هو حلمي وحلمك وحلم الملايين من المصريين.. البطل الشعبي المغوار الذي دخل قلوب وعقول المصريين.. الذي جاء لنا في المنام ليحقق أحلامنا ثم تحول الحلم إلي حقيقة..لكن لو تم ترشحه للرئاسة هل أنتخبه..؟ نعم سأنتخبه ولكن هنا تكمن المشكلة...! قد يكون المشير عبد الفتاح السيسي هو رجل المرحلة الخطرة التي تعيشها مصر حالياً، ولهذا سأعطيه صوتي فليس أمامي غيره لتحقيق حلم مصر الكبري، ولكني خائفة، خائفة عليه من تغيير الصورة، أريد أن يبقي دائماً البطل الشعبي المغوار، حلم النساء والرجال والشيوخ والأطفال، الذي خلصهم من الشيطان ورفعهم إلي عنان السماء، أخاف عليه وأخشي إذا أصبح رئيساً لمصر، ففي اللحظة التي يتقلد فيها منصب الرئيس ستنتهي الإسطورة الجميلة ويصبح عرضة للحساب، بالقطع سيتعرض للنقد، فالمشكلات التي تعيشها مصر داخلياً وخارجياً كثيرة، أكبر من أن نحصرها، الملايين الذين سيعطونه صوته سينتظرون منه مفتاح الجنة الذي افتقدوه لعهود طويلة، سينتظرون منه حل المشكلات المتراكمة.. الفقر.. الجهل.. العشوائيات.. البنية التحتية المهترئة.. الفساد.. ملفات التعليم.والصحة.. البطالة المستفحلة بين الشباب.. والأهم من ذلك تحقيق المبادئ التي قامت من أجلها ثورة الخامس والعشرين من يناير.. العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، بالقطع الطريق إلي منصب الرئيس لن يكون مفروشاً بالورود، والطريق لتحقيق ماقامت من أجله ثورة يناير لن يكون مفروشاً بالفل والياسمين، قد يكون للمشير عبد الفتاح السيسي رؤية لانعلمها لتحقيق هذه المطالب ولكن بالقطع ستأخذ وقتاً طويلاً من الوقت ليس شهراً أو شهرين ولاسنة أو سنتين، ومن ينتظرون منه المفتاح السحري لحل هذه المشكلات هل ينتظرون ويصبرون، أتساءل ولم لا فالصبر هو عنوان المصري علي مر الزمان، ولكن مايحدث حالياً يخيفني فالكثيرون يقارنون بينه وبين الزعيم الخالد جمال عبد الناصر متناسين عن عمد أو جهل أن الوقت غير الوقت وأن الزمن غير الزمن، لقد استطاع جمال عبد الناصر تحقيق العدالة الاجتماعية في شهور قليلة لأن أراضي وأموال الإقطاعيين كانت داخل مصر، ومؤسسات وشركات اليهود والرأسماليين كانت داخل مصر فسهل عليه اقتطاع جزء من الأراضي وتوزيعها علي الفلاحين، وسهل عليه تأميم الشركات والمؤسسات من أجل تحقيق العدالة وارتفاع معدلات النمو، لكن ماذا يفعل المشير عبد الفتاح السيسي في أموال مصر المنهوبة التي هربت خارج مصر هل يستطيع إعادتها لتحقيق العدالة، هل يستطيع إجبار رجال الأعمال الذين نهبوا ثروات مصر علي مدي ثلاثة أو أربعة عهود وتهربوا حتي من دفع الضرائب المستحقة عليهم، هل يستطيع إجبارهم علي تحمل المسئولية في إعادة توزيع الثروة وتحمل مسؤلية البناء والتنمية، أعلم ونعلم جميعاً أن مصر مليئة بالثروات وتستطيع بجهود أبنائها وشعبها الوقوف مرة أخري كالمارد الجبار ولكن هذا يحتاج لوقت وصبر، فهل يعي المصريون ذلك..! الحل قد يكمن في العديد من المشروعات القومية التي تفجر طاقات الشباب والرجال والنساء وهو ماننتظره من البرنامج الانتخابي للمشير عبد الفتاح السيسي، وفي المصداقية والمصارحة الدائمة للمصريين بالخطوات والحلول والمدد الزمنية لحل المشكلات المتراكمة. العظماء يرحلون كلما رحل أحد العظماء من الزمن الماضي الجميل يدمي القلب ويشرد العقل، الموت سنة الحياة، ولكن من نفتقدهم لانستطيع تعويضهم، والكاتب ورائد الإخراج الصحفي في مصر والعالم العربي، والمحارب الرائع سعيد اسماعيل كان أحد هؤلاء العظام الذين فقدناهم، كان خبر وفاته يوم السبت الماضي صدمة لي وللكثيرين من تلامذته وأبنائه بدار أخبار اليوم، وصدمة لقرائه ومحبيةهالذين افتقدوا يومياته وعموده الصحفي المتميز " علي مزاجي "، قبل غيابه عن الدار منذ شهور قليلة كنت أسأله كل صباح.." كيف مزاجك اليوم " فيضحك ضحكة يغلفها الحزن المرسوم علي وجهه لما يحدث في مصر ولمصر، رحم الله أستاذنا سعيد اسماعيل صاحب القلب الطيب ورحمنا جميعاً وألهمنا وأبناءه حسن الصبر.واستكمال المشوار.