لم أسمع عن جراحات « الجاما نايف « لعلاج اورام المخ بدون فتح الدماغ إلا عندما كنت في المملكة الاردنية منذ ما يقرب من عشر سنوات. وقتها تباهي أمامي أحد اطباء المملكة بأنها الدولة العربية الاولي التي أسست مركزا للجاما نايف،وقتها دهشت ان تكون مصر متأخرة في العلاج بهذه التكنولوجيا التي احدثت ثورة في عالم الجراحات الدقيقة جدا بهذه التقنية. بعد رحلة طويلة من التحاليل والفحوص والاشعات لمعرفة اسباب ضمور العصب البصري بعيني اليمني ارشدنا الرنين المغناطيسي لورم بالغدة النخامية ،اتفق اثنان من كبار جراحة المخ علي عدم التدخل الجراحي التقليدي في تلك المنطقة من قاع المخ، كل منهما نصح بالتعامل مع الورم بمركز « الجاما نايف» بمعهد ناصر،عاد إلي سمعي من جديد جراحات «الجاما نايف» التي تباهي بها امامي الطبيب الاردني، تلك الجراحات التي لا تسال فيها قطرة دم ولا تفتح فيها الرأس،ولا تحتاج لتخدير كامل، لكن سوء سمعة المستشفيات الحكومية خلقت بيني وبين معهد ناصر حاجزا نفسيا زال بمجرد ان علمت ان المركز مشروع مصري سويدي تم تأسيسه 2001 في مبني مستأجر من وزارة الصحة بمعهد ناصر. عندما تذهب للمركز تشعر من الوهلة الاولي أن نظافة المكان المحاط بحدائق تريح النفس عكس ما تراه من صورة قبيحة ومزرية في اغلب المستشفيات الحكومية التي تعاني من الفوضي والعشوائية في كل شيء،المركز يعمل وفق « نظام» يحترم المريض ويقدم له الخدمة في سهولة ويسر، وجوه مصرية من كافة المحافظات، وجوه عربية يتم استقبالها، كل في دوره، من طاقم تسجيل البيانات الاداري علي الحاسوب واستلام الاشعات والتحاليل واعطاء المريض رقما للملف الذي سيتعامل به مع المركز، هكذا استقبلني المشرف الاداري عاطف حمودة، في الموعد المحدد تلقيت اتصالا منه يخبرني بضرورة استكمال تحاليل اخري ورنين مغناطيسي جديد، بعد اجراء المطلوب يتم تحديد ميعاد مع د. وائل عبد الحليم المدير الطبي للمركز الذي يطلعك علي نتيجة دراسة الحالة ويضع امامك خيارات العلاج، يشرح ويجيب علي كل ما تطرحه من استفسارات، بعدها تستكمل احدي عضوات فريق التمريض بيانات تتعلق بتاريخك المرضي وتشرح تعليمات ما قبل العملية ويوم العملية وما بعدها، والموسيقي التي تفضل سماعها أثناء العملية، أو القاريء الذي تحب سماع آيات الذكر الكريم بصوته، أو القس الذي تحب سماع عظته إن كنت مسيحيا، كل هذه الإجراءات تتم مجانا، بعدها يتم سؤالك ان كنت من سيتحمل تكاليف الجراحة والعلاج أم ان هناك جهة ما ستتكفل بذلك، بعد السداد يحدد يوم الجلسة التي يغادر المريض المركز في نهايتها وتستمر المتابعة لمدة عامين. عرف العالم علاج اورام المخ والاعصاب عام 1968، وقد تم علاج 700 ألف حالة حتي الان في عمليات استعصي علي الجراحة التقليدية القيام بها،فكرة « الجاما نايف « تقوم علي تدمير الخلايا السرطانية،حميدة أو خبيثة ،بقتلها في مهدها وايقاف نشاطهاعن طريق اشعة « جاما» دون التأثير علي انسجة وخلايا المخ الاخري وبدقة متناهية، وقد اسعدني حصول المركز المصري للجاما نايف علي شهادة الريادة من بين جميع المراكز الطبية المتخصصة في مختلف أنحاء العالم خلال المؤتمر السنوي لمنظمة الصحة والسياحة العلاجية، وقد أشارد.مصطفي الأسمر رئيس المركز إلي أن هذا الاعتراف الدولي يؤكد تميز مصر وتقدمها في هذا المجال الذي يفتح الآمال أما المهتمون بالسياحة لاستغلاله في خدمة السياحة العلاجية التي تعاني من تدهور، خاصة وان سمعة المركز عالميا تشهد بكفاءة فريقه الطبي الذي تدرب علي يد البروفيسور السويدي «جيريمي جانز» بقيادة د. عمرو رفعت مدير المركز ود. وائل عبد الحليم المدير الطبي للمركز ود. عمرو الشهابي، ود.هشام العزازي، وفريق التمريض المتميز، والادارة الواعية التي دفعت بالمركز لتركيب احدث جهاز للجاما نايف يعادل مثيله بالولايات المتحدة ،لدينا الكفاءات الطبية العالية، ما ينقص مستشفياتنا التي تعذب المريض وتهينه هو الادارة والنظام والايمان بحق المواطن الغلبان في العلاج.