يطل علينا فصل الربيع من كل عام حاملا المناسبات السعيدة والاحتفالات الخاصة بالمرأة والاسرة، غدا نحتفل بيوم المرأة العالمي وبعد أسبوع يجيء الاحتفال بيوم المرأة المصرية الموافق 16 مارس، ثم تلتف الاسرة حول الام للاحتفال بست الحبايب والتي وصفها الفيلسوف سقراط ب «اجمل هدية قدمها الله للإنسانية». يشكل الثامن من مارس من كل عام محطة سنوية للوقوف علي حصيلة ما حققته المرأة من مكتسبات أو إخفاقات بعد ان اختارت منظمة الاممالمتحدة يوم 8 مارس ليصبح يوما عالميا للمرأة تلتزم به الدول الاعضاء في المنظمة، جاء هذا القرار عام 1977 تخليدا لذكري مجموعة من عاملات النسيج اللاتي خرجن للتظاهر يوم 8 مارس عام 1908 في شوارع نيويورك وهن حاملات قطعا من الخبز وباقات الورد في خطوة رمزية لها دلالتهاحيث اخترن لحركتهن الاحتجاجية شعار «خبز وورد» وطالبت المسيرة بتخفيض ساعات العمل وعدم تشغيل الاطفال ومنح النساء حق الاقتراع ولكن الشرطة تدخلت بطريقة وحشية وشب حريق داخل المصنع أدي لوقوع ضحايا وقتلي. وبعد عدة اعوام اتخذت المرأة الاوروبية من هذا اليوم عيدا للمرأة في أعقاب مؤتمر عقد في كوبنهاجن ثم جاء اعلان منظمة الاممالمتحدة مؤكدا انه عيد عالمي للمرأة ورمزالنضالها وأوصت بإقامة الاحتفالات والندوات. وهذا العام أكد بان كي مون امين عام الاممالمتحدة في كلمة ألقاها بمناسبة الاحتفال بيوم المرأة ان المساواة بين الجنسين هي اهم العوامل المؤدية للتنمية وشدد علي الدور الحيوي للمرأة وبوصفها عاملا مهما من عوامل التنمية وبالتحديد قال: «ان الدول التي ترتفع فيها نسبة المساواة بين الجنسين تشهد نموا اقتصاديا افضل وان الشركات التي تتولي امورها قيادات نسائية يكون اداؤها احسن» واوضح ان تزايد عدد النساء في البرلمان في اي دولة يسفر عن سن تشريعات لخدمة القضايا الرئيسية كالصحة والتعليم ومناهضة التمييز ومؤازرة الطفولة وان منح المرأة المساواة يحقق التقدم للجميع وكان شعار احتفالية هذا العام «المساواة للمرأة تقدم للجميع». وأتطلع هذا العام للاحتفال بيوم المرأة المصرية والذي يوافق ذكري خروج مظاهرات نسائية حاشدة ضد الاستعمار البريطاني عام 1919 تحت رعاية صفية زغلول وهدي شعراوي واخذت المتظاهرات يحملن اعلام الهلال مع الصليب كرمز للوحدة الوطنية ومن بينهن سقطت الكثيرات واستشهدت حميدة خليل اول شهيدة مصرية من اجل استقلال البلاد ومنذ ذلك التاريخ عملت المرأة علي تغيير الصورة النمطية في المجتمع. ومن ميدان التحرير الي المشاركة في صياغة دستور مصر لعبت المرأة المصرية دورا رئيسيا الي جانب الرجل في المطالبة بالتغيير والاصلاح.. واصبحت اصوات المرأة مسموعة وبذلن مجهودات مضنية لرفض التهميش والمطالبة بحقوق متساوية.. تعالت اصوات نساء مثل تهاني الجبالي ومرفت تلاوي ومني ذو الفقار وسكينة فؤاد وغيرهن مما اسفر عن وجود اربع وزيرات في حكومة إبراهيم محلب الجديدة. ولن ننسي دور المرأة في شتي نواحي الحياة فالمرأة هي الام بالدرجة لاولي وتستحق ان تكون كل ايامها اعيادا، فبدونها لا تكون الاسرة.. نحتفل بها يوم عيد الام، هي نصف المجتمع لا بل نصف العالم كله.