لاجدال أن هزلية واشنطن التي تضمنت آخر فصولها الاعلان عن فشلها في اقناع اسرائيل بوقف الاستيطان الاحتلالي غير المشروع في الأراضي الفلسطينية شيء يدعو إلي السخرية الضاحكة. ان ما حدث ان دل علي شيء فإنما يدل علي مدي سذاجة الولاياتالمتحدة والقائم علي الاعتقاد الكاذب السائد لدي ادارتها بأنها تستطيع ان تواصل خداعها وتكذب إلي ما لا نهاية. معني هذا الاعلان الساخر من جانب واشنطن والذي سبق أن تناقلته الأنباء منذ حوالي عشرة أيام وتناولته في مقال بالتعليق أن دولة القطب الواحد التي تنفق علي اسرائيل وتضمن وجودها بالمال والسلاح والدعم السياسي تعجز عن اصدار التعليمات لها بوقف الاستيطان غير المشروع من أجل فتح الطريق أمام استئناف مفاوضات السلام لتنفيذ مشروعها بقيام الدولتين الفلسطينية والاسرائيلية!!. هل يمكن لأحد أن يصدق هذا الهزل؟ ان المبرر الوحيد لمثل هذا الموقف غير الأخلاقي والذي يتعارض مع قرارات الشرعية الدولية ووعود واشنطن بالعمل علي دفع عملية السلام هو مشاركة تل أبيب في مشروعها الاستيطاني وانها راضية تماما عن سياستها وعن استمرار عدوانها علي الفلسطينيين وكل حقوق الأمة العربية والإسلامية. ويبدو أن إدارة أوباما بفكرها الساذج قد شعرت بأن اعلانها بشأن فشلها في اقناع ربيبتها اسرائيل بوقف الاستيطان وكما يقولون مسألة »واسعة« قوي.. فاضطرت إلي العودة مرة أخري إلي أسلوب المناورة تواصلا لسياسة خداع العالم العربي والاسلامي والتلاعب بمشاعره وتوجهاته.. تجسد ذلك فيما أعلنه المتحدث باسم الخارجية الأمريكية أمس وتحت تأثير رد الفعل السلبي للمجتمع الدولي إزاء نكتة اعلان الفشل الأمريكي بأن واشنطن مازالت عند موقفها باعتبار ان الاستيطان عمل غير مشروع!! يافرحتي بهذا الكلام المسموم الذي يحمل في طياته كل مقومات التواطؤ. ان ما أعلنه هذا المتحدث المسكين الذي من المؤكد انه يشعر في داخل نفسه بالخجل ينطبق عليه القول المأثور »اسمع كلامك اصدقك.. اشوف أمورك أستعجب«. لقد حان الوقت لأن يدرك الساسة الأمريكيون انه لا أحد في العالم أصبح يصدقهم أو يثق في نواياهم وسلوكياتهم.. انهم علي استعداد دوما لأن يلقوا بمصالحهم ومصالح الأمة الأمريكية كلها إلي التهلكة من أجل ارضاء اسرائيل واللوبي الصهيوني الذي يقود العالم إلي الكارثة. كل مصائب العالم شمالا وجنوبا وشرقا وغربا وبالأخص في منطقة الشرق الأوسط الحساسة ترجع أصولها وجذورها وأسبابها إلي الألاعيب الصهيونية القائمة علي العنصرية والتوسع والهيمنة وليس أبدا الرغبة في العيش في سلام. انهم يريدون ان يهدموا المعبد علي الجميع بما فيهم اليهود وأمريكا وكل العالم. بالطبع فإنهم لا يجدون صدرا حنونا لتنفيذ هذا المخطط الجهنمي سوي غباء الولاياتالمتحدة التي لا تفسير لانقيادها لهم سوي انها باعت نفسها للشيطان. وفي هذا المجال أعود مرة أخري للفلسطينيين والعرب لأقول لهم انه لم يعد أمامهم سوي الصمود والتمسك بكل حقوقهم وكفي تنازلات حيث لم يعد أمامهم بعد ذلك سوي التسليم والاستسلام ليصبحوا بعد ذلك مثل هنود أمريكا الحمر في منطقة الشرق الأوسط. وسط هذه الاحداث المأساوية لا يخفي الموقف المصري الواضح والحاسم تجاه هذه التطورات انطلاقا من الثوابت السياسية وهو ما أكدته مباحثات الرئيس مبارك مع الرئيس الفلسطيني أبو مازن وعبرت عنه تصريحات أحمد أبو الغيط وزير الخارجية الذي أدان عرقلة إسرائيل لمفاوضات السلام بأصرارها علي الاستيطان غير المشروع. أيها الفلسطينيون يمكنكم أن تتمسكوا بثوابتكم وتستعدوا لما هو أسوأ كفاحا ونضالا وتضحية يدفع ثمنها غاليا أمن واستقرار اسرائيل وحلفاؤهم والعالم. أما أنتم أيها العرب.. فإنكم مطالبون بالوقوف صفا واحدا بأمكاناتكم وأموالكم ومشروعيتكم دعما وسندا للفلسطينيين المطالبون بالتوحد في مواجهة الخطر الذي يستهدف ابادتهم والقضاء عليهم.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.