بورصة المزاج في العالي.. والكيف سعره غالي التجار قلبوها احتكار.. سخنوها وولعوا الأسعار سرقوا الشريبة علي سهوة.. واتحكموا في الشاي والقهوة قالوا للأخلاق في السوق »باي«.. ومش مهم يقول الغلابة »جاااي«! الشاي، مشروب شعبي يمثل الكيف الشرعي للمصريين منذ القدم.. لا يخلو أي بيت أو حتي أي مكان منه.. يعني تزور أي صديق يبادرك بالقول: »تشرب شاي«؟.. وأكثر فئة استهلاكا للشاي هم أبناء الريف.. »تظبيط الدماغ عند الفلاح بالشاي التقيل«!.. لكن خلال الفترة الأخيرة أصبح هذا »التظبيط« مكلفا.. فسعر كيلو الشاي المخلوط بنشارة الخشب المصبوغة وبرادة الحديد وقشر العدس أبوجبة قفز خلال 18 شهرا فقط من 61 إلي02 إلي 22 إلي 82 ثم 23 جنيها.. هذه القفزات المتتالية تمت رغم استيرادنا للشاي بسعر رخيص للغاية، وذلك وفقا لاتفاقية الكوميسا مع الدول الافريقية التي تورد لنا الشاي دون جمارك! ولأن السكر لازم وضروري لحبكة الشاي الكشري والفرسكة وأبو فتلة، فقد زات تكلفة »تظبيطه الدماغ« خاصة بالنسبة للفقراء من الشريبة.. حيث ارتفع سعر الكيلوجرام إلي 056 قرشا.. والمطروح بسعر أرخص في المجمعات لا يكفي.. وأصبح التاجر »علي مزاجه« في تحديد السعر!! نعيش أزمة سكر، رغم الامكانيات المعطلة للانتاج المحلي، فلدينا محصول القصب.. ولدينا مئات الآلاف من الأفدنة الصالحة لزراعة البنجر.. لكن يبدو أن الاستيراد أفضل.. والسكر يزيد حلاوة عندما يزيد ثراء المستوردين!.. و»شاي دايم يا اللي ريحتكم تفطر الصايم«!