصولها وقواعدها وكلها خاصة بالعمل الروحي وليس بالسياسي. من الأفضل أن تبتعد الكنيسة عن السياسة وتتفرغ لرسالتها الروحية المُكلفة بها. تهتم أكثر بالتمسك بالتقاليد الكنسية والقوانين الكنسية وليس الأمور السياسية. لا أكتب هذا دفاعاً عن نفسي، فأنا لم أزر القدس من قبل ولم أفكر في زيارة القدس إطلاقاً وحتي إن زرتها فسيكون بمحض إرادتي الحرة التي خُلقت بها، ولكني أدافع عن أخوتي الأقباط المساكين الذين لم يجدوا أباً واحداً يدافع عنهم ولا يهتم بمشاكلهم ولا يشعر بمتطلباتهم. لا تُحمّلوا الناس أحمالاً أكثر.