عينان أوضح من نهار حاولت تقريب المسافة مابين عينيها وقلبي حاولت إيقاف الدوار ليتها تبقي علي تلك المسافة أو تذيب حوافر الغرباء في الطرقات قبل الانكسار حاااااا ول ردت عليً تحيتي فتحت ذراعيها وغابت (كالمريد).. ألقت بما في حجرها.. وإذا بأنفاسي تزيد أهلاً بعاشقنا المهذب.. في دولة الأقزام في الوطن الجديد من قصيدة للشاعر اليمني محمد عبده الشجاع في ديوانه "جرحاً توحد كي ينتقي شكل موته"، ولقد اعتدنا في شعرنا العربي المعاصر تداخل الخاص بالعام بما يسقط إحباط الشاعر وعذابات تجربة عشقه الإنساني علي محيط السياسة وقلق النضال وشخص الوطن الذي غالبا ماتمثله عينا المحبوبة في ألق وتوهج ودموع وانكسار جراء مايحيق بعالمنا العربي الكبير من اغتراب واحتراب واستهداف وأيضاً تخاذل ممن يملك القرار، أقول هذا عارفاً أنك تشعر بعموم معاناة الشاعر رغم خصوصية تجربته،فغالبا في وطننا الكبير الشعر واحد والحزن واحد والجرح واحد، ودائماً مايكون الحلم واحدا. ومن العجب أن ألم ربيعنا العربي ومخاض ثوراته ومآلاتها وتعرج مساراتها ومحاولات استلابها أيضاً واحد، لافرق بين يمن وتونس وليبيا ومصر، حيث تنكر الربيع لعشاقه والناسكين حوله التواقين لجماله، وارتمي في أحضان دعاة القبح، فضل الجلافة والتخلف علي الرومانسية والتطلع. ولقد حاول الشاعر قراءة عيون الوطن التي كان صفاؤها في وضوح النهار، وحاول تقريب المسافة بينهما وأن يوقف لحظة الاهتزاز والارتجاج والدوار، وتمني لو تبقي الحبيبة "الوطن" علي اقترابها من أحلامه، أو حتي لاتسمح لجحافل الغرباء الطامعين المقتحمين حتي لايكون الانكسار، حاول بكل الطاقة، لكنها عندما فتحت ذراعيها، لم تكن احتفاء به، وإنما سبحت في ملكوت ورؤي غيبتها عنه وتماهت مع المجهول، وألقت بما في الحجر من عشم وأمل وأواصل عشرة وزمن تراكم بينها، فإذا بأنفاسه تسخر منه، وكأن لسان حاله يعاتبه لأنه كان عاشقاً عذرياً في دولة اغتربت عنه ووطن لم يعد بعد جديدا. تري لوكتب ذلك شاب مصري لاختلفت الكلمات أو المشاعر والتشبيهات؟ أشك. وحتي تصدقني، تابعه في قصيدة أخري حيث يقول: شاخ الجذع وظل الفرع وارف وذوي الشحاذ إلي الظل، بعد أن.... أقفلت أبوابها كل المصارف. وتابعه في قصيدة أخري إذ يقول: أنا لا أقرر من أكون أنا أقصد الأرض مجازاً إما... أن يصل الجميع إلي هناء أو نستعيد مجازنا لنعود أدراج السماء وكأنه ينشد الخلاص جماعة، أو يحمل الحلم معه ورفاقه إلي مدارج السماء. أما قصيدته التي حملت عنوان الديوان "جرحاً توحد كي ينتقي شكل موته"، فيقول فيها: حين تصفق تلك الجدران تأكد أن الجوع يطاردها يتواري الضوء ليحفر قبراً للباعة لأسراب الذباب الطائر في الشوارع للبطالة المقنعة وللأحزاب التي شاخت للصغار الهاربين من رعب المدارس حين تصفق تلك الجدران تأكد أن القاتل نام قرير العين وأن جرحاً توحد كي ينتقي شكل موته وأن نبض القلب واحد. مع الأبيات تذكرت كل من تناثرت دماؤهم الطاهرة تروي نهر الطريق بينما نهتف، عيش حرية عدالة اجتماعية، علي وعلي وعلي الصوت عمر الثورة مايوم حتموت، دقت الساعة العاشرة وألتفت أطالع نشرة الأخبار بينما الوطن كان لايزال يعد القهوة في انكسار لزائر غريب.