د. محمد بن عمر القايدى جمود الإعلام الإسلامي حقيقة أظن أن الكثيرين من المتابعين يتفقون عليها! نعم هذه هي الحقيقة وإن كانت صادمة، فيعتمد الإعلام الإسلامي في أغلب الأحيان علي قوة المضمون ولكن علي حساب الشكل، وإن كان التغيير في المنهج الدعوي لايجوز فإن التغيير في الأساليب والوسائل الدعوية مطلوب وضرورة بل هو ما حث عليه الدين ودلت عليه عموم النصوص. الإسلام حارب الجمود علي المألوف، والتقليد الذي يعمي أصحابه عن رؤية الحقيقة، لأن الدعوة الإسلامية لا تتوقف عند بيئة معينة أو زمان معين، ولكنها تتسع لتخاطب الناس في كل زمان ومكان، انطلاقا من صلاحية هذه الرسالة لكل الأزمنة، وكل الأمكنة، وكل الظروف والمتغيرات. ويعتبر الإعلان عن الإسلام ركيزة أساسية من ركائز الدعوة الإسلامية ، انطلاقا مما ورد في كتاب الله الذي يؤكد علي فريضة «الدعوة» في قوله تعالي في سورة النحل «ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين» وفي آل عمران «كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر»، وفي سورة النساء «لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما» ومئات المواضع في كتابه العزيز وسنة رسولنا الكريم. يريد المشاهد منا كدعاة أن نفكر خرج الصندوق وان نطور من أدائنا إلي الأفضل وان نعلو بأخلاقنا ولغتنا ولا ننجر إلي رد إساءة البعض لنا بنفس طريقتهم ولكن يجب أن نسمو عن ذلك وان نغلب طبائعنا وأخلاقنا فهذا هو أساس الدعوة «التعامل بأخلاق الدين» وهو ما أدخل الإسلام إلي دول كثيرة دون غزو بالعقل وليس بالسيف عندما سما الدعاة الأولون عن معاملة الناس بمثل ما كانوا يتعاملون به وتعاملوا بأخلاق الدين الإسلامي وهو ما جعل الإسلام ينتشر في الكثير من بقاع الأرض، يا أيها الدعاة كونواأفعالا لا ردود أفعال، كونوا قادة تكونوا سادة، أصبح الكثير من الدعاة أبواقا لأحزاب سياسية فكانوا كالغراب الذي أراد أن يقلد مشية الطاووس فضيع المشيتين. تأملت في حال الإعلام الإسلامي فتخصصت فيه وكانت أطروحتي لنيل رسالة الدكتوراة تتحدث عن هذا الموضوع تحديدا،، ومن ثم جاءت أفكار البرامج التي شاركت في أعدادها وتقديمها وهي «مسلم وأفتخر» ومن بعده «إبحار» وهي تطوير شكل ومضمون الإعلام الإسلامي والبعد عن الشكل التقليدي المعروف لأن الدعوة رسالة يجب أن تأخذ من فكرنا وجهدنا ما تستحق فوجدت انه لزاما عليّ تطوير المنظور الإعلامي للدعوة وتقديم الرسالة الإعلامية الدعوية بشكل شائق جذاب يدفع المشاهد للتفكير والتأمل من خلال التعرف علي شعوب ودول أخري وعادات وتقاليد مختلفة وعبادات زينها الشيطان لإصحابها حتي نشعر بنعمة المولي عزوجل علينا بأن خلقنا مسلمين. ومن الجانب الآخر تحقيق أهداف الدعوة بإطلاع هؤلاء علي أخلاق ديننا الإسلامي ودعوتهم إلي الدين الحق وتذكير البعض ممن تبع أجدادهم الإسلام في تلك الدول علي يد الدعاة الأولين ثم أضلهم الشيطان عن سبيل الله للعودة إلي الطريق القويم والي الدين الحق وقد أسفر «إبحارنا» في مدغشقر عن الخير الكثير حيث اعتنق الإسلام 46 شخصا بل ووجدنا تعطشا كبيرا لدي الكثيرين منهم للتعرف علي الدين الإسلامي وقواعده وأصوله علي قلة الدعاة بتلك المناطق وهناك الكثير من البشر علي وجه تلك الأرض يبحثون عن الحقيقة بغير هادي ينتظرون من يدلهم إلي الطريق، وأدعو الدعاة في مشارق الأرض ومغاربها إلي الإلتفات إلي هؤلاء وتوصيل رسالة الله إلي شتي بقاع الأرض لأن هذا هو دورنا الحقيقي. يادعاتنا اجعلوا رسالتكم طاهرة صافية كماء زمزم، ارتفعوا عن مستنقعات السياسة وألاعيب السياسيين فأنتم كالطيور وما أري السياسة إلا قفصا سيقيد حريتكم ويمنعكم من الطيران والسمو والارتفاع.